ليكن موقفك القوي ضد الظالمين هنا في الدنيا
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
{قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ،، قَالَ لاَ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ،، مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} أن تجلس أنت وقرينك (هو الذي أضلني، هو الذي كذا، هو الذي كذا) هذا ليس وقته الآن {قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} كان ينبغي أن تعرف وأنت ما زلت في الدنيا، اعرفْ كيف تختار القرين الصالح الذي لا يضلك، الذي سيقودك إلى الهدى. ماذا سينفعك أن تقول: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} لا تنفعك في الآخرة. هنا في الدنيا ستنفعك: أن تبتعد عن قرناء السُوء وجلساء السُوء كالبعد ما بين المشرق والمغرب.
صوَّر القرآن الكريم هـذه الحالة وهـي من أسـوأ الحالات بصور متعددة وشخصها تشخيصاً واضحـاً، نجد صورة منها فيما بين القرناء كأفراد، وفيما بين الفرقاء، فريق المستكبرين وفريق المستضعفين الذين كانوا أتباعاً {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} يتخاصمون ويتجادلون، وكـل شخص يحاول أن يحجّ الآخر أو كـل فئة تحاول أن تحجّ الأخرى، فتثبت أنها هي السبب فيما وصل إليه الجميع.
{وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ} لكن أين يتحاجّون؟ في النار، قد صاروا كلهم في النار {فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} الضعفاء: الأتباع الذين كانوا يؤيدون ويصفقون ويباركون للمستكبرين للكبار مِن زعماء السُّوء، مِن المضلين {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} نحن كنا أتباعاً لكم في الدنيا، وكنا نفديكم بأرواحنا، وكنا نعمل لكم كذا وكذا، وكنا، وكنا.. إلى آخره {فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ} تدفعون عنا نصيباً من النار، أو تحاولون بأي طريقة أن يحصل تخفيف علينا من النار {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} ماذا نعمل لكم؟ كلنا الآن قد أصبحنا فيها {إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ}.
يقول الناس أيضاً ممن لا يحققون لأنفسهم صحة ولائهم هنا في الدنيا، فيتأثرون بالدعايات، يتأثرون بالتطبيل، يتأثرون بتنميق القول، بزخرفة الآخرين؛ فيتولّون هكذا ويتبعون هكذا إتباعاً عشوائـيًّا: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ ،، وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ} وجهاءنا، مشائخنا، زعماءنا، الذين كانوا مضلين، نحن أطعناهم في الدنيا {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ} ولكنا أصبحنا لا نملك شيئاً، لا نملك إلا أن نقول لشدة ألمنا مما وقعنا فيه، وحسرتنا التي نعاني منها، إذا كان بالإمكان: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثامن
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 28/1/2002م
اليمن – صعدة