إن أحوج ما نكون إليه في هذه المرحلة بالذات هو القرآن الكريم

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

أن يقرأ الإنسان القرآن يكون همه أن يتعرف على الله بشكل كبير من خلال القرآن الكريم من خلال القرآن. بهذا أؤكد بأن القرآن الكريم في هذه المرحلة بالذات نحن أحوج ما نكون إليه، وفي هذه المرحلة بالذات هـو يتعرض لخطورة بالغة على أيدي اليهود. وليس القرآن في نفسه، القرآن في نفوسنا، القرآن في حياتنا، القرآن في واقعنا هو الذي سيضرب أما القرآن في نفسه لا يستطيع اليهود أن يحرفوه لا يستطيعوا أن يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه لا يستطيعوا أبداً أن يمسوه بسوء. لكن يستطيعوا بالنسبة لنا أن يجعلونا بالشكل الذي لا يبقى للقرآن علاقة بنفوسنا لا يبقى لنا أي اتصال بالقرآن لا يبقى لنا أي التفات إلى القرآن.

وأنتم لو تتأملون خلال هذه الأحـداث وتجدون عندما يتحدث العـرب عـن موضـوع الصـراع مع أمريكا وإسرائيل ومـا يفكـرون فيـه في مواجهـة أمريكا هل تسمع كلمة واحدة من زعيم عربي؟ هل تسمع كلمة واحدة من أي محلل يؤكد على ضرورة اعتماد القرآن الكريم والعودة إلى القرآن الكريم والعودة إلى الله؛ ليصل الناس إلى حل لهذه المشكلة؛ لأن القرآن قد فصلوا منه، لم يعد في ذهنيتهم إطلاقاً: أن بالإمكان أن يكـون الحـل مـن خـلال القـرآن وسيبقـى العـرب متخبطين هكذا كما نشاهد ويتمكن أعداؤنا من التغلب علينا ومن قهرنا.

وترى كلما مشى الزمان شهراً بعد شهر لا ترى إنجازاً ولا تقدماً فيما يتعلق بالعرب، ترى كل الأعمال تسير في صالح إسرائيل وأمريكا، كل مرة يتحقق شيء إيجابي بالنسبة لليهود، لكن بالنسبة للعرب ولا نقطة واحدة ولا خطوة واحدة ولا موقف واحد؛ لأنهم هكذا أعرضوا عن القرآن لأنهم من البداية – سـواء عـن طريـق اليهـود أو عـن أي طريـق أخر – انصرفوا عن القرآن وابتعدوا عنه، والله سبحانه وتعالى قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه:124) هو أعمى في الدنيا وأعمى في الآخرة، لا يستطيع أن يصل إلى حل، ولا يهتدي إلى حل، ولا يهتدي إلى ما فيه عزّ له وشرف ورفعة وقوة، هذا هو ما تعاني منه الأمة.

ونحن إذا ما تعلمنا على هذا النحو إذا ما تعلم الإنسان وازدادت معرفته على هذا النحو يستطيع أن يكون مؤثـراً، يستطيـع أن يكـون مؤثـراً فـي الآخريـن، يستطيع الناس أن يجعلوا من أنفسهم أمة يكون لها دورها، يكون لها أثرها، يكون لها فائدتها العظيمة بالنسبة للدين وبالنسبة لعباد الله.

الله سبحانه وتعالى عندما أمر الناس لم يأمر الشخصيات الكبيرة أو يأمر أصحاب رؤوس الأموال فقط خاطب الناس جميعـاً، خاطبنا نحن هؤلاء الذين نقول: [ماذا نعمل؟ ماذا يمكن أن نعمل؟ مهذي با نسوي؟ احنا ما بأيدينا شيء، احنا ما معنا شيء!] أليس هكذا نقول؟ لكن لماذا يخاطبنا الله؟ هو لم يخاطبنا إلا وهو يعلم أن باستطاعتنا أن نعمل شيئاً وإلا لكان من تحميل ما لا يطاق.

فالإنسان قد يردُّ على الله هو يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} لكن لو سألت أي واحد منا عن أول الآية هل أنت من الذين آمنوا؟ لقال: نعم. مَنْ الذي يمكن أن يقول: لا؟

إذاً الله يقول لك كواحد من بقية المؤمنين: {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} [قال: مـا جهدنـا] أنـت في هذه الحالة تتعامل مع الله تعاملاً يدل على جهلك بالله، يدل على أن الله ليس له مكانة في نفسك.

أنت يجب أن تفهم أنه بمجرد أن يقول: {كونوا أنصاراً لله} أنه لا يأمرنا أن نكون أنصاراً له إلا وهو يعلم أن باستطاعتنا أن نكون أنصـاراً لـه وهو يعلم الغيب، أليس هو الذي يعلم الغيب؟ يعلم الغيب والشهادة هو عالم بكل الوسائل التي يمكن أن نستخدمها فنكون أنصاراً لدينه، هو عالم وهدانا فعلاً إلى الطريقة التي يمكن من خلالها أن نؤهل أنفسنا حتى نكون أنصاراً له وأنها كلها بمتناولنا.

الله لا يأمر الناس بشيء إلا وهو في متناولهم أن يعملوه إما مباشرة أو في متناولهم أن يهيئوا أنفسهم لأن يصلوا إلى العمل به وإلا لكان مـن تكليـف مـا لا يطاق والرحيم لا يكلف الناس بما لا يطيقون أبداً.

هـذا مـا أريـد أن أؤكـد عليه.. نسأل الله سبحانه أن يوفقنا إلى الإخلاص لـه إلى أن تكون عبادتنا له وأن تكون حياتنا لـه وأن يكون مماتنا له وأن يجعل همنا هو الحصول على رضاه إنه على كل شيء قدير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

محياي ومماتي لله

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 26/7/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا