ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال “غير المسبوق” في أفغانستان إلى أكثر من ألفي قتيل

موقع أنصار الله – متابعات – 23 ربيع الأول 1445هـ

ارتفعت حصيلة ضحايا زلزال أعقبته هزّات ارتدادية في غرب أفغانستان إلى أكثر من ألفي قتيل وحوالى 10 آلاف جريح الأحد، فيما يسابق عناصر الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين تحت الركام في قرى سوّيت بالأرض.

ودُمّر أكثر من 1300 منزل عندما ضرب زلزال السبت بقوة 6,3 درجة أعقبته ثماني هزات ارتدادية قوية، مناطق يصعب الوصول إليها على بعد 30 كيلومتراً شمال غرب العاصمة الإقليمية هرات، وفقاً لمسؤولين.

وفي منطقة زيندا جان الريفية، تحوّلت عشرات المنازل إلى دمار، حيث تقوم فرق الإنقاذ بحفر خنادق على أمل انتشال ناجين.

وقال المتحدث باسم وزارة إدارة الكوارث ملا جنان صائق إنّ “شعبنا شهد زلزالاً غير مسبوق”، مقدّراً عدد القتلى بـ2053 شخصاً، ومشيراً إلى أنّ عدد الجرحى وصل إلى 9240 في 13 قرية.

وأضاف للصحافيين في كابول “نبذل قصارى جهدنا من أجل علاج الجرحى”، موضحاً أنّ “عمليات البحث في المنطقة المتضرّرة مستمرّة”، محذّراً من أنّ أرقام القتلى من المرجّح أن ترتفع أكثر.

وضربت هزة ارتدادية أخرى بقوة 4,2 درجة المنطقة نفسها حوالى الساعةالسابعة صباح الأحد (2,30 بتوقيت غرينتش)، وفقاً للمعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.

– “تحوّل كلّ شيء إلى رمل” –

مع حلول الليل السبت في قرية ساربولاند الواقعة في منطقة زندي جان، شاهد مراسل فرانس برس عشرات المنازل المدمّرة قرب مركز الزلازل التي هزّت المنطقة لمدة أكثر من خمس ساعات.

وبينما عمل الرجال على جرف الحجارة بعد انهيار المباني، انتظرت النساء والأطفال في العراء.

وقال أحد السكان ويدعى بشير أحمد (42 عاما) “انهارت جميع المنازل في أول هزّة.. دُفن الأشخاص الذين كانوا داخل المنازل.. هناك عائلات لم نسمع أي أخبار منها”.

أما نك محمد (32 عاما)، فأفاد فرانس برس بأنه كان في عمله عندما ضرب أول زلزال حوالى الساعة 11,00 (06,30 ت غ).

وقال “عدنا إلى المنزل لنجد أنه لم يعد هناك أي شيء. تحوّل كل شيء إلى رمل”.

وأضاف “لا يوجد لدينا أي شيء حتى الآن. لا بطانيات ولا أي شيء آخر. نحن متروكون هنا خلال الليل مع شهدائنا”.

– كوارث قد تدمّر المجتمعات المحلية –

وتُبنى معظم المنازل الريفية في أفغانستان من الطوب حول أعمدة دعم خشبية، مع القليل من حديد التسليح الحديث.

وعادة ما تعيش أُسر متعدّدة الأجيال تحت سقف واحد، ما يعني أنّ الكوارث، مثل الزلزال الذي وقع السبت، يمكن أن تدمّر المجتمعات المحلية.

وتعاني أفغانستان في الأساس من أزمة إنسانية حادة، إذ تم وقف المساعدات الأجنبية على نطاق واسع منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.

كما عانت ولاية هرات التي تعد 1,9 مليون شخص وتقع عند الحدود مع إيران من جفاف مستمر منذ سنوات شلّ الحياة في العديد من المجتمعات الزراعية.

تتعرّض أفغانستان بشكل متكرّر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندو كوش، التي تقع بالقرب من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.

وفي حزيران/يونيو من العام الماضي، قُتل أكثر من ألف شخص وشرّد عشرات الآلاف عندما ضرب زلزال بقوة 5,9 درجة إقليم باكتيكا الفقير. تسبب ذاك الزلزال بأكبر حصيلة قتلى في أفغانستان منذ ما يقرب من ربع قرن.

وقال المتحدث باسم وزارة إدارة الكوارث إنّ “زلزال هرات أسوأ من الزلزال الذي وقع شرقاً العام الماضي”.

وأضاف “ليس فقط من حيث القوة والعمق، ولكن أيضاً من حيث تضرّر ودمار المزيد من المناطق”.

 

قد يعجبك ايضا