السيد القائد: المجتمع البشري مهدد اليوم في إنسانيته / خلاص الناس جميعاً مرهونٌ بالتمسك بالرسالة الإلهية
موقع أنصار الله – صنعاء- 1 ربيع الأول 1445هـ
توجه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له ، اليوم السبت، بمناسبة تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف إلى كل شعبنا اليمني المسلم العزيز، وإلى أبناء أمتنا الإسلامية كافة، بالتهاني والتبريكات، بدخول هذا الشهر المبارك: شهر ربيع الأول، الذي فيه ذكرى مولد الرسول “صلوات الله وسلامه عليه على آله”، خاتم الأنبياء، وسيِّد المرسلين، محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وأوضح السيد أننا عندما نتأمل في ما هو قائم في بلدنا من مظاهر الابتهاج، والفرح، والاحتفال، والفعاليات المتنوعة؛ نرى احتفاءً وابتهاجاً واهتماماً متميزاً، تصدَّر به شعبنا اليمني المسلم العزيز بقية أبناء أمتنا الإسلامية وشعوبنا الإسلامية في العالم العربي وفي غيره، وهذا هو من مصاديق الحديث النبوي الشريف الحديث: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية)).
وأكد السيد أن من أهم ما في الإيمان، هو: الإيمان برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وأيضاً يرتبط بهذا الإيمان المحبة للرسول صلوات الله عليه وعلى آله، المحبة العظيمة بعد المحبة لله سبحانه وتعالى، وفوق المحبة للنفس والأهل والناس أجمعين، كما ورد في الحديث النبوي ربط هذه المسألة بالإيمان، ومصداقية الإيمان… لافتا إلى أن هذه المحبة لا بدَّ أن تتجلى، لا بدَّ أن تظهر، عندما تكون محبة عظيمة تظهر هذه المحبة، وتتجلى في كل ما يعبِّر عنها من مظاهر التعظيم، والتبجيل، والتقديس؛ لأنها محبة للرسول صلوات الله عليه وعلى آله في مقامه العظيم، في منزلته الرفيعة العالية، في كماله بالنبوة، بالإيمان، بالأخلاق، بالمنزلة العالية عند الله سبحانه وتعالى، في مقام القدوة، في مقام الهداية، في مقام القيادة، وتتجلى بالاتِّباع، بالاقتداء، بالتأسي، بالتمسك.
ابتهاجنا تعبير عن محبة النبي
وأوضح السيد القائد أن شعبنا العزيز وهو يعبِّر عن هذه المحبة العظيمة بكل مظاهر الابتهاج، هو أيضاً يعبِّر عن شكره لله سبحانه وتعالى، واعترافه بعظيم فضل الله، وبعظيم رحمته، وبعظيم نعمته، عندما بعث فينا سيِّد رسله، وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، كما قال الله (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
وقال السيد: فلنفرح، وليتجلى فرحنا في كل الوسائل المشروعة، التي تعبِّر عن الفرح، عن الابتهاج، عن السرور، عن الاستشعار لقدر هذه النعمة العظيمة، وهذا الفضل العظيم، والرحمة الكبيرة، وما يترتب عليها من النتائج المهمة، وهي تلك النعمة: الرسول والقرآن، الرسول والقرآن هي تلك النعمة العظيمة، التي ترتبط بها نعمة الهداية، أعظم النعم، وأسنى النعم، والتي يترتب عليها الخير للإنسان في الدنيا والآخرة.
تميز لأحفاد الأنصار
وأكد السيد أنه من التوفيق ومن النعمة أن يكون شعبنا العزيز يمن الإيمان والحكمة، أحفاد الأنصار، في هذا العصر متميزاً ومتصدِّراً للشعوب الإسلامية في مختلف أرجاء الدنيا، في مدى اهتمامه بهذه المناسبة تعبيراً عن الشكر لله سبحانه وتعالى، والابتهاج والفرح بهذه النعمة، وهو يحمل نوعاً من تلك المشاعر: مشاعر المحبة، والحفاوة، والاستقبال، التي استقبل بها أجداده وآباؤه الأوائل أنصار رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، الذين سمَّاهم الله في كتابه الكريم بالأنصار.
