اكتشف منابع الضلال والعن المضلين قبل القيامة حيث لا ينفع

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

أليس هناك من يقول: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ} لا. الأمة الواحدة الآخرون قد يكونون سبب ضلالهم وإن كانوا بعد ألفين أو ثلاثة آلاف سنة، قد يكون سبب ضلالهم أولئك المتقدمين عليهم بألفي سنة، بثلاثة آلاف سنة، بأربعة آلاف سنة، أن يكتشف الناس أن أولئك هم الذين أضلوهم وهم الذين أوصلوهم إلى قعر جهنم. ماذا سينفعهم أن يكتشفوا في النار ذلك؟ هل سينفعهم؟ لا.

هنا في الدنيا اكتشفْ، هنا في الدنيا ابحثْ، هنا في الدنيا اعرفْ منابع الضلال، الْعَنْ المضلين هنا في الدنيا، ابتعدْ عنهم هنا في الدنيا، اكشفْ حقائقهم هنا في الدنيا، لا تنطلق لتدافع عنهم، تتأول لهم، تغطي على جرائمهم، على سوء آثار ما عملوا، تجد نفسك في الأخير وأنت كنت هنا في الدنيا مُقدِّساً لهم، وكنت في الدنيا مجلاً لهم، أنت في الآخرة ستطلب زيادة إن أمكن هناك زيادة في العذاب لهم، أصبحت تكرههم كراهةً شديدة، تمقتهم مقتاً شديداً، تلعنهم، لكن ذلك لن ينفعك!

{قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ} هم لهم ضعف من العذاب؛ لأنهم أضلوا وزينوا الضلال، وروَّجوا للضلال، وأنتم لكم أضعاف؛ لأنكم قبلتم، لأنكم لم تكونوا مستبصرين، لم تفهموا، لم تتبيَّنوا، لم تتحققوا، كنتم تُصِمُّون آذانكم عن دعاة الحق، كنتم تُعرضون بوجوهكم عن أعلام الحق والهدى! لكم أضعاف، وهم لهم أضعاف {لِكُلٍّ ضِعْفٌ} للأولين وللآخرين.

لماذا أصبحوا متألمين عليهم؟ {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ} تألموا جداً لأنهم قالوا: {رَبَّنَا هَـؤُلاَءِ أَضَلُّونَا} اكتشف هنا لتقول: {رَبَّنَا هَـؤُلاَءِ أَضَلُّونَا} فنحن نبرأ إليك منهم هنا في الدنيا، لتسير في غير طريقهم، لتكون في يوم القيامة بعيداً عنهم، لست ممن يصرخ كصراخهم في قعر جهنم، تكون أنت مِن الفائزين، تكون أنت من الناجين.

هذه القضية بالذات بدت في القرآن الكريم في أكثر من آية تنبِّه الناس على أنهم في الآخرة – هؤلاء الضالين والمضلين الكبار والأتباع سيكونون في الدنيا – تتجلى الحقائق فيرون أنفسهم كيف ارتكبوا خطئاً كبيراً أودى بهم إلى تلك العاقبة السيئة، سواءً كانوا بشكل أمم، أمة تلعن أمة، أو شخص يلعن شخصاً كان في الدنيا يضله، أو فئة تلعن فئة، أو مرؤوس يلعن رئيساً، أو مواطن يلعن كبيره.

القرآن تعرَّض لها كلها، وعندما يتعرّض لها هو يحكي كيف سيكون الواقع، ليقول لنا جميعاً: انتبهوا وأنتم هنا في الدنيا، الأمة التي تسيرون وراءها انتبهوا أن تكون أمة مضلة؛ فستكونون هكذا.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثامن

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 28/1/2002م

اليمن – صعدة

 

 

قد يعجبك ايضا