المقداد وعبد اللهيان: لن نسمح للأمريكي بقطع الطرق
موقع أنصار الله – متابعات – 15 صفر 1445هـ
ذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحافي عقب لقائهما، أنّهما ناقشا القضايا الثنائية والدولية وتعزيز التعاون، وزيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى دمشق مؤخرًا، والتحديات والسياسات العدوانية ضد بلديهما من قبل الأميركيين والغرب، ولا سيما سياسة استثمار الإرهاب، والقضية الفلسطينية.
وقال عبد اللهيان “أجرينا مباحثات مطوّلة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك واتفقنا على عقد اجتماع اللجنة العليا بين سورية وإيران في طهران قريبًا”.
واعتبر أنّ الاجتماع بينه وبين المقداد “مهم لتسريع العلاقات بين البلدين”، مشيرًا إلى أنّ اللقاء السابق للرئيسين في دمشق والاتفاقيات الموقعة بين البلدين، دليل على “الإرادة العالية والتصميم لدى طهران ودمشق على التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين”.
وأكد عبد اللهيان على ضرورة متابعة الإتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة الأخيرة للوفد السوري رفيع المستوى إلى طهران، والاجتماعات المختلفة التي عُقدت، وأضاف “لقينا اهتمامًا بالغًا بتعزيز العملية التجارية والاقتصادية بين البلدين خاصة على صعيد رجال الأعمال والتجار”، وشدد على أننا “ملتزمين بدعم بعضنا اقتصاديًا ومواجهة العقوبات وتنمية دول المنطقة، وأن سفيري البلدين يتابعان بشكل جدي ما تم الاتفاق عليه بين رئيسَي سورية وإيران ونثق بأن النتائج الفعلية ستظهر قريبًا”.
وتابع عبد اللهيان “سعداء باستئناف الزيارات الدينية والسياحية من إيران إلى سورية، ونعلن عن استعدادنا لاستقبال السوريين الراغبين بزيارة إيران دينيًا أو سياحيًا”.
وحول محاربة الإرهاب، قال عبد اللهيان “ناقشنا مواصلة محاربة الإرهاب والممارسات الأمريكية لإعادة تنظيم الجماعات الارهابية”، مؤكدًا مواصلة دعم سوريا، ولافتًا إلى أنّ “حدود العراق مع جيرانه ولا سيما سوريا هي حدود الصداقة، وننصح الجنود الأميركيين بالعودة إلى وطنهم”.
وفيما لفت عبد اللهيان إلى أن “أمن سورية وأمن المنطقة لا يزالان يشكلان أول اهتماماتنا”، قال إنّ “الولايات المتحدة وبغية تشديد الحصار، تحاول قطع الطرق بين دولنا ومسارات الترانزيت بيننا، وقد فعلت ذلك سابقًا”، وأضاف “ليس بمقدور أحد أن يقفل الطرق القديمة بين دول المنطقة”، وأكد اهتمام طهران “بتطوير التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والاستفادة من طرق الترانزيت”.
وأردف عبد اللهيان “مستمرون بتقديم الدعم لسورية قيادة وجيشًا وشعبًا حتى الوصول إلى استقرار الأوضاع وازدهارها”، وجدد التأكيد على “ضرورة الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها وخاصة في ما يتعلق بين سورية وتركيا”.
وأشار إلى أنّه “خلال الاجتماع الأخير، لإيران وتركيا وسوريا وروسيا، طُرحت أفكار مهمة وإيجابية حول احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها”.
وحول عودة العلاقات الطبيعية بين سورية ودول العالم العربي، قال عبد اللهيان إننا “سعداء بذلك، وفي هذا السياق جرت مباحثات بين المسؤولين السوريين والسعوديين لاستئناف العلاقات”، وأضاف “خلال زيارتي إلى السعودية ولقائي كبار المسؤولين سمعت منهم أن السعودية تمتلك الإرادة اللازمة لتطبيع العلاقات مع دمشق وتطويرها”.
عبد اللهيان أوضح “منذ أسابيع طرحت إيران مبادرة على قادة دول المنطقة تحت عنوان الحوار والتعاون الاقليمي، ويسعدنا أن هذه المبادرة لاقت ترحيبًا منهم”، وأشار إلى أنّ “سورية دولة مهمة جدًا في منطقتنا وليس بمقدور أي طرف تجاهلها”، ولفت إلى أن “عودة سورية إلى وضعها الطبيعي واستعادتها لدورها سيصب في مصلحة دول المنطقة”.
