لا تتحقق التقوى إلا إذا كان الإيمان بالله كاملا

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

أن تكون مؤمناً بالله ثم لا تكون مؤمناً باليوم الآخر، أو تكون غافلاً عن اليوم الآخر، أو ناسياً لليوم الآخر، سيبدو إيمانك بالله سبحانه وتعالى ذاته ناقصاً؛ لأنك فقط آمنت بأنه هو الغفور الرحيم، وهو في نفس الوقت – كما وصف نفسه، أو كما سمَّى نفسه – : الملك، القدوس، السلام، المؤمن، العزيز، الجبار، المتكبر، هو غافر الذنب، هو شديد العقاب، كما قال: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قل لهم: أنا هكذا؛ ليؤمنوا بي هكذا إيماناً كاملاً؛ لأن القضية مهمة. الإيمان بالله سبحانه وتعالى على هذا النحو الكامل هو ما يدفعني إلى أن أرغب إليه وأرهب منه، إلى أن أتقيه. والتقوى – لاحظوا – كيف التقوى في القرآن الكريم؟ تأتي بعبارة: {وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ} {اتَّقُواْ اللَّهَ} تتكرر كثيراً

أين يتجه الأمر بالتقوى؟ أين يتجه؟ إلى غفور رحيم، أو الاتقاء لأنه سبحانه وتعالى شديد العقاب؟ فلا تتحقق التقوى لدي إذا لم أؤمن بالله سبحانه وتعالى على هذا النحو.

أين موضع شدة عقابه؟ أين موضع جبروته وبطشه؟ هنا في الدنيا وفي الآخرة على أعلى مستوى، وأشد ما يمكن أن يكون، جهنم. إذاً فالإيمان بجهنم، الإيمان باليوم الآخر على هذا النحو الذي يجعلني خائفاً، هو نفسه الإيمان بأن الله شديد العقاب، الإيمان بأن عذابه هو العذاب الأليم، ومن هذا الطريق تأتي إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وليترسخ في نفسي الخوف من جهنم. ولهذا جاء في القرآن الكريم الآيات الكثيرة التي تتحدث عن تفاصيل جهنم بشكل رهيب.

القرآن الكريم تحدث عن وقودها فقال تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} وقودها الناس والحجارة تصبح أنت مجرد وقود لجهنم من شدة العذاب – نعوذ بالله – تصبح أنت جزءًا من النار، وكتلة من النار، ووقودها الحجارة، الصخرات التي تتحول إلى جمرات متوهجة، نار ليست ذات درجة حرارة ثابتة بل هي نار متسعرة، ملتهبة، متسعرة فيقول الله سبحانه وتعالى: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} والعذاب فيها – نعوذ بالله منها – ليس فترة محدودة أو لعمر محدود قد ينتهي فينتهي الألم. الله يقول عن أهل جهنم وهم يُعذبون فيها: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ} يقال: إن الجلد هو منطقة الإحساس، فالجلد هو الذي يحترق، فكلما احترق يبدل؛ ليبقى الألم مستمرًّا.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثامن

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 28/1/2002م

اليمن – صعدة

 

 

قد يعجبك ايضا