سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْىِ نِسَاءَهُمْ
موقع أنصار الله ||مقالات||هاشم أبو طالب
ينفِّذُ كيانُ العدوّ الصهيوني اللقيطُ عمليةَ إبادة شاملة ضد المواطنين في غزةَ، فيستهدفُ الكبيرَ والصغيرَ والبشرَ والحجر والشجر والمنشآت العامة والخَاصَّة والمساجد وكل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية ودنما أية رحمة.
ما يريدُه الصهيوني في غزة بكل اختصار، أن يقتل ما استطاع من الناس، وَأن يموت مليونان ونصفَ المليون جوعًا وحصارًا، ويريد في نفس الوقت أَلَّا يكونَ للأُمَّـة موقفٌ يزيحُ هذا التعجرف والاستكبار.
أي منطق هذا؟ وأي استكبار وصل إليه الكيان حين اعتقد وجوبَ إبادة أبناء غزة؛ فهم لا يستحقون الحياة وأن عليهم الموت قصفاً بالطائرات وحرقاً بقنابل الفسفور وجوعاً بالحصار، وليذهبوا للجحيم فلا أسف عليهم ولا حزن؟!
إن هذا الاستكبارَ والتعجرُفَ يمثّل نفسيةَ فرعون الطاغية حين قال: (سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْىِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ)، وهذه منطلقات الطغاة في كُـلّ زمن وأمام كُـلّ منادٍ بالحق والهُدى.
وما بدا جليًّا في هذا العصر، أن كُـلَّ زعماء الغرب بلا استثناء يحملون النفسية الفرعونية، حينما زوَّدوا الكيانَ الصهيوني بأفتك الأسلحة وبكميات غير محدودة، ناهيك عن الدعمِ المالي والسياسي والإعلامي، إضافةً للمشاركة الفعلية في العدوان على غزةَ عبر إرسال طائرات التجسس وكذلك الجنود، ولكن بذريعة حملهم الجنسيةَ “الإسرائيلية”.
هكذا كانوا يريدون وهذا كان مخطّطهم، أن يُبادَ أهل غزة، ومن نجا منهم فعليه الرحيل إلى سيناء أَو أي بلد شاء، وسعَوا لتنفيذ مخطّطهم بكل جرأة ووقاحة، غيرَ مكترثين لا بحقوق إنسان ولا قانون دولي.
وفيما العدوُّ الصهيوني مُستمرٌّ في إجرامه، والحكومات والشعوب الإسلامية في صمت رهيب، حمل اليمنُ مسؤوليةَ الانتصار للشعب الفلسطيني، ونهضَ حكومةً وشعباً، بكل قوة وعنفوان ليقلِبَ الطاولة على رأس الجميع، حين ألقت بكل ثقلها وما تمتلكه من أسلحة وعتاد، في سبيل نصرة المستضعفين في غزة.
ولأن الشعب اليمني شعب مؤمن مجاهد لا يمكن بحال من الأحوال أن يسكُتَ وهناك شعبٌ عربي مسلم يُقتَّلُ ويباد ويتفنَّنُ الإسرائيلي في قتله، ثم لا يكون لنا موقفٌ مشرف أمام الله سبحانه وتعالى.
وعلى الفور أطلق قائدُ الثورة توجيهاتِه بعمل كُـلّ ما من شأنه أن يزيحَ الظلمَ عن فلسطين؛ فكانت الاستجابة سريعة ونفذت القوات المسلحة 11 عملية عسكرية بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة.
وحينما لم يرتدعِ العدوُّ الصهيوني، أقدم الجيشُ اليمني على تفعيل ورقة البحر؛ لأَنَّه من غير المنطقي أن تسرَحَ السفنُ وتمرَحَ فيما يُحرم أبناءُ غزة من إدخال حتى لقمة الخبز، ناهيك عن الأدوية والمتطلبات الأَسَاسية للحياة، وبالفعل نفذت القوات البحرية أربع عمليات نوعية تمكّنت خلالها من الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واستهداف أربع سفن أُخرى كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي.
وتمكّنت البحرية اليمنية من فرض حصار بحري على كيان العدوّ، ووصل الأمرُ إلى إعلانِ كبرى شركات الشحن العالمية تعليقَ مرور سفنها إلى البحر الأحمر، بالإضافة إلى تكبُّد العدوّ الصهيوني مليارات الدولار جراءَ الأضرار المباشرة وَغير المباشرة للقرار اليمني الشجاع.
لا تزالُ معادلةُ اليمن قائمةً؛ فلا مرور للسفن في البحرَينِ الأحمر والعربي، إلا برفع الحصار وإنهاء العدوان على غزة، ولتحقيق هذا الهدف فَــإنَّ القوات المسلحة ذاهبة لتفعيل خياراتٍ أكثرَ إيلاماً للكيان الصهيوني، بإذن الله.