العدو الصهيوني يسرق أعضاء عشرات الشهداء في غزة
موقع أنصار الله – متابعات – 15 جمادى الأولى 1445هـ
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة حول احتجاز “جيش” العدو الصهيوني جثث عشرات الشهداء الفلسطينيين، خلال حربه على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وسرقة أعضاء منها.
وأوضح المركز، أنه وثّق احتجاز الجيش لجثث شهداء من مجمع الشفاء الطبي في غزة والمستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، وأخرى من محيط ممر النزوح إلى وسط القطاع وجنوبه، والذي خصّصه على طريق صلاح الدين الرئيسي. كما عمد الجيش كذلك إلى نبش مقبرة جماعية، كانت قد حُفرت قبل أكثر من عشرة أيام في إحدى ساحات مجمع الشفاء الطبي، واستخرج منها الجثث واحتجزها.
وأشار المركز إلى أنه، بينما جرى الإفراج عن عشرات الجثث عبر تسليمها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تولت بدورها نقلها إلى جنوب قطاع غزة لإتمام عملية الدفن، فإنّ الاحتلال ما يزال يحتجز جثث عشرات آخرين، مبينًا وجود شبهات سرقة أعضاء من الجثث، بينها ملاحظات أدلى بها أطباء في غزة أجروا فحصًا سريعًا لبعض الجثث بعد الإفراج عنهاـ فلاحظوا سرقة أعضاء مثل قرنية العين وقوقعة الأذن وأعضاء حيوية أخرى مثل الكبد والكلى والقلب.
ولفت المركز إلى أن العدو لديه تاريخًا حافلًا باحتجاز جثث الشهداء الفلسطينيين، حيث يحتجزها عبر دفنهم فيما تسميه “مقابر مقاتلي العدو”، وهي مقابر سرية جماعية تقع في مناطق محدّدة مثل مناطق عسكرية مغلقة، ويجري فيها الدفن بشكل مجهول بأرقام محفورة على لوحات معدنية ملحقة بالجثث أو الرفات.
وذكر الأورومتوسطي أنه سبق ورصد تعمّد سلطات الاحتلال الإفراج عن جثث لشهداء وسلّمها لذويها من سكان الضفة الغربية بعد مدة من احتجازها، وهي متجمدة بدرجة قد تصل إلى أربعين تحت الصفر، مع اشتراط عدم تشريح الجثث، وهو قد يخفي وراءه سرقة بعض الأعضاء.
وبيّن المرصد أن: “إسرائيل” لجأت، في السنوات الأخيرة، إلى إضفاء صبغة قانونية تتيح بلورة مسوّغات لاحتجاز جثث القتلى (الشهداء) الفلسطينيين وسرقة أعضائهم، منها قرار ما يسمى بـ”المحكمة العليا” الصهيونية الصادر العام 2019 الذي يتيح للحاكم العسكري احتجاز الجثث ودفنهم مؤقتًا فيما يعرف بمقابر الأرقام.
وقد سن الكنيست (البرلمان) الصهيوني، في نهاية العام 2021، تشريعًا قانونيًا يخوّل الشرطة والجيش الاحتفاظ برفات قتلى (شهداء) فلسطينيين.
وفي السنوات الأخيرة، تواترت تقارير عن استغلال غير قانوني لجثث شهداء محتجزة لدى العدو، يشمل سرقة أعضاء منها واستخدامها في مختبرات كليات الطب في الجامعات “الإسرائيلية”.
وكان “يهودا هس” المدير السابق لمعهد أبو كبير للطب الشرعي، في الكيان الصهيوني، أقرّ بسرقة أعضاء بشرية وأنسجة وجلد لشهداء فلسطينيين في أوقات زمنية مختلفة، من دون علم أو موافقة ذويهم. وفي كتابها “على جثثهم الميتة”، كشفت الطبيبة الصهيونية “مئيرة فايس” عن سرقة أعضاء من جثث فلسطينيين لزرعها في أجساد مرضى يهود، واستعمالها في كليات الطب في الجامعات “الإسرائيلية” لإجراء الأبحاث عليها.