“غوانتنامو جديد”.. تعذيب شديد يواجهه فلسطينيون اعتقلوا من غزة
موقع أنصار الله – متابعات – 6 جمادى الآخرة 1445هـ
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تحقيق دولي محايد وعاجل في تصفية “جيش” العدو الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين بعد اعتقالهم، من مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى تطابق شهادات جمعها، مع ما كشفته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بشأن جرائم إعدام ميداني نُفّذت بحق معتقلين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة خلال احتجازهم في معسكر للجيش يُعرف باسم “سديه تيمان”، يقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا.
وذكر التقرير أن المعسكر المذكور تحول إلى سجن “غوانتنامو” جديد يجري فيه احتجاز المعتقلين في ظروف قاسية جدًا، داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء ومن دون طعام أو شراب لأوقات طويلة من الوقت.
وتتراوح الفئات العمرية للمعتقلين، في المعسكر المذكور، بين صغار وكبار في السن، ويجري التحقيق معهم وهم معصوبو الأعين وأيديهم مكبّلة، في معظم اليوم، في مجمّعات مسيّجة. وبحسب الإفادات، فإنه خلال ساعات الليل تكون الأضواء مضاءة ومسلطة عليهم بقوة بهدف إرهاقهم وتعذيبهم.
وبحسب شهادات جمعها الأورومتوسطي لمعتقلين أُفرج عنهم من المعسكر الإسرائيلي المذكور، قالوا إنهم تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة ومُنعوا من استخدام الهواتف، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكد هؤلاء وجود مسنين معتقلين تعرضوا للضرب المبرّح والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى تكبيل أيدي وأرجل المعتقلين في الحافلة خلال نقلهم واحتجازهم من دون ماء أو طعام، وهم مكبّلون ومعصوبو الأعين، فيما يُقابل بالعنف والشتائم كل من يحاول طلب شيء.
وقال أحد المفرج عنهم -طلب عدم ذكر اسمه خشية من الانتقام منه- “إنه شهد على إطلاق جنود إسرائيليين الرصاص بشكل مباشر على خمسة من المعتقلين وتصفيتهم في حالات منفصلة، في حين ما يزال مصير مئات آخرين من عمال قطاع غزة مجهولًا”.
ووثق المرصد الأورومتوسطي شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات اعتقال عشوائية طالت أكثر من 1,200 من المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة، عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين.
وفور اعتقالهم، يعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تجريد المعتقلين من ملابسهم، وتقييد أيديهم، وإجبارهم على الجلوس على ركبهم في مناطق مفتوحة، فيما تُمارس ضدهم أشكالًا مختلفة من الضرب والمضايقة والحرمان من الاحتياجات الأساسية.
وأفاد الأورومتوسطي أنه لم يتمكّن من التأكد من حالات اعتقال لمسلحين فلسطينيين حتى اللحظة، إما بسبب عدم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن هويات المعتقلين أو بسبب عدم وقوع أحدهم في الأسر، أو نتيجة عدم رغبة الأهالي بالإبلاغ عن مثل تلك الحالات.
ولفت إلى تعّمد جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر مقاطع مصوّرة وصورًا صادمة تحطّ من اللكرامة الإنسانية للمعتقلين الفلسطينيين وهم شبه عراة ومعصوبو الأعين يجثون على الأرض بحراسة جنود إسرائيليين أو يُقتادون في حافلات عسكرية إلى أماكن مجهولة. وقد حصل المرصد الأورومتوسطي على شهادات من معتقلين أُفرج عنهم تفيد بإجبار جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض المعتقلين على حمل أسلحة بغرض التقاط الصور لهم وتسويق تبرير حملة الاعتقالات، وما يتضمنها من تعذيب وضرب مبرّح وسوء معاملة.
وأشار إلى أنّ حملات الاعتقالات العشوائية التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي طالت أطباء وممرضين وصحفيين وأشخاصًا من كبار السن، فضلًا عن عشرات النساء، من بينهن هديل يوسف عيسى الدحدوح التي ظهرت في صورة وهم يقتادونها داخل شاحنة مع مجموعة رجال وهم عراة في مشهد غير إنساني.
وبهذا الصدد حثّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اللجنة الدولية للصليب الأحمر والفريق الأممي العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالضغط على السلطات الإسرائيلية، من أجل كشف مصير المعتقلين من قطاع غزة والإفراج عنهم والتحقيق في ما تعرضوا له من انتهاكات جسيمة.