ولفت السيد إلى أنه من التوفيق أن يكون شعبنا أحفاد الانصار في هذا العصر شعباً متميزا ومتصدرا للشعوب الاسلامية في مدى اهتمامه بالمناسبة تعبيرا عن الشكر له والابتهاج بهذه النعمة وهو يحمل نوعا من تلك المشاعر مشاعر المحبة والحفاوة والاستقبال التي استقبل بها اجداده الأنصار لرسول الله الذين سمام الله بالأنصار حينما استقبلوا رسول اله بالحفاوة والمحبة والتقدير والفرح الكبير ففرحوا به واستبشروا به ثم كانوا من آوو ونصروا ، إيواء ونصرة وموقف وجهاد وعطاء وتضحية، عطاء عظيم ومتميز بلغ درجة الايثار عن النفس وهم في الظروف الصعبة لكن هكذا هم الكرام من نفوسهم نفوس كريمة تقدر الأشياء العظيمة وذات القيمة العالية.
وأضاف أن كل هذا هو من البشائر المبشرة أن شعبنا اليمني العزيز راسخا في انتمائه الايماني وانه إن شاء الله ماض في مسيرته ليقدم النموذج أمام بقية الشعوب في الالتزام الايماني والتمسك برسالة الله والاقتداء برسول الله والاتباع للقران الكريم كما فعل أجداده الاوائل آنذاك يوم كانت القبائل من مختلف المناطق العربية تتنصل عن شرف استضافة الرسالة اللألهية.
وعبر السيد عن أمله في شعبنا العزيز بانتمائه الإيماني الراسخ، ونحن في مرحلة تاريخية مهمة، ونحن في ظروف على المستوى العالمي ذات أهمية بالغة، فيها الكثير من التحولات والمتغيرات، لكن نحن كأمةٍ إسلامية، ننتمي للإسلام، لا بدَّ أن يكون مسارنا منطلقاً من أساسٍ صحيح، من انتمائنا نفسه، من انتمائنا للإسلام، من انتمائنا للقرآن، من انتمائنا للرسالة الإلهية.
لنبني أمة الإسلام
ولفت السيد إلى أنه وأمام هذه التغيرات والمتحولات، يجب أن تكون وجهتنا قائمةً على أساس انتمائنا للإسلام، نحن أمة إسلامية، تمتلك كل المقومات، وكل العناصر اللازمة لأن تبني نفسها لتكون أمةً لها اتجاهها المتميز، المبني على أساس انتمائها العظيم للإسلام، وللرسالة الإلهية، وللمبادئ الإلهية، وللقيم الإلهية. خاصة في هذه المرحلة التي تغير فيها وضع أمريكا في هيمنتها على بقية الدول والشعوب وأصبحت هناك بلداناً أخرى تنهض لتتبوأ لها موقعاً خارج الهيمنة الأمريكية
مؤكدا أنه مهما كان حجم المؤامرات علينا، مهما كانت المعاناة، مهما كانت التحديات، مهما كانت الصعوبات، إلَّا أنَّ بإمكاننا من خلال كل عناصر القوة تلك، التي تختزنها هذه المبادئ الإلهية، والقيم الإلهية، نستفيد منها ومن خلالها تتحول كل التحديات وكل الصعوبات إلى فرص، وهذا متاحٌ لنا بمعونة الله سبحانه وتعالى وبتوفيقه.
احتفاء متميز عن كل الأعوام
وقال السيد “: أمام كل هذا نحن معنيون بأن نجعل من هذه المناسبة المباركة محطةً تساعدنا في انطلاقتنا، وتساعدنا على التزود بالنور، بالنور الإلهي، من خلال قنواته المباركة: القرآن والرسول، وأيضاً نتزود الزكاء؛ لأن من أهم عطاء الرسالة الإلهية، هو ما تقدمه من نور، ومن تزكيةٍ للنفوس، هذا أهم ما يحتاج إليه الإنسان، وأهم ما يسمو بالإنسان، وأهم ما يؤهل الإنسان لأداء دوره في هذه الحياة بكرامةٍ وبجدارةٍ كمستخلفٍ لله في الأرض، ويكسب له خير الدنيا والآخرة.
