لنتعلم كيف نعزز ارتباطنا بالقرآن وبالرسول

 

ولذلك هناك خطورة على الأمة في ابتعادها عن القرآن الكريم في الاهتداء به، في أن تكون متجهةً نحوه قبل كل شيء، تجعله فوق كل ثقافة، فوق كل فكرة، هداه فوق كل رأي، لا تتعصب لآراء، أو ثقافات، أو اتجاهات مذهبية، أو لأشخاص، أو لرموز فوق القرآن، تجعل القرآن وتتعامل معه ككتاب مهيمن حتى على كتب الله “جَلَّ شَأنُه”، النتيجة هي هذه: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ}، فما بالك بالقرآن، والقرآن أعظم شأنًا من التوراة؛ لأن الله جعله مهيمنًا على كل كتبه السابقة، جعله مهيمنًا على ما سبقه من كتبه، وهو أعظمها شأنًا، كما كان نبيه محمد “صَلَواتُ اللهِ عَلَـيْهِ وَعَلى آلِه” في الأخير هو أعظم الرسل شأنًا عند الله وأعظمهم قدرًا.

لذلك نقول اليوم: أنَّه يجب أن نتعلم كيف نعزز ارتباطنا بشكلٍ قوي بالرسول والقرآن، الرسول في موقع القدوة والقيادة والاهتداء به في مسيرته العملية، ونفهم أنَّه كان مقترنًا بالقرآن، ولم يكن منفصلًا عنه، من أراد أن يقدِّم لنا شيئًا محسوبًا على الرسول يخالف القرآن ويفصلنا عن القرآن؛ فلندرك أنَّه يكذب على رسول الله، ويفتري على رسول الله “صَلَواتُ اللهِ عَلَـيْهِ وَعَلى آلِه”، كيف يكون الرسول قدوةً لنا فوق كل قدوة، إذا أتى أحدٌ من هذه النوعية الذين يقول الله عنهم: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ}، ليصرفنا عن موقفٍ حق، أو عن اهتمامات وأولويات حق يرشدنا إليها القرآن؛ فلندرك أنه هو في الموقف الخاطئ، وسيتضح لنا من هو منسجم مع القرآن في أولوياته، في اهتماماته، في اتجاهاته العملية، في مواقفه، ومن هو بعيدٌ عن القرآن الكريم، القرآن يحدد لنا مسارًا مستقلًا لا تبعية فيه للطغاة والجائرين والظالمين، عندما تلاحظ الآخرين، حتى من يحسبون أنفسهم على الدين، ويقدِّمون أنفسهم تحت عناوين دينية، كحال التكفيريين، تجدهم- في نهاية المطاف- على تبعية للسعودي والإماراتي، وتجد السعودي والإماراتي كلٌ من النظامين في حالة تبعية واضحة صريحة مؤكدة لأمريكا، فعندما يأتي هذا الذي هو ذيل من ذيول آل سعود، أو من ذيول النظام الإماراتي وهو في حالة تبعية لهم، وهم في حالة تبعية لأمريكا، حتى لو قدم عنوانًا دينيًا هو يفتري على الإسلام، حتى لو قدم آيةً قرآنية هو سيستشهد بها في غير موضعها، حتى لو رفع عنوانًا إسلاميًا هو يكذب وهو يفتري.

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

الدرس الثالث من  محاضرات (الرسالة والرسول) 1440هـ

قد يعجبك ايضا