كذلك، ندّد عبد اللهيان بالعدوان “الإسرائيلي” على مطار حلب، مؤكدًا أنّه “لن يبقى أي اعتداء “إسرائيلي” من دون رد”.
كما ذكر أنّه تلقى مؤخرًا رسالة من وزير الخارجية الدنماركي أكّد فيها أنّ بلاده تعمل على سن قانون لمنع الإساءة إلى القرآن الكريم، وقال “نرحّب بهذه المبادرة الدنماركية ونوجّه رسالة للسويد وغيرها بضرورة احترام الكتب السماوية”.
وسلّم وزير الخارجية الإيراني رئيس مجلس الوزراء السوري دعوة من النائب الأول للرئيس الإيراني، لزيارة طهران لعقد الاجتماع الخامس عشر للجنة العليا للبلدين.
المقداد: لا يمكن للعين الغربية أن تغمض وهي ترى علاقات طبيعية بين العرب
بدوره، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في المؤتمر الصحافي نفسه، إنّه “قمنا بمراجعة الأوضاع في فلسطين المحتلة والجولان المحتل، وأكدنا أهمية صمود شعبَي فلسطين وسورية بوجه الاحتلال”، وأضاف “ناقشنا العلاقات الثنائية التي تسير دائمًا باتجاه إيجابي ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق”.
وتابع المقداد “ناقشنا التحديات واستمرار السياسات العدوانية القديمة الجديدة من قبل واشنطن والغرب ضدنا”، ولفت إلى أنّ “صمود شعبَي إيران وسورية بوجه العقوبات والتحديات التي تواجههما يثبت التفافهما حول قيادة البلدين”، وأكد أنّ “موقفنا المشترك ضد المؤامرات الغربية كفيل بتحقيق الانتصار عليها”.
المقداد لفت أيضًا إلى أنّ “التعددية القطبية هي الحل الوحيد للمشاكل التي يواجهها العالم”، مهنئًا “إيران والإمارات والسعودية ومصر على انضمامهم لمجموعة “بريكس”، وقال “بحثنا بشكل معمق أهم التطورات الدولية وأحدثها توسيع مجموعة “بريكس” الأمر الذي يعزز التعددية القطبية التي تثبت أنّها الحل الوحيد للمشاكل التي يواجهها عالم اليوم”.
وأضاف أنّ “الولايات المتحدة خارجة من عقالها والقانون الدولي، ولم تعد قادرة على القيام بكل ما تريد، ونحن سنواجهها وهم سيفشلون”.
وتابع المقداد: “أعتقد أنكم توافقون معي أنّ قمة جدة كانت مفصلية في تاريخ العلاقات العربية العربية، والعلاقات العربية الاقليمية”، معتبرًا أنّ الغرب وأميركا أصيبا بالهستيريا بعد نتائج قمّة جدة، “ومازالوا يضغطون لعدم تنفيذ مقررات القمة ولكنهم لم ينجحوا”، ورأى أنّه “لا يمكن للعين الغربية أن تغمض، وهي ترى علاقات طبيعية بين الدول العربية”.
كما أعرب عن ارتياح بلده لتطور العلاقات بين السعودية ودول الخليج مع إيران، بما لا يسمح للغرب بالتدخل وإشغال الحروب والفتنة، مشيرًا إلى أنّ “سورية لن تسمح بالتدخل الأميركي “الفج” بقطع الطريق بيننا وبين العراق”.
وجدّد المقداد ما كانت دمشق أعلنته سابقًا عن شرط سورية لعودة العلاقات مع تركيا، وهو “الانسحاب التام للقوات التركية من الأراضي السورية ووقف دعم الارهاب”، وقال “الشرط الوحيد لتطبيع العلاقات بين سورية وتركيا هو الانسحاب التام للقوات التركية من جميع الأراضي السورية وبعدها سنعود للتعاون سويًا بدون احتلال أو دعمٍ للارهاب”.
ولفت المقداد إلى أنّ “اللقاء الأخير بين الرئيسين الأسد ورئيسي، كان مفصليًّا ووضعت كل الأفكار المهمة والغنية على محك التنفيذ”.
ورأى أنّ “زيارة رئيس الحكومة حسين عرنوس، القريبة إلى طهران ستنعكس بنتائج مهمة على سوريا”.