تتويجاً لسبعين يوماً من الصمود
موقع أنصار الله ||مقالات||منتصر الجلي
وقوفاً شامخين يجدِّدون العهدَ لغزة حتى النصر، على ميدان السبعين في اليوم السبعين من عدوان إسرائيل على فلسطين وغزة.
سبعون يوماً ما كلَّت عزائمهم أَو توانوا متراجعين عن مواقفهم، هم اليمانِيون من يَشتدُّ بهمُ الظهر ويؤازر بهم الكتف.
إخوان غزة وجندها ورجال صنعاء ألوف احتشدوا مع غزة حتى النصر في السبعين وعواصم المحافظات، يكسرون حواجز طالما صنعها الأمريكي أمام العالم، يكتسحون قواعد الخطوط الحمراء؛ فما لبثت أمريكا تغزل شباك صيدها في الأُمَّــة عقودًا من الزمن.
هي اليمن بلدُ الأحرار سطروا طيلة أَيَّـام العدوان الإسرائيلي على غزة، مواقف لم تكن لغيرهم، وما زالوا على العهد وكما قالها سيد الأحرار سماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي: «لستم وحدكم» جاء الوفاءُ؛ فكان الكتفُ بالكتف والزناد جنب الزناد، من صنعاء كعبةِ الحرية إلى الأقصى أولى القبلتين تلتقي مآسٍ لعدوان الأمريكي، والجرح واحد والمجرم واحد، والنصر واحد.
ومعركة البحر تتفطر منها سفنُ الكيان ما بين محترقة وغارقة وأسيرة، أمام باب (المندب) تقبع إسرائيل أمام حصار بحري حتى توقف عدوانها على القطاع.
لوحة من شجاعة وبأس، وحكمة وإرادَة وإيمان يماني، جميعُها شكلت تفرداً عظيماً لهذا الشعب المعطاء، وما الخروج الأخيرة في السبعين إلا تتويجٌ لأيام الثبات على الموقف في ظل صمت عربي وإسلامي متبلِّد، نجد شعب اليمن ينتصر لغزة انتصاراً يقلق الكيان العالمي للصهيونية، ويجعل تلك السفن وجبة للبحرية اليمنية ما بين صباح ومساء، مواقف سطرها التاريخ وشاهدها العالم متعجباً مندهشاً أمام بسالة المقاتل اليمني وشجاعة قائدهم العلم، زمن لطالما فُقِد من وسط الأُمَّــة في حين كانت نكسة 73 للعرب جاءت نكسة إسرائيل بعد بضع عقود على يد أبطال المقاوَمَتَينِ الفلسطينية واليمنية، هنا كان على أنظمة التطبيع أن تقف عاجزةً عما يجري، دون موقف يُذكر.
عبر مراحلَ متسارعة ضاغطة شعر العدوُّ بضيق الخناق فهرع يستغيثُ لعل أمريكا تجدُ له مخرجاً من مأزِق البحرَين؛ فإذا السياسة الأمريكية هي أعجز، خُصُوصاً أمام الضغط العالمي بإيقاف العدوان على غزة، لتخرج مهرجةً بلا رؤية بين الانتماء اليهودي والسيادة العالمية وتراجع الاهتمام بمعادلة أوكرانيا أمام روسيا، خلطة من الأوراق العاجلة والمحرجة لإدارة بايدن المؤملة فترة رئاسية جديدة، ما بين الجمهوريين وخصومهم، هنا يتضح جليًّا أن غزة أصبحت لاعباً دوليًّا غيَّر عناوين عدد من القضايا العالمية والتي تسعى أمريكا للخروج منها بماء الوجه.
على خط المعركة وحين ظهر اليمن طرفًا له الأثرُ الأبرز في هذه المعركة من خلال عمليات البحر وفرض حصار بحري هو الأول من نوعه في تاريخ الاحتلال شعرت أنظمة التطبيع بالحرج، في المقابل وجدت إسرائيل نفسها وحيدةً وسط البحرَين، أمام الضربات اليمنية، ليكون الخطَّ الأوحدَ أمامها رأس الرجاء الصالح والذي يزيد أعباء التأمين والشحن وغيرها مما ينعكس سلباً على الجمهور الإسرائيلي الذي يعيش ضائقة اقتصادية جراء ارتفاع السلع التجارية.
أمام كُـلّ هذا يزداد الضغط أمام رئيس حكومة العدوّ والذي يطلب منه بين الحين والآخر استقالة حكومته الفاشية؛ نتيجة عدد من المِلفات الداخلية والخارجية التي أضرَّت كيانَ الاحتلال في الصميم.
أمامَ مَا يجري تقف المقاومة الفلسطينية على رقعة الانتصارات كُـلّ يوم سياسيًّا وعسكريًّا، ولن تنتهيَ الحرب إلا بشروط المقاومة العادلة في التوقيت الذي سَيحرج العالم.