عن اليمن المباح
الطائرات الامريكية بدون طيار تحلق فوق الأجواء اليمنية متى شاءت و تلتقط الصور التي تشاء لأي منشأة تشاء .. سواء كانت عسكرية او مدنية سيادية او غير سيادية .. تحلق فوق العاصمة و تصور الرئاسة و مقرات الأمن و المعسكرات و مخازن السلاح و قاعدة الطيران و خارطة الانتشار العسكري …ووووووو الخ ، حتى حوش الرئيس و ربما غرفة نومه ..
المعروف أن عمل الطائرات بدون طيار في الأساس هو تجسسي و استخباراتي اضافة الى كونه عملياتي يمكن ان ينفذ عمليات قتل و استهداف ، و ليس مسموحا في القانون الدولي استخدامها ، و اي دولة تستخدمها إنما تستخدمها خارج القانون الدولي .
عادة عندما تخترق الطائرات بدون طيار أجواء و حدود اي دولة أخرى يتم اسقاطها ، و تقوم الدنيا و لا تقعد من طرف الدولة التي تم اختراق سيادتها حتى و ان كانت اضعف دولة في العالم ..
كما ان الدولة صاحبة الطائرة " المنتهكة " تلجأ الى النفي و الانكار حتى و ان كانت امريكا أو روسيا او بريطانيا او اي دولة عظمى ، لأنها تعرف ان ذلك محضور و يعد انتهاك لسيادة بلد اخر و يحرمه القانون الدولي ..
ماعدا في اليمن .. فإن السلطات الأمريكية في اليمن قد وضعت لها في السلطة و في المشهد السياسي بشكل عام من يحول دون الاعتراض على طائراتها و يضمن لها أجواء من الرضا و السكوت لتحلق طائراتها تصور و تقتل و تطلع على كل صغيرة و كبيرة من اسرار الدولة و الجيش و الأمن و كل المواقع الاستراتيجية للدولة ..
و لعل هذا التحليق للطائرات الأمريكية ليس الا على سبيل التأكد من صحة البيانات و المعلومات التي يقدمها موظفيها في السلطة ابتداء من الرئيس و انتهاء بالعملاء الصغار من الضباط و الأمنيين ..
يبدو ان من الأهمية بمكان ان نعترف بأن اليمن مباح كليا .. لأنه لم يعد هناك شيئا يمكن ان نعتبره سريا او موقعا استراتيجيا لا يستطيع ان يطلع عليه الأعداء ، بل لا تمتلك اليمن سيادة على شيء يمكن ان نسميه نظريا شيئا سياديا .. و علينا بدلا من المغالطات الكيدية التي تتهرب من مواجهة الحقيقة كيدا و نكاية بالخصوم السياسيين ان نعترف بأننا دولة محتلة أمريكيا .. فليس من المعقول ان يكون بلد أو دولة لها سيادتها و خصوصيتها مباحا بهذا الشكل لدولة اخرى و لهذه الدرجة إلا اذا كان ذلك البلد يرزح تحت الاحتلال و كان النظام الحاكم فيه يحكم تحت راية الاحتلال .. و للأسف هذه هي الحقيقة .. هذه بلدنا و علينا ان نتنبه لما يجري و نضع المكايدات جانبا .