صنعاءُ الصمود تواصلُ طوفانَها بمسيرة كبرى تصدَّرت عواصمَ العالَم لمناصَرة فلسطين ودعم “طوفان” أبطالها
||صحافة||
من جديدٍ تؤكّـدُ صنعاءُ الصمودِ صدارتَها لقائمة الأحرار والمناصرين لفلسطين -أرضًا وشعبا ومقدسات-، حَيثُ خرج أحرارُ الشعب اليمني، أمس الجمعة، في مسيرةٍ جماهيرية كبرى؛ استجابةً لدعوة حركة المقاومة الإسلامية حماس، ومواصلة تعزيز صمود أبناء غزة ضد الصلف الصهيوني؛ وإسناداً للمقاومة البطلة التي تواصل ملاحمها في وجه الطغيان.
وفي المسيرة الكبرى وسطَ العاصمة صنعاء بمشاركة قيادات الدولة وقياداتٍ عسكرية وأمنية وشخصيات علمائية ومشايخ ووجهاء وعشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، رَفعت الحشودُ الأعلامَ الفلسطينية واللافتاتِ المؤيدةَ لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن الأرض والعِرض والمقدسات الإسلامية وتحريرها من دنس الاحتلال الصهيوني، مندّدةً بصمْتِ وتواطؤ المجتمع الدولي ومنظماته، إزاء ما يتعرض له الشعبُ الفلسطيني من جرائمَ وحرب إبادة جماعية وتدمير ممنهج للأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والمساجد والمخيمات وتهجير الفلسطينيين وقتل الأطفال والنساء.
غليانٌ شعبي يمني في جمعة الطوفان: لن نبقى مكتوفي الأيدي
وفي مسيرةِ جمعة “طوفان الأقصى” بمشاركة قيادات حركة حماس الممثلة لها في صنعاء العزة والحرية، باركت الحشود استمرار عملية “طوفان الأقصى” التي ينفذها أبطال المقاومة الفلسطينية وما يسطرونه من ملاحم بطولية في مواجهة صلف وجرائم كيان العدوّ الصهيوني المدعوم من أمريكا وبريطانيا ودول الغرب.
وردّد المحتشدون، الشعارات والعبارات المؤكّـدة على موقف اليمن -قيادةً وحكومةً وشعباً- الداعمِ للشعب الفلسطيني والمساند لمقاومته الباسلة والاستعداد لبذل الغالي والنفيس لتحرير فلسطين والقدس الشريف، مستنكرين المواقف المخزية والمتخاذلة من الدول والأنظمة العميلة والمطبعة مع الكيان الصهيوني الغاصب.
واعتبر أحرارُ اليمن التخاذُلَ المفضوحَ من قبل زعماء الأنظمة المحسوبة على العرب والمسلمين، مشارَكةً في العدوان على الشعب الفلسطيني وخيانةً للقضية المركزية للأُمَّـة.
ودعت الحشودُ الأممَ المتحدةَ والمنظمات الدولية التي تتشدَّقُ بحقوق الإنسان إلى مراجعة مواقفها والاضطلاع بمسؤولياتها والعمل على إيقاف العدوان الصهيوني ورفع الحصار عن غزة، وإدخَال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة؛ لتفادي كارثة إنسانية وصحية وشيكة.
وجددت التأكيد على تأييد الشعب اليمني الكامل لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والاستعداد للجهاد المقدَّس ونُصرةِ الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الباسلة بالمال والسلاح والرجال حتى تحرير كامل الأراضي المحتلّة والمقدسات من دنس الاحتلال الصهيوني، مؤكّـدين أن عمليةَ “طوفان الأقصى” انتصارٌ كبيرٌ أعاد للأُمَّـة عِزَّتَها، وكسرت شوكةَ العدوّ الصهيوني، وتمثل رسالة قوية للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني سينتصر وسيستعيد كُـلّ الأراضي المحتلّة والمقدسات.
وفيما أكّـد أحرار اليمن أنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يحصل من تكالب صهيوني دولي ضد أبناء غزة خَاصَّة وفلسطين عامة، اعتبر المحتشدون عملية “طوفان الأقصى” رسالة لكل العملاء والمطبعين بأن فلسطين وقضيتها العادلة ستظل حية في وجدان وقلوب أبناء الأُمَّــة الإسلامية حتى تحريرها من اليهود الغاصبين.
