الاشتباكات تتواصل شمالي كردفان بالسودان.. وتضارب الأنباء بشأن السيطرة
موقع أنصار الله – متابعات – 16 ربيع الأول 1445هـ
تجدّدت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش و”الدعم السريع” بمنطقة ود عشانا شرق أم روابة بشمال كردفان، اليوم الأحد، فيما تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على المنطقة.
وفي وقت سابق، أعلنت قوات “الدعم السريع”، السيطرة على حامية منطقة ود عشانا، والاستيلاء على 12 عربة قتالية وكميات من الأسلحة والذخائر. فيما نفت مصادر محلية وجود حامية للجيش السوداني في المنطقة، مشيرة إلى أنّ الجيش ألحق خسائر في قوات “الدعم السريع”.
من جهته، قال قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إنّ الحديث الذي تروّجه “قوات الدعم السريع” بشأن الديمقراطية والعدالة “مضلل وكاذب”.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمام ضباط وجنود من سلاح المدفعية في مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل شمالي البلاد.
وأضاف البرهان أن “هذه المليشيا (الدعم السريع) كانت تنظر للدولة السودانية بعد 2019 باعتبارها غنيمة يجب الإجهاز عليها وأخذ نصيبهم منها”.
وأشار إلى أن هذه المطالب كانت المحرك الرئيسي لحرب الـ 15 من نيسان/أبريل الساعية لتقسيم السودان، واصفاً ما قامت به قوات الدعم السريع من أفعال بـ “طعنة في خاصرة الشعب السوداني”.
وفي 21 أيلول/سبتمبر الفائت، أكد قائد “قوات الدعم السريع” في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في كلمة مسجّلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ قواته على استعداد تام لوقف إطلاق النار، والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.
ودعا حميدتي إلى تأسيس جيش سوداني جديد “لبناء مؤسسة عسكرية مهنية تنأى بنفسها عن السياسة وتحمي الدستور والنظام الديمقراطي”، بحسب تعبيره.
وأوضح أنّ الحرب سبّبت دماراً “لم يسبق له مثيل” في السودان، ولا سيما الخرطوم، وأحدثت أزمة إنسانية في دارفور، لافتاً إلى أنّ فريقه انخرط “بصدق” في المفاوضات التي استضافتها السعودية في جدة، وطرح رؤية لإيقاف الحرب.
كذلك، أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عن استعداده للتفاوض مع قائد “قوات الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في حال التزام الأخير بحماية المدنيين.
وفي 28 أيلول/سبتمبر الفائت، أعلنت صحيفة “العرب” اللندنية علمها، مِن مصدرٍ سوداني مُطّلع، أنّ البرهان وحميدتي كانا في السعودية، مُعتبرةً ذلك خطوةً تشير إلى مسار مفاوضاتٍ جديدة.
وتأتي الزيارة غير المعلنة، والتي يتضح إجراؤها وسط تكتمٍ سعودي- سوداني، بعد فترةٍ من توقف مفاوضات جدّة، التي جرت في شهر مايو/أيار الماضي، بدفعٍ سعودي- أميركي، وتمّ التوصل خلالها في أكثر من مناسبة إلى اتفاقٍ هش لوقف إطلاق النار، كان سرعان ما ينهار على وقع تبادلٍ للقصف بين الجانبين، إضافةً إلى تبادلٍ للاتهامات بخرق الاتفاقات.
يُشار إلى أنّه لم يسبق لقائدي الجيش والدعم السريع أن التقيا مباشرةً منذ اندلاع النزاع المسلح المستمر في السودان، في 15 نيسان/أبريل الماضي، حيث اقتصرت جولات المفاوضات التي استضافتها مدينة جدّة على ممثّلين عنهما.