الأنصار .. واهتماهم بشهدائهم “سر” انتصاراتهم الكاسحة
محمد أبو نايف
يهتم أعداء وخصوم الأنصار بالتشنيع بهم والتحريض عليهم مع كل تشييع لشهيد من الأنصار وعند كل صورة او فعالية أو مناسبة تظهر فيها مقابر الشهداء كحدائق غناء عامرة بالإخضرار والترتيب والزيارات على مدار الساعة .. عوضا عن ما تكسبه عقيدة الشهادة من مهابة وجدانية واجتماعية فرضت حضورها المؤثر على الساحة اليمنية منذ عزز الأنصار ثقافة الاستشهاد دينيا ووطنيا في نفوس الناس بإحياء هذا الإرث أخلاقيا وعمليا كما لم يحدث من قبل في تاريخ العرب .. حتى غدت مكانة الشهيد ذات جلالة ومصدر فخر وأمنية لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان في حركة الأنصار بقيادة صانع أمجادها السيد القائد حفظه الله الأكثر اهتماما بالشهداء وذويهم بين قادة هذا العصر طبقا لشواهد كثيرة من مختلف الدول والأقطار وعشرات التنظيمات والجيوش والحكومات والحركات والأنظمة على مستوى العالم .
لا أحد أبدا مثل الأنصار يولي اهتماما بالشهداء .. الأنصار وحدهم من يمنحون الشهيد ما يستحقه من التكريم والخلود والبقاء حيا لا يفارق الذاكرة ولا يطمره النسيان عقب دفن جثمانه بوقت قصير كما هو حال الآخرين الذين يمتازون بنسيان وتجاهل واهمال من يضحون بأرواحهم معهم حدا يجعل المقاتل في صفوفهم يفكر ألف مرة بما بعد مقتله ؛ عكس مقاتلي الأنصار تماما ؛ ممن صار تسابقهم الى الموت باستبسال وشجاعة مدعاة تأمل وذهول المهتمين والمراقبين وخبراء مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية .
بين اهتمام الأنصار المثير التقدير بشهدائهم واتهامات مناوئيهم وغرمائهم السطحية لهم بما لا ينطلي أو يؤثر ويحقق ادنى نتيجة في صف الأنصاريون .. يكمن السر الصغير عما وراء انتصار الأنصار في كل حرب وكل مواجهة وكل تحد ومؤامرة آخرها ما نعايشه حاليا من تحالف أعتى ترسانة عسكرية وأغنى الدول ضدهم في حرب ضروس أسموها “عاصفة الحزم” تتزعمها السعودية ضد اليمن بهدف استئصال واجتثاث “الأنصار” وجميع اليمنيين الأحرار الصامدين في وجهها بثبات اسطوري للعام التاسع على التوالي وعلى أهبة الاستعداد للصمود والقتال في جبهات الوغى الى يوم القيامة .
حوالي سبعة عشر عاما تقريبا يواظب الأنصار على إحياء فعالية الشهيد السنوية بزخم لافت وتفاعل منقطع النظير لا يخفت أو يتضعضع رغم ارتفاع أعداد الشهداء واتساع المقابر وبقاء الحرب مستعرة.
المعارك تحصد يوميا المزيد من الأرواح وتستنزف الجهود والطاقات والإمكانات .. ما يجعل الانسان يفكر بدهشة عن كيف يستطيع الأنصار توفير ما تحتاجه الحرب من رجال وعتاد وزاد في وقت يحتاج فيه أعدائهم لاستئجار وشراء الجنود وكتائب الحروب من عديد بلدان وبنفقات بمئات مليارات الدولارات ومع ذلك يعجزون عن جمع الرتل الكافي للحرب وتوفير البدلاء عمن يقتلون يوميا بأرقام مرتفعة .. إلى درجة تجعلنا نجزم أن الأنصار أرواح لا تموت قياسا بحجم من قالوا مقابل تدفق اضعافهم للقتال على مدار الوقت .. بأقل التكاليف وبكل سهولة ومن كل الفئات والمستويات والانتماءات والأعمار والمناطق .. والسر في ذلك يكمن في القدرة على إقناع الجميع بعدالة القضية وصوابية المظلومية والنجاح في زرع روح التضحية والفداء في نفوس الناس جيلا بعد جيل كظاهرة استثنائية يتفرد بها الأنصار ويمتازون بها ومنها يستمدون القوة والقدرة على قلب المعادلة والتحكم بمسار وزمن ووقت المعركة وبلورة الانجاز ميدانيا نصرا بعد نصر .
وهاهم الأنصار يبادلون شهدائهم الوفاء والسمو والمجد بالسير على ذات النهج والدرب والمنهج دونما خوف ولا فتور ولا تردد ولا قنوط أو يأس أو ضعف أو تكاسل عن المضي قدما لجبهات الحرب بإباء وشموخ قل نظيره وبكل عنفوان وبلا هوادة .. الأب مع ولده .. والأم تبعث ببقية أبنائها للمعركة عند استشهاد ابنها الاول .. وهكذا يظل الشهداء أيقونة الانتصار الجامح بمسيرة الأنصار والسر الأبرز تعبيرا ودلالة في كيان هذه الحركة…