ودعا أبناءُ اليمن الثوارُ شعوبَ الأُمَّــة العربية والإسلامية وأحرارَ العالم إلى الاستمرار في تنظيم المسيرات الجماهيرية؛ للتنديد بالعدوان الصهيوني، ودعمِ ومساندةِ المقاومة والشعب الفلسطيني، واستهجانِ المواقف الغربية الداعمة لهذا الكيان وما يرتكبه من جرائمَ وحرب إبادة جماعية في قطاع غزة.
فتوى من اليمن: جهادُ الصهاينة أولى من كُـلِّ القضايا وعلى مرضى النفوس مراجعة مواقفهم
وفي المسيرة الجماهيرية الكبرى، قالت كلمةُ العلماء التي ألقاها نائبُ وزير الإرشاد العلامة فؤاد ناجي: “نحن على يقين أن العدوانَ على اليمن هو بسَببِ هذا الموقف الذي لا يمكن أن يتزحزحَ لو استمر عدوانهم جيلاً بعد جيل وإلى يوم القيامة”.
وَأَضَـافَ ناجي في كلمة العلماء “خرجنا اليوم ونحن منذ بداية مسيرتنا القرآنية بقيادة الشهيد القائد قد حدّدنا البُوصلة ورفعنا أصابع الاتّهام نحو أمريكا وإسرائيل ورسمنا المسار لدحر قوى الاستكبار”.
ونوّه إلى أن “خروجَ الشعب اليمني اليوم هو لتجديدِ الموقف والمبدأ، وأنهم على العهد ماضون وإلى جانب القدسِ وفلسطين حتى النصر أَو الشهادة”.
وأشَارَ ناجي، إلى أن “الشعب اليمني خرج اليوم في هذه الحشود العظيمة ليعبِّرَ عن موقفه الثابت والراسخ من قضيته المركزية الأولى ليجسد الإيمان والحكمة وأنه شعب المدد والأنصار”.
وأكّـد نائب وزير الإرشاد، أن “استراتيجية الجهاد التي دشّـنها المجاهدون في غزة، هي الحَلُّ الوحيدُ لإنهاء الاحتلال الصهيوني، والتحرّر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية”، مخاطباً المجاهدين في غزةَ القول: “إن الله مولاكم ولا مولى للكافرين، وإن شعوبَ أمتنا العربية والإسلامية كُلَّها إلى جانبكم، وما تطبيعُ الخونة من الحكام والزعماء إلَّا تعبيرٌ عن نفوسهم المريضة وقلوبهم الخائنة، أما الشعوبُ فهي معكم وتتطلَّعُ شوقاً إلى الوقوف بجانبِكم ومناصَرَتِكم”.
وأكّـد أن “طوفان الأقصى ليست معركةَ فلسطين ولا الفصائل الفلسطينية لوحدِهم، بل هي معركة كُـلّ الأُمَّــة ضد اليهود والصهاينة، والإسلام ضد الكفر، معركة الحق ضد الباطل، والحرية ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية”.
ودعا العلامة ناجي، شعوب الأُمَّــة الإسلامية للخروج والتبرؤ من الزعماء الخونة والعملاء، والوقوف إلى جانب فلسطين في وجه الصهاينة، مؤكّـداً أن “نُصرةَ القضية الفلسطينية من أوجب الواجبات ولا يجوز خذلان أبناء الشعب الفلسطيني ولا التفريط بهم ولا التفرج عليهم ولا التقاعس عن نصرتهم”.
وتابع العلامة ناجي في كلمة علماء اليمن: “نحن في عصر كشف الحقائق وسقوط الأقنعة، وقد سقطت أقنعة قيادات وقنوات وكتاب وثقافيين ونخب، وأصبحوا إخوانًا للصهاينة”، مردفاً بالقولِ: “من يتعاطف مع اليهود أَو يمرر جرائمَهم أصبح صهيونيَّ الهوى والهُــوِيَّة”.
ودعا علماءَ الأُمَّــة إلى “إعلان الجهاد ضد الصهاينة، وفضحِ الزعماءِ الخَوَنَةِ والمنافقين، والخروج من دائرة الصمت، وأن يجاهدوا ولو بالكلمة وأفضل الجهاد كلمة حق عند سُلطان جائر”.