وأضاف ” في هذه المناسبة المباركة أملنا- إن شاء الله- أن يكون اهتمام شعبنا إلى مستوى تصاعدي، وبأفضل من كل الأعوام الماضية، مع أنَّ إحياءه الكبير والعظيم بهذه المناسبة في الأعوام الماضية، كان مبهراً، ومدهشاً، وملفتاً على مستوى العالم، في العالم الإسلامي، وفي خارج العالم الإسلامي، حتى من جهة الأعداء أنفسهم، الأمريكيون والإسرائيليون، وكذلك الدول الأوروبية، الكل كانوا مندهشين لمستوى التفاعل والإحياء الكبير للمناسبة في بلدنا العزيز”.
وتابع قائلاً”: رأينا في العام الماضي عودةً في كثير من البلدان الإسلامية لإحياء هذه المناسبة بالمستوى الجيد، في عددٍ من البلدان العربية، وفي عددٍ من البلدان الإسلامية الأخرى، كان هناك عودة إلى إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وتفاوت الاهتمام بها من بلدٍ إلى آخر، لكن هذه بشائر خير، ولها إيجابيتها الكبيرة، وأثرها المبارك إن شاء الله، أملنا في هذا العام أيضاً أن يكون مستوى الإحياء أيضاً بشكلٍ كبير في بقية البلدان العربية والإسلامية.
نحن نأمل- إن شاء الله- أنه مع عودة الإحياء لهذه المناسبة، والاستفادة منها، وبالذات في هذه المرحلة الحسَّاسة، التي يتحرك فيها الأعداء، أعداؤنا من الكافرين والمنافقين، الذين يسعون لصدنا عن ديننا، عن مبادئنا الإلهية، عن القيم العظيمة، ويحاولون الانحراف بنا عن نهج الله وتعاليمه، نأمل أن يكون إحياؤنا لهذه المناسبة مما يزيدنا وعياً، وإيماناً، وثباتاً، ومحبةً لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ولرسل الله وأنبيائه، وأيضاً أن يكون مما يسهم في العمل على تغيير واقعنا؛ لأن هذه مسألة مهمة جداً.
اللوبي الصهيوني يهدد المجتمع الانساني
وأوضح السيد أنه في هذه المرحلة من المعروف عالمياً أنَّ أولياء الشيطان من قوى الطاغوت والاستكبار الظلامية، تسعى بشكلٍ مكثف، وبشكلٍ مفضوح أكثر من أي وقت مضى لإضلال المجتمعات البشرية، وإفساد الناس، نشاطها بكل أنواعه، بكل ما فيه من أساليب، وبرامج متنوعة، وأنشطة متنوعة، يركز على هذين العنصرين( الإضلال للناس ثقافياً، وفكرياً، وأيضاً الإفساد لهم أخلاقياً)، فهم يسعون بكل جهد إلى أن يفرِّغوا المجتمع الإنساني من الشعور بالكرامة الإنسانية، ومن الإيمان بالقيمة الإنسانية، والأخلاقية وهذه مسألة خطيرة جداً؛ ولذلك فإن مسعاهم الشيطاني الظلامي هو تهديد للإنسانية، للمجتمع البشري في كل أرجاء الدنيا، تهديدٌ للناس في إنسانيتهم.
وأوضح السيد أن قوى الطاغوت واللوبي اليهودي باتوا واضحين ومفضوحين أكثر من أي مرحلة مضت لأنهم يريدون السيطرة التامة على الناس والاستعباد لهم ولكن قبل تحقيق ذلك يكونوا قد فرغوا الانسان من كل مشاعره الانسانية وسلبوا منه الشعور بكرمته الانسانية مبادئه وقيمه الاخلاقية وهذا هدف يسعون لتحقيقه بكل اهتمام.
