مسؤوليتنا الدينية في التصدي للعدو الصهيوني

 

نحن اليوم أمام ثلاثة مسارات في داخل الأمة: مسار يقاوم ويحظى بالمساندة ممن يحمل هذا التوجه، ومسار خذلان وجمود وركود، ومسار تواطئ ارتقى أو تنامى إلى مستوى التحالف مع العدو، والتعاون مع العدو، وهذا له آثار كبيرة وسلبية في واقع الأمة من ناحية، ومن ناحية يمثِّل إيجابيةً مهمة، سنة الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” في واقعنا كمسلمين هي أن يميز الخبيث من الطيب، هي أن يظهر الحقائق، وأن يبين ما هو مكنونٌ في النفوس يتجلى في الواقع، المظلمة الكبيرة للشعب الفلسطيني وهو جزءٌ من الأمة، وعلى مدى عقود من الزمن، والأمة من حوله تتفرج على المأساة التي تتكرر كل يوم، وتتفرج على المقدسات التي يتزايد عليها التهديد يوماً إثر يوم، يشكِّل خطورةً كبيرة على الأمة؛ لأننا أمة مسؤولة أمام الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” جانبٌ أساسيٌ من التزاماتنا الإيمانية والدينية التي عمل الكثير من دعاة الضلال على أن ينسونا إياها، وأن يشطبوها من واقع اهتماماتنا الإيمانية والتزاماتنا الدينية، ووعينا، وفهمنا، وخطابنا الديني، هي المسؤولية، المسؤولية، نحن الأمة التي يقول عنها الرسول “صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِه”: ((مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُسْلِماً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَيْسَ بِمُسْلِم))، في بعض الروايات: ((فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِين))، نحن هذه الأمة التي نحمل الهم تجاه بعضنا البعض، نحن الأمة التي من فرائضها الدينية أن تكون متوحدة، ومتآخية، ومتعاونةً على البر والتقوى، ومجاهدةً في سبيل الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” لتواجه هذا النوع من التهديد، إن لم تمثِّل إسرائيل خطراً وشراً وتهديداً يتوجب علينا الجهاد في سبيل الله للتصدي له، فأي تهديدٍ، وأي خطر يمكن أن نقول: [وقت الجهاد] عندما يأتي، وقيمة فريضة الجهاد هي لمواجهة تهديدٍ كهذا، وخطرٍ كهذا، أي تهديد بعد التهديد الإسرائيلي، وبعد الخطر الإسرائيلي مما يمثل خطراً وتهديداً حقيقياً للأمة يمكن أن نقول عنه: [الآن حان وقت الجهاد] الفريضة الإلهية العظيمة التي هي وسيلة لحماية الأمة، وللدفاع عن الأمة، ولدفع الخطر عن الأمة في أرضها، وعرضها، ومقدساتها، وكرامتها، وحريتها، واستقلالها.

الجهاد في سبيل الله ليس وسيلةً للدفاع عن الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” هو الغني “جلَّ شأنه” هو القوي العزيز، هو القاهر والمهيمن فوق العباد، هو وسيلة لحماية الأمة، الجهاد في سبيل الله بما يعنيه من تحرك لمواجهة التهديد على كل المستويات: بالمال، والنفس، والسلاح، والكلمة، وبالتحرك الاقتصادي، بالتحرك الإعلامي، بالتحرك الثقافي… بالتحرك الشامل، وهذا الذي تحتاج إليه الأمة لمواجهة هذا النوع من التهديد.

التهديد الصهيوني اليهودي هو تهديدٌ للأمة في كل مجالٍ من مجالات الحياة، وهو يتحرك في كل ميدان من الميادين والمجالات المهمة، ولهذا نجح في التأثير على كثيرٍ من أبناء الأمة، وحقق اختراقاً في التأثير على موقف قطاعٍ واسع من أبناء الأمة؛ لأنه يتحرك على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي، على المستوى الثقافي، ويتحرك على المستوى العسكري والاقتصادي… يتحرك في كل المجالات في سعيه لإضعاف الأمة، وفي الوصول بها إلى مستوى الانهيار، وفي تفكيكها وضربها من الداخل ضربةً قاضية.

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

من كلمة السيد في يوم القدس العالمي 1440 هـ

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com