واستطرد: “نقول لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي: هذا شعبك الذي راهنت عليه وهو عند رهانك، سِرْ بنا على بركة الله فنحن جنودك ونحن أنصارُك وسيفُك البَتَّارُ وصواريخك البالستية، صُبُرٌ عند الحرب وصُدُقٌ عند اللقاء، ونحن على شوقٍ لمنازلة الصهاينة وعلى أتم الاستعداد لنتقاسم كما قلت الخبز مع إخواننا في فلسطين”.
منوِّهًا إلى أن “هذه الحشودَ تتطلعُ شوقاً للجهاد ولو كانت لها حدودٌ مع فلسطين المحتلّة، لَمَا كان هناك شيءٌ اسمُه “إسرائيل” ولكان الصهاينة أثراً بعد عين”.
وأكّـد تفويضَ قائد الثورة في كُـلّ ما يتخذه من قرار في مواجهة الصهاينة وبالمشاركة في طوفان الأقصى، وعلى أشد الجهوزية لخوض الملحمة التي سجلها القرآن عن أولي البأس الشديد.
رسالةٌ “حماسية – غزاوية” من صنعاء: الطوفانُ مُستمرٌّ وَاليمن بقيادة السيد عبدالملك سيكونُ على الموعدِ
وفي خِضَمِّ المسيرة، كانت المشارَكةُ الفلسطينية تواكبُ الحدث، حَيثُ ألقى ممثِّلُ حركة حماس في اليمن، معاذ أبو شمالة، كلمة أكّـد فيها أن قوى الشر تتكاتف اليوم مع العدوّ الصهيوني؛ ليصُبَّ جَامَ غضبِه على أهل فلسطين وغزة، وتعلن كثيرٌ من قوى العالم دعمَها لهذا الكيان، وهي ترى المجازرَ التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
ونوّه إلى وقوفِ أبناء الشعب الفلسطيني وكل القوى الحية في مواجهة العدوّ الصهيوني، مؤكّـداً أن عمليةَ “طوفان الأقصى” تمكّنت من قلب الموازين والمعادلات الصهيونية، وأثبتت فيها المقاومةُ أنها صاحبةُ الكلمة الأولى والأخيرة.
وذكر ممثلُ حركة حماس، أن “محاولاتِ الصهاينة السابقة للسيطرة على الأقصى وتهجير أهل فلسطين من الضفة الغربية المحتلّة فشلت، واليوم يسعى لتهجير أبناء غزة، لكن محاولاتِه ستبوءُ بالفشل ما دامت الأُمَّــةُ ترفعُ رايةَ الجهاد والمقاومة”.
وقال ممثل حماس في صنعاء: “إن هذه العملية أثبتت أن الجيشَ الصهيوني هَشٌّ، وَإن الكيان الصهيوني بعد هذه العملية يعيشُ في أزمة وجودية، بعد اقتحام مجموعةٍ محدودة من المقاتلين الأشداء للعديد من مواقعه العسكرية”.
وأشَارَ أبو شمالة إلى أن “عملية طوفان الأقصى أحيت في الشعب الفلسطيني والأمة روح الأمل والعزة والكرامة، وهي مبشِّرة بمستقبل الحرية والنصر القريب بإذن الله”.
وذكر أبو شمالة، أن “قطع الماء والكهرباء والدواء عن غزة لن يفت في عضد الشعب الفلسطيني، وهي جريمة حرب جديدة يرتكبها العدوّ الصهيوني بحق الإنسانية”.
ووجّه ممثلُ حماس خطابَه للعالم المستكبِر بتساؤله: “أين أنتم يا من تدَّعون الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان؟!”.
وأوضح أن “الشعب اليمني بهذا الخروج المشرِّف اليوم وقبل ذلك، يؤكّـد تضامنَه مع أهل غزة، والإعلان عن غضبه ودعمه للمجاهدين في غزة، وأنه مستعدٌّ لتقديم الغالي والنفيس للمشاركة في العمل المقاوم”.