وأضاف أن اللوبي الصهيوني والقوى المستكبرة يريدون أن لا تبقى مشاعرك الانسانية ولا تبقى للإنسان قيمة عند نفسه وأن ينظر الإنسان إلى نفسه كمجرد حيوان تافه لا قيمة له وأنه كائن مادي لا قيمة له ولا قيمة لوجوه ولا هدف وأن ينظر الإنسان للحياة نظرة عبثية مستهترة مستخفة لا ترى لوجوده اي معنى ولا أي هدف مقدس وأن يرتبط بوجوده في الحياة اي مسئولية ولا أي مستقبل مهم ومقدس وهذا ملحوظ فهم عندما روجوا للنظرية التافهة في أن أصل الانسان قرد وأرادوا ان يقنعوا المجتمعات بهذه النظرية كنظرية علمية وهي باطلة وسخيفة جدا ولكنهم أرادوا أن يقتنع بها الناس، حتى ينحطوا ويفقدوا قيمتهم الانسانية.
وتابع السيد أنه في الدول الأوربية التي تدعي أنها موطن الحضارة والرقي والتقدم والحرية فإنهم في نفس الوقت هم من أوصلوا تلك المجتمعات لان تقبل أن تتحول من حياتها كمجتمعات بشرية إلى مجتمعات يقبل فيها البعض أن يتحول من كائن بشري الى كلب، ثم يحول حياته ككلب يباع في السوق ويريدون نقل هذه النماذج إلى مجتمعنا العربي بل وبشكل أسوأ.
وكل هذا لأنهم يسعون بكل جهد إلى أن يفرغوا المجتمع الإنساني من الشعور بالكرامة الانسانية والاخلاقية ولذلك فإن مسعاهم الشيطاني الظلامي هو تهديد للإنسانية و للمجتمع البشري في كل أنحاء الدنيا .
مسؤوليتنا في التصدي للوبي الصهيوني
ولذلك مسؤوليتنا كمسلمين، ونحن ننتمي للإسلام، للإسلام بكتابه، كتاب الله القرآن الكريم، وثيقة النور الإلهية، الخالدة إلى آخر أيام الدنيا، التي حفظها الله من التحريف في النص، ننتمي للإسلام برسوله العظيم، سيد المرسلين وخاتم النبيين ووارثهم، وبين أيدينا إرث الأنبياء، إرث الرسالة الإلهية، مسؤوليتنا إلى أن نجعل من هذه المناسبة المباركة فرصةً لإيصال النور الإلهي إلى مختلف أنحاء العالم، وللاهتمام بما يحصن واقعنا نحن كأمة، كأمة مستهدفة، أمة مستهدفة، بما يحصن واقعنا كأمة مستهدفة.
كما أن علينا أن نعي أهمية التركيز على الاستفادة من هذه المناسبة، في التصدي لمساعي الأعداء، التي يحاولون من خلالها أن يهبطوا بالمجتمع البشري عن مرتبته الإنسانية؛ ليتمكنوا بشكلٍ نهائي من استعباده تماماً، واستغلاله بشكلٍ تام، وفعل ما يشاءون ويريدون به، وأن يفقدوه قيمة وجوده الإنساني، ومسؤوليته في هذه الحياة ودوره، وقيمته الإنسانية والأخلاقية.
