مظاهرات ووقفات في لبنان تنديداً بجريمة مستشفى المعمداني في غزة

 

موقع أنصار الله – متابعات – 3 ربيع الآخر 1445هـ

مساء أمس الثلاثاء شهدت مدينة غزة هجومًا مروعًا من العدو الصهيوني على مستشفى المعمدان، حيث كان المستشفى يعتبر ملاذًا للمصابين والمحتاجين إلى الرعاية الصحية ويستضيف في ساحته عائلات النازحين الذين تحولوا الى اشلاء في لحظة غادرة من الكيان الذي اعتاد على المجازر وسفك الدماء .

وفجرت هذه المجزرة  المروعة مشاعر الغضب والحزن في كل العالم ،وفي لبنان خرجت المظاهرات العفوية مساء معبرة عن غضبها ودعمها للمقاومة.

وشهدت ساحة “الاسكوا” في وسط بيروت  تجمعًا لعشرات اللبنانيين والفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات الغضب المنددة بجريمة استهداف العدو الإسرائيلي المستشفى المعمداني في غزة وبالعدوان الاسرائيلي على القطاع.

ونظم في مستشفى حيرام في صور ، ادارة وكوادر طبية وجميع العاملين فيه وقفة تضامنية استنكارا لإستهداف المستشفيات والأبرياء  المدنيين في غزة .

والقى رئيس مجلس الادارة في مستشفى حيرام كلمة اعتبر فيها “ان ما  تعرض له المستشفى في غزة،  انما يشكل انتهاكا واضحا للقوانين الدولية، وحقوق الانسان، ويستدعي مطالبة عالمية لإدانة الاعمال الاجرامية “.

ونظمت إدارة مستشفى عبد الله الراسي الحكومي في حلبا، وقفة تضامنية أمام مدخل المستشفى بمشاركة مديرها الدكتور محمد خضرين والطواقم الطبية والإدارية، رفضاً لمجازر العدو الصهيوني في غزة، لا سيما الإعتداء على المستشفى المعمداني الذي راح ضحيته مئات الشهداء.

وألقى الدكتور خضرين كلمة، قال فيها: “بقلوب يعتصرها الألم، جئنا من مستشفى حلبا في عكار لنقول لزملائنا في غزة، نحن معكم قلوبنا معكم، رسالتكم هي رسالة الإنسانية جمعاء. جريمتكم أنكم تضمدون الجراح وتنقذون الأطفال ضحايا عدو غاشم لا يقيم أي وزن للمعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية، في ظل عالم ساكت عن جرائم العدو الذي يعيش على الدماء”.

وختم متوجها الى أهلنا في غزة، قائلا: “دماؤنا وأرواحنا لكم وما النصر إلا صبر ساعة”.

ونفذت ادارة وأطباء وموظفي مستشفى صيدا الحكومي وقفة تضامنية مع أهلنا في غزة. وتلا رئيس لجنة موظفي صيدا الحكومي خليل كاعين بيانا بإسم المعتصمين، دان فيه “جرائم القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني”.

كما دان “جريمة استهداف العدو الاسرائيلي لمستشفى المعمداني والذي أدى إلى استشهاد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني وراح ضحيته زملاء لنا ونعتبرها جريمة ضد الانسانية وانتهاك صارخ لكل المبادئ الدينية والقيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية”.

 

أضاف :”إن الجرائم الصهيونية البشعة في حق الشعب الفلسطيني تحظى بدعم وتمويل ومساندة أميركا ودول الغرب الحاقد وهي جميعها تشترك مع الكيان الصهيوني في تحمل المسؤولية الانسانية والاخلاقية والقانونية عن هذه المجازر الوحشية”.

وأكد كاعين “أن الكيان الصهيوني لم يكن ليتجرأ على ارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات لولا التواطؤ الدولي وتواطؤ بعض الأنظمة العريية”، داعيا الشعوب العربية إلى “التحرك العملي لنصرة الشعب الفلسطين ونصرة أهل غزة التي يمارس بها الصهاينة إبادة جماعية”.

وطالب ب”فتح معبر رفح بصورة عاجلة لإيصال المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية الضرورية لمعالجة الجرحى والمصابين للحد من الخسائر البشرية”.

وختم:” وأخيرا بما أن المعارك الجارية في فلسطين المحتلة قد أثرت بشكل مباشر على المنطقة وبالاخص على لبنان، لذا من واجب الدولة ووزارة الصحة بمساعدة منظمة الصحة العالمية تأمين المستلزمات الطبية والضرورية اللازمة للمستشفيات الحكومية لاستقبال الجرحى والمصابين في حال حصل الاسوأ لا سمح الله وهو الاعتداء الصهيوني الغاشم على ارضنا”.

وأكد مدير المستشفى الدكتور أحمد الصمدي “التضامن مع أهلنا في غزة”، ودان المجزرة في مستشفى المعمداني، ولفت الى “إمكانية استقبال الجرحى والمصابين في المستشفيات الحكومية كافة في حال تم فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين”.

ونظمت بلدية بعلبك وقفة تضامن مع غزة وفلسطين أمام سرايا بعلبك، بمشاركة مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل وأعضاء المجلس البلدي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، المفتش الديني في محافظة بعلبك الهرمل الشيخ الدكتور عامر الغز، رئيس جمعية تجار بعلبك نصري عثمان، وفود من الفصائل الفلسطينية، وفعاليات سياسية ودينية ونقابية وبلدية واختيارية واجتماعية.

