اليــهــود يستهدفون الأمة في أهم مفصل وهو الاقتصاد
مما يتحركون فيه ويمثل خطراً كبيراً على الأمة: استهداف الأمة في اقتصادها, هم لا يريدون لنا أي خير, لا يريدون لنا أي رخاء, أي تقدم, هم لا يريدون إلى أن نصل إلى مستوى أن نصنع لأنفسنا, أو أن نحقق الاكتفاء الذاتي في الاحتياجات الأساسية لحياتنا وفي مقدمتها في مقدمتها مجال الزراعة {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ}(البقرة: من الآية105) يستهدفون الأمة في اقتصادها بأشكال كثيرة, نهب الثروات, مَن هو أكبر مستفيد من النفط العربي؟ هم الأعداء. ما مدى استفادة الأمة العربية من نفطها؟ صفر، استفادة محدودة جداً. ما مدى استفادة الأمة العربية من كل ثرواتها؟ مَن الذي يفرض سياسات اقتصادية تضرب الأمة وتضعف الأمة فلا يكون لها أي اقتصاد ولا أي نمو اقتصادي حقيقي يجعلها في مستوى المسئولية، في مستوى المواجهة، في مستوى مواجهة الأخطار والتحديات؟ يتحول الواقع داخل الأمة الإسلامية في الحال الأعم الأغلب وفي كثير من الشعوب العربية بالنسبة للواقع الاقتصادي إلى واقع صعب جداً، والبعض من الدول العربية تعيش تحت خط الفقر، لا تستفيد الأمة العربية من أي ثروة من ثرواتها، هل هي أمة بدون ثروات؟ ليس هذا صحيحاً. مَن يتحدثون عن نقص حاد في الموارد الاقتصادية هم يكذبون على الشعوب، الأمة العربية غنية بمواردها، اليمن نفسه غني بموارده، يملك احتياطي كبير من النفط والغاز، الغاز يمثل احتياطي كبير جداً في اليمن، الثروة البحرية نفسها الثروة السمكية، لكن أين تذهب معظم تلك الثروات؟ مَن الذي لديه إحصائية صحيحة ودقيقة عن مستوى الإنتاج النفطي؟ أين يذهب معظمه؟ أين تذهب معظم الأموال من تلك الموارد؟
الواقع أن الحال السائد هو أن الكثير من تلك الموارد تُنهب فيما يتوفر منها، لا تُستغل بالشكل الصحيح، لا توجد سياسيات اقتصادية سليمة وصحيحة لبناء اقتصاد وطني صحيح لا في اليمن ولا في معظم الشعوب العربية، حتى الشعوب العربية التي فيها شيء من الرخاء الاقتصادي هو في حدود أنها أسواق، أسواق ضخمة، لكن هل هذا الرخاء الاقتصادي لأننا أمة منتجة، منتجة اقتصاديا، مصنعون، مستفيدون من مواردنا، من خيرات أراضينا فيما في الباطن وفيما في الظاهر؟ ليس كذلك, سياسات اقتصادية سيئة, لا توجد أيادٍ أمينة تحفظ للشعوب تلك الثروة, ولا سياسات حكيمة, ولا يُراد, لا يُراد ليس هناك لا إرادة ولا جدية في اعتماد سياسات اقتصادية سليمة تبني وضع الأمة الاقتصادي من الداخل فتكون أمة منتجة مصنِّعة, محققة لنفسها الاكتفاء الذاتي على مستوى الزراعة, بل سياسات تزيد من إفقار الشعوب من إفقار الدول, سياسات قائمة على اعتماد القروض الربوية المرهقة والمكلفة وتبديد تلك الأموال التي يحصلون عليها من خلال القروض في أشياء ليس لها عائد لا تنتج لا تفيد ليس لها عائد اقتصادي على الشعب, هل هم يقترضون تلك الأموال الكثيرة والهائلة المرهقة للشعب والتي هي ربوية؟ هل هم ينفقونها ويفعلونها ويستغلونها فيما له عائد يسددها ويعود بالشعب بالكثير الكثير من الخير؟ أبداً، إنما يرهقون الشعب أكثر فأكثر.
وتعتمد السياسة الغربية التي توظف الجانب الحكومي للحكومات العربية لتنفيذه تعتمد تلك السياسات على إفقار الشعوب العربية، وتحويلها في الحال الكثير مع التخريب الأمني مع إثارة الحروب إلى مخيمات لاجئين، ثم تعتمد على منظمات تقدم القليل القليل في مقابل الكثير الذي يُنهب من ثروات هذه الشعوب، يعني تُحوَّل الشعوب العربية والدول العربية إلى دول متسولة في البعض وسوق في البعض الآخر، وهكذا.
الأمة عندما تضعف اقتصادياً تضعف بالتالي في مواجهة أعدائها، ثم تُستغل حالة الفقر والظروف الصعبة داخل الشعوب العربية لشراء الناس، لشراء مواقفهم، على قاعدة [جوع كلبك يتبعك] يحولون الشعوب العربية ينظرون إليها هكذا أنها مورد، نفس الشعوب ثروة بشرية تُستغل، يعمدون إلى استهدافها في قيمها، في أخلاقها، يضعفونها، يفقرونها، ثم يحاولون أن يستغلون، أن يستغلوا الكثير منها في سبيل الدفع بهم إلى مواقف تضربهم من الداخل، تضعفهم من الداخل، تشتتهم، تعمق حالة العداء فيما بينهم، استغلال وهذا ما يريدونه.
أمة واسعة يريدون أن يستغلون فيها أن يستغلوا فيها كل شيء الأرض، الثروة، الموقع الجغرافي، وحتى البشر يعتبرونهم مجرد ثروة تُستغل، ويريدون لهم حتى مستقبلاً، ويريدون لهم حتى في المستقبل أن يجندوا الكثير منهم لمواجهة قوى ومواجهة دول تناهض الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، والسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
من كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة يوم القدس العالمي 1433هـ.