خلاص المجتمعات في الرسالة الإلهية
وأكد السيد أن وجودنا في هذه الحياة ترتبط به مسؤوليات مهمة، ودورٌ عظيمٌ مقدس، وغاياتٌ عظيمةٌ وحكيمة، ولذلك علينا أن نستشعر هذا؛ لنعود على أساس الرسالة الإلهية، نجعل منها منطلقاً في حياتنا، في أعمالنا، في مواقفنا، وأن ندرك أن خلاصنا، وخلاص مجتمعاتنا بشكلٍ عام، خلاص الناس جميعاً مرهونٌ بالتمسك بالرسالة الإلهية، لا خلاص إلَّا بذلك، مهما تعددت الرؤى وتنوعت، ومهما كان هناك جهات هنا أو هناك تتحرك في أوساط العالم، الخلاص، الفرج، العزة، الكرامة، الحياة الطيبة، العزة والكرامة الإنسانية، لا تتحقق إلَّا بالتمسك بالرسالة الإلهية، الخروج من الظلمات إلى النور، ولهذا قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: الآية1].
لذلك لابدَّ لنا أن نعي هذه الحقيقة، فنتحرك على أساسها بيقينٍ تامٍ بها، وندرك مسؤوليتنا كمسلمين، أن نكون الرواد الذين يتحركون في هذه الحياة وفي هذا العصر لإنقاذ المجتمع البشري، مما يحاول أعداء الإنسانية أن يوصلوه إليه، من الحالة الظلامية الرهيبة جدَّا، من الانحطاط به عن مرتبته الإنسانية، من تدمير قيمه وأخلاقه بشكلٍ تام، أمر خطير جدَّا على المجتمعات البشرية.
الرجولة في التمسك بالرسالة الإلهية
وقال السيد : في هذا العصر، وفي هذه المراحل بدأوا يقدِّمون- مثلاً- في الصين، وفي عددٍ من البلدان، مادة تعليمية عن الرجولة؛ لأنهم يدركون أنَّ تلك القوة الظلامية، التابعة للوبي اليهودي، تسعى إلى تمييع المجتمع البشري، ليتحول الرجال في حالة من المياعة، فيفقدوا رجولتهم، الإنسان مستهدف في إنسانيته، والرجال مستهدفون في رجولتهم، يسعون إلى أن يكون هناك مادة تعليمية للحفاظ على الرجولة.
الرجولة، والكرامة، والشهامة، العزة والكرامة الإنسانية لكل بني الإنسان، هي في اتِّباع الرسالة الإلهية، هي عندما نعود إلى كتاب الله، وإلى رسول الله؛ أمَّا اللوبي اليهود الصهيوني وأتباعه الظلاميون في المجتمعات الغربية، فهم لا يريدون لك أن تبقى حتى كإنسان، بإنسانيتك، وبشعورك بالقيم الإنسانية.
ولهذا نحن معنيون في هذه المناسبة أن ندرك طبيعة المتغيرات، وطبيعة النشاط الظلامي، المضل، المفسد، للوبي اليهودي الصهيوني، في سعيه لإيصال المجتمعات البشرية إلى أسوأ مستوى؛ لاستعبادها، واستغلالها، وامتهانها، هدفهم هو ذلك، ولذلك أكبر انزعاجٍ ينزعجون منه، أكبر ما يزعجهم هو: القرآن والرسول.
وعندما نظموا حملات مسيئة إلى القرآن، لإحراق المصحف الشريف في عددٍ من البلدان الغربية، وأنشطة ما قبل ذلك وما بعد ذلك، من رسوم مسيئة، وعبارات مسيئة، وكتابات مسيئة للرسول، إلى رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، هو لأنهم يدركون أنَّ الذي بقي للبشرية، لخلاصها، لفلاحها، لنجاتها، للحفاظ على إنسانيتها، لقيمتها الإنسانية، وكرامتها الإنسانية، هو: الرسول والقرآن، ولهذا قال الله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: الآية1]، العزة، والحمد، والشرف، والكرامة، هي في سلوك صراط الله، في السير في صراط الله، بالاهتداء بكتاب الله ورسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”.
