عندما فشل الأعداء بعد ثورة 21 سبتمبر اتجهوا للعدوان على البلد

واستمروا من بعد ذلك بالرغم مما تميزت به هذه الثورة من الإنصاف، ومد الأيدي للسلام مع كل أبناء ومكونات هذا البلد، ومد الأيدي للشراكة مع الجميع، والتركيز على المسارات والأهداف والسياسات كيف تكون بناءة ولمصلحة هذا الشعب، وفوق كل الحسابات الشخصية والفئوية والحزبية، استمرت مؤامراتهم، فكانت هذه الثورة لهم بالمرصاد، عند كل مؤامرة كانت هذه الثورة تحبط هذه المؤامرة بالاعتماد على الله “سبحانه وتعالى”، وباليقظة التامة، والوعي الكبير، حتى يئسوا في نهاية المطاف فاتجهوا لعدوان خارجي، اتجهوا لعدوان خارجي معروف، وهذا العدوان الخارجي هو لنفس الهدف، لهدف السيطرة على هذا البلد، واحتلاله، ومصادرة حريته واستقلاله، ومنذ اليوم الأول لهذا العدوان وإلى اليوم، وبعد ألفي يوم منذ بداية هذا العدوان ندرك جميعاً أهمية وقيمة ذلك الإنجاز الوطني الشعبي الثوري، وندرك أيضاً مدى هذا الصمود كل هذه الفترة؛ لأن هذا الشعب له قضية عادلة، وله مطالب مشروعة، وله أهداف هي حق، شعبنا مظلوم، هو يريد أن يكون حراً مستقلاً هذا حقٌ مكفولٌ ومعترفٌ به؛ إنما هؤلاء لا يريدون أن يقبلوا لشعبنا بهذا، ويستكثرونه عليه، الأمريكي يستكثر هذا على الشعب اليمني؛ لأن الأمريكي يريد أن تخضع له كل شعوب وبلدان أمتنا الإسلامية، ويستكثر هذا على شعبنا أعوان أمريكا، أعوانها وأنصارها وأدواتها وعملاؤها وخدامها، مثلما هو حال النظام السعودي والنظام الإماراتي ومن معهم، فدخلوا في هذا العدوان الظالم الذي لا مبرر له، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق هذا الشعب في كل هذه الأيام التي مضت، أكثر من ألفي يوم في كل يوم جريمة ارتكبوها بحق هذا الشعب، واتجهوا كجزءٍ من مؤامراتهم على مستوى الأمة بكلها.

ونحن كنا ننادي حتى في أيام التصعيد الثوري، ما قبل الحادي والعشرين وما بعد الحادي والعشرين من سبتمبر كنا ننادي ونهتف بأننا متمسكون بقضايا أمتنا الكبرى، وأننا جزءٌ من هذه الأمة، نحن شعب اليمن جزءٌ من هذه الأمة، نعيش نبضها وآلامها وهمومها وقضاياها، ونواجه معها التحديات، ولا نقبل بالتجزئة التي تهدف إلى عزل كل بلد من بلدان وشعوب أمتنا الإسلامية للاستفراد به، وبهدف إيجاد مناخ وبيئة ملائمة لتصفية القضية الفلسطينية، فاتجه الأعداء في كل هذه المرحلة إلى شن حربٍ شعواء ظالمة شاملة على بلدنا، مع حصار اقتصادي واستهداف اقتصادي كبير، ومعروف ما يعانيه شعبنا اليوم نتيجةً لهذا العدوان، ونتيجةً لهذا الحصار، إلا أن المسألة واضحة، وأتت كل الشواهد التي تشهد لذلك، البعض من الصم البكم العمي الذين لم يكونوا يستوعبون ما يسعى له الأمريكي وأعوانه آنذاك، وما يعملون من أجله في هذا البلد، وكانوا متأثرين إما بارتباطاتهم الحزبية والمذهبية، وحساباتهم الفئوية الخاصة، أو بارتباطهم الفكري والثقافي بالخارج؛ لأن البعض لم يكونوا يعيشون مع هذا الشعب اليمني أصالته الإيمانية، كانوا ولا يزالون- ومنهم قيادات في حزب الإصلاح- يكفرون أبناء هذا الشعب، ويرتبطون على المستوى الثقافي والفكري بقرن الشيطان الذي طلع من نجد، وينظرون بسلبية تامة إلى هذا الشعب وإلى تاريخه بكله، وبالتالي فلهم موقف سلبي وسيء وأسود تجاه هذا الشعب، وهم يحملون تجاهه الضغينة، والحقد، والعقد، والأحقاد الشديدة، ولذلك فلهم موقف من هذا البلد ومن هذا الشعب، وهم يحسون بارتباطهم بالآخرين بأكثر من ارتباطهم بهذا الشعب، يشعرون بالانفصال عن هذا البلد في كل شيء، على مستوى هويته، وثقافته، وفكره، وأخلاقه، وعاداته، وتقاليده، فيحسون بأنفسهم شيئاً جديداً مختلفاً، وله ارتباط بجهات خارج.

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

من خطاب السيد في ذكرى 21 سبتمبر 2020م

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com