وأتبع حديثه بالقول: “أخص بالذكر السيدَ عبدَ الملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن الاستعدادَ للدخول معركة فلسطين جنباً إلى جنب مع المجاهدين في فلسطين، إذَا استوجب الأمر”.
اليمنُ يعيدُ البيان: فلسطينُ أقربُ للتحرير والأنصارُ سيكونون على الموعد
وبعد أن تخلل المسيرة قصيدتان للشاعرَينِ عبدالسلام المتميز وبديع الزمان السلطان، أكّـدتا أن فلسطينَ وقضيتها العادلة وعاصمتها القدس الشريف حيةٌ وحاضرة في وجدان الشعب اليمني، والاستعداد لخوض معركة الجهاد المقدس ضد العدوّ الصهيوني مهما تخاذل العملاء والمطبِّعون، جدَّدَ بيانٌ صادرٌ عن المسيرة، تأييد ومباركة العملية الجهادية البطولية “طوفان الأقصى” التي حقّق الله تعالى بها على أيدي المجاهدين الانتصارات العظيمة للشعب الفلسطيني وللأُمَّـة العربية والإسلامية ضد الكيان الصهيوني المجرم.
ونوّه إلى أنه “وفي ظل العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان، وفي ظل التواطؤ المخزي من قبل بعض الدول العربية المطبِّعة، فَــإنَّ الشعب اليمني يحتشدُ بالملايين في مختلفِ الميادين والساحات ليُعلِنَ للعالم أجمع أنه ومن المنطلق الإيماني والأخلاقي والإنساني يقفُ إلى جانب الشعب الفلسطيني وحركات الجهاد والمقاومة”.
وأكّـد البيان، أن “الشعب اليمني يقف موقف الجهاد والحق إلى جانب الشعب الفلسطيني وحركات الجهاد والمقاومة بالسلاح والرجال والإمْكَانيات في مواجهة العدوّ الصهيوني، وأنه حاضرٌ للمشاركة الفعلية وإرسال مئات الآلاف من المجاهدين في سبيل الله للدفاع عن فلسطين والشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية”.
كما أعلن بيان المسيرة، التأييدَ لكافة الخيارات التي ستتخذها قيادةُ الثورة ممثلةً بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في إطار التنسيق مع محور الجهاد والمقاومة.
ولفت إلى أن “أمريكا هي الداعمُ الأَسَاسي والراعي الرسمي للكيان الصهيوني وكذا بريطانيا وبقية دول الغرب الكافر كلها داعمةٌ ومساندة ومتورطة في الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني منذ تأسيسه ككيانٍ لقيط وَغُدة سرطانية في جسد الأُمَّــة وإلى اليو”م.
وأشَارَ أحرار الشعب اليمني في بيان مسيرتهم الكبرى إلى أنه “لولا هذا الدعم والمساندة التي يتلقاها هذا الكيان الغاصب من تلك الدول لَمَا بقي لحظةً واحدةً في جسد الأُمَّــة ولَمَا تجرأ اليوم على ارتكاب جرائمه ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني”.
وأوضح أن “مظلومية الشعب الفلسطيني كشفت حقيقة الشعارات التي تتشدق بها أمريكا ودول الغرب والتي تضلل بها على الشعوب كشعارات حقوق الإنسان والمرأة والأطفال وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في الحياة والحرية والاستقلال وغيرها”.
ولفت البيان إلى أن “كُـلّ تلك الشعارات الزائفة سقطت وانكشف للعالم أجمع أن هذه الدول المستكبرة هي من تدعم وتساند الكيان الصهيوني في كُـلّ جرائمه بحق الشعب الفلسطيني”، مستنكراً المواقف المخزية والمشينة للدول العربية المطبِّعة وفي مقدمتها الإمارات والسعوديّة والبحرين وغيرها، والتي طمَّعت وشجَّعت العدوّ الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني.
واعتبر أحرار الشعب اليمني مواقفَ تلك الأنظمة العميلة مشارَكةً فعليةً في الجرائم التي يرتكبها العدوّ الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
ونوّه البيان إلى أن “الخيارَ الوحيدَ والصحيحَ للأُمَّـة لمواجهة العدوّ الإسرائيلي ومن يقفُ وراءَه، وفي المقدمة أمريكا، هو الجهاد في سبيل الله”.
صحيفة المسيرة