واعتبر الشل أن “ما تتعرض له فلسطين المحتلة وغزة الجريحة لهو عار على كل جبين الأمة وكل الأمم المتحدة وكل دول العالم التي لا تنصر المظلومين. فما تعرضت له غزة بالأمس هو جريمة موصوفة ضد الإنسانية وضد كل أحرار العالم وكل الشرفاء الذين يجب أن يقفوا اليوم مع فلسطين ويجب أن نقدم كل الدعم، يكفي بيانات استنكار، يجب أن يستنفر كل العالم العربي وكل المحيط لفلسطين المحتلة”.

وبدوره رأى المفتي الرفاعي أن “طوفان الأقصى الذي انطلق منذ عدة أيام جاء للدفاع عن المقدسات، وضد تدنيس المسجد الاقصى والمؤامرات التي كانت تحاول أن تبدأ بعمليات الهدم تمهيدا للهيكل المزعوم، وإن النتائج التي حققتها المقاومة في اليوم الأول في طوفان الاقصى يفوق كل التوقعات، وأكدت ان هذا العدو نمر كرتوني أو من ورق، لقد انهار مباشرة وسقط له عدد كبير من المغتصبين ومن الجنود الاسرى”.

واعتبر أن “ردة فعل العالم الحر هي التي شجعت هذا العدو على التمادي في عدوانه وفي اعتدائه على الأبرياء، إنه يهرب إلى الأمام عبر ارتكاب المجزرة بعد المجزرة، وما المجزرة الأخيرة في المستشفى المعمداني، إلا برضى وتواطؤ ودعم أمريكي أدى الى هذه المجزرة. وتاريخ هذا العدو مليء بالمجازر منذ بداياته من دير ياسين إلى الآن إلى المستقبل، يهرب دائماً إلى المجازر وإلى الولوغ في الدم. الرد الطبيعي عليه هو التالي: نحن متفائلون ولسنا متشائمين، نحن متأملون ولسنا يائسين، نحن ننظر إلى الغد، ولا ننظر إلى اليوم، إن هذه الدماء هي جسر العبور إلى الحرية والكرامة والتحرير”.

وقال: “إن ما يسطره إخواننا داخل فلسطين يعتبر ملحمة بحق، ومطلوب منا لا مجرد الاعتصامات والبيانات والإستنكارات، المطلوب أن نتحول من ردات الفعل إلى الفعل، ومن المشاعر الى العمل، أطلقنا حملة تبرعات على مستوى بعلبك المدينة والمحافظة، والتجاوب فاق كل التوقعات، ونحن ندعو أهلنا للإستعداد على مستوى أن تمتد هذه الحرب، وأن تكون طويلة، وأن يكون هناك عدة جبهات؛ علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، وأن نؤكد أن قتلة الانبياء والمرسلين ما زالوا على نهجهم”.

وتابع: “كل ولادة يسبقها مخاض عسير، وبعد الولادة، ومع الولادة، هناك دماء وآلام وأوجاع، ولكن الولادة قادمة لا محالة، فالكل مطالب أن يكون حاضرا، والمطلوب عدة وقفات، وحملة تبرعات، وأن يبقى الشارع حيا، وأن تمتد هذه الفعاليات طالما الاعتداء لا يزال قائما على غزة”

وأردف: “أما الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فهي صفحة طويت، وأكدت بما لا يقبل الشك، أن المعايير عندها مزدوجة، وان كل ما يتعلق بالعدو الصهيوني مسموح به، وما يجري مغطى بالكامل. إنهم يدعمون العدو الصهيوني في كل ما يفعل. المطلوب المزيد من الوعي والوحدة وتقديم كل ما نستطيع لأهلنا الذين ما بخلوا لا بدمائهم ولا بأموالهم ولا بأولادهم ولا بيوتهم، ولا بحاضرهم ولا بمستقبلهم”.

وختم الرفاعي: “نقول لكل الذين لا تزال سفارات العدو الصهيوني موجودة في بلادهم، ماذا تنتظرون بعد؟ هل تستطيع هذه السفارات أن تحميكم؟ لم يستطع العدو حماية نفسه، فهل يستطيع الدفاع عنكم؟ أقل الواجب واضعف الإيمان أن تقطعوا علاقاتكم مع هذا العدو، وان تطردوا هؤلاء السفراء، وأن تنحازوا ولو لمرة لكرامة أمتكم ولشرفها ولضميرها، ولما يجري مع إخوانكم في غزة. إنها لمعركة، وإنه لنصر أو استشهاد، وما النصر إلا من عند الله”.

وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية عبد الكريم طه، فقال: “اليوم يرفع علم العزة التي فقدتها الكثير من الدول المطبعة، والعواصم التي كانت مأوى للقرار الصهيوني، اليوم المقاومة تقول في فلسطين الشأن لنا، والقرار لنا، ونحن الذين نوقت المعركة، وكل جبروت بني صهيون تحت أقدام المجاهدين. الآن في غزة يرفع علم الكرامة لهذه الأمة التي باتت خيار كل حر على هذه البسيطة، وإننا نبشركم أن المقاومة في خير، وقادرة على أن تبكي المجتمع الصهيوني كما أبكانا على أطفالنا”.

قد يعجبك ايضا