نجاح الرسول الأعظم مصداقاً لأهمية منهج الله
وأكد السيد أن التجربة العظيمة الرائدة لخاتم الأنبياء، وسيِّد المرسلين، رسول الله محمد “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، والنجاح الكبير والهائل الذي حققه، والنقلة الكبيرة العظيمة التي تحققت بجهوده العظيمة، بيَّنت كم أنَّ الرسالة الإلهية فاعلة في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، في فترة وجيزة، كم هي تلك النقلة الهائلة والقفزة الكبيرة في واقع العرب البدائيين آنذاك، الأميين، كيف انتقل بهم إلى أن كانوا سادة الأمم، وأصبحوا هم في المستوى الأعلى بين كل الأمم في فترة وجيزة، تلك هي نقلة إخراجهم من الظلمات الرهيبة، ظلمات الجاهلية، إلى نور الإسلام، نور الهدى الإلهي، التعليمات الإلهية، الحكمة الإلهية، التي تسمو بالإنسان.
رسائل المولد النبوي
وأوضح السيد أن من أهم ما نقدِّمه من رسائل، في الاحتفال الكبير جدًّا هذا العام إن شاء الله، بهذه المناسبة المباركة والعظيمة، في يوم المناسبة، وما يسبقها من أنشطة، وما كان ضمن ذلك من مظاهر الفرح والابتهاج، الرسالة إلى الأعداء، الذين أساءوا إلى القرآن، إلى أولئك الأعداء الذين أحرقوا المصاحف، إلى اللوبي اليهودي الصهيوني الذي هو وراء ذلك، ومن معه من أذرعته، كل أذرعة أخطبوط الشر والإجرام، الظلاميين في هذا العالم، رسالتنا لهم في مستوى إحيائنا لهذه المناسبة، بما قبلها من فعاليات، ومن مظاهر الابتهاج والفرح، هي رسالة تحدٍ لهم، وأننا متمسكون أكثر من أي وقتٍ مضى- بتوفيق الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” إن شاء الله- بهذه الرسالة، وبتعظيمنا لرسول الله، وبتقديسنا لكتاب الله ورسول الله؛ وبالتالي- إن شاء الله وبتوفيق الله- في تمسكنا بهذه الرسالة الإلهية.
وعبر السيد عن أمله في هذه الأيام نأمل- إن شاء الله- أن يكون هناك استمرار في الأنشطة بمستوى تصاعدي أكثر، كذلك استمرار في كل مظاهر الابتهاج والزينة بالشكل المشروع، وأيضاً اهتمام كبير بالإحسان، والعناية بالفقراء والبائسين، وقيم الرحمة التي تجسِّد الرحمة؛ لأننا في مناسبةٍ عظيمة، تعود إلى ذلك الرجل العظيم: خاتم رسل الله وأنبيائه، الذي قال الله له: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: الآية107]، أن تتجسد قيم هذه الرحمة في الإحسان، في الاهتمام بالفقراء، في صلة الأرحام، في الأخوَّة، في التعاون، في تجنب كل حالات الفتن والشقاق، في العمل على الارتقاء الأخلاقي، في تكثيف الأنشطة التوعوية، في الاهتمام بالسيرة النبوية، والحديث عن شخص الرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، من خلال القرآن الكريم وما وافق القرآن، اختيار الصحيح الثابت الموافق للقرآن من السيرة النبوية، إلى أن تأتي- إن شاء الله- المناسبة، يأتي يوم الاحتفال الكبير العام.
خروج لا مثيل له في الدنيا
وعبّر السيد عن أمله الكبير في شعبنا العزيز، يمن الإيمان والحكمة، أحفاد الأنصار، كما خرجوا في الأعوام الماضية خروجاً مليونياً حاشداً كبيراً لا مثيل له في كل الدنيا، أن يخرجوا في المناسبة القادمة خروجاً مليونياً لا مثيل له في الدنيا، وأن يكونوا على الدوام النموذج المتصدر بين شعوب أمتنا الإسلامية كافّة لهذه المناسبة، لكل ما يجسِّد قيمهم الإيمانية، وأن يقدِّموا الشاهد من جديد لكل أرجاء الدنيا، ولكل أبناء العالم، ولأمتنا الإسلامية في المقدِّمة، أنَّ هذا الشعب هو يمن الإيمان، ويمن الحكمة.