القائدُ الحوثي صوتُ الأملِ والتغييرِ في عالمِ النضالِ الإنساني
موقع أنصار الله ||مقالات||هاشم أحمد شرف الدين
في عالمِ النضالِ الإنساني، حَيثُ يسودُ الظلمُ وتكثرُ الشدائد، هناك فئةٌ نادرةٌ من القادةِ الذين يمتلكون القدرةَ على التأثير في الناسِ وإشعال نيرانِ التغييرِ في قلوبِهم. فهم يبثون ـ من خلالِ كلماتِهم وأفعالهم ـ الحياةَ في أُمَّـة تتوقُ إلى الحريةِ وكسرِ القيودِ التي تم تكبيلُها بها من قِبلِ أعدائها.
دعونا نتحدّثُ هنا عن أحد هؤلاءِ القادةِ العظماءِ، عن القائدِ اليمنيِ السيدِ عبدِالملك بدرِالدين الحوثي. هذا القائدِ المميّزِ الذي ألقى خطاباً جريئاً اليومَ، عرضَتْه ـ على الهواء مباشرةً ـ أهم قنواتِ التلفزيون العربيةِ والإسلامية، وصارَ محورَ اهتمام وسائلِ الإعلامِ الدولية منذُ انتهائِه، وتشتعلُ وسائلُ التواصلِ الاجتماعي بترديدِ صدى كلماتِه المؤثرةِ الصادقةِ الشجاعة. فببلاغتِه ووضوحِه مَسَّ وتراً حسَاساً عميقاً في قلوبِ أبناء الأُمَّــة عامة، وأبناء الشعبِين اليمني والفلسطيني خَاصَّة، فقد لبَّتْ كلماتُه تطلعاتِهم الجماعيةَ وغذَّتْ صمودَ روحِهم المعنوية، وأصبحت صرختَهُ الشهيرةُ ـ التي ردّدها خلالَ الخطابِ ـ تحشيداً كاملاً لتمكينِهم مِن الوقوفِ بقوةٍ ضدَ القمعِ الإسرائيلي والتسلّطِ الأمريكي.
لقد مضى هذا القائدُ في رحلةٍ شاقةٍ نحو الحريةِ، قادتْهُ اليومَ إلى نيلِ شرفِ قيادةِ الدفاعِ عن فلسطينَ وإلهامِ أحرار الأُمَّــة. فمِن البداياتِ المحدودةِ والاستضعافِ إلى موقعِ التمكينِ والقوةِ تغلّبَ على عقباتٍ لا حصرَ لها، وشقَّ طريقاً لشعبِهِ نحو الحريةِ بثباتٍ وصبرٍ فوقَ الاحتمال.
لقد شهدَ الصراعاتِ المؤلمةَ، وفقدانَ الأحبة، وعانى الحروبَ والحصار، ومع ذلك، فقد رفضَ السماحَ للخوفِ بأن يُملي عليهِ أفعاله أَو يثبّطَ معنويتِه.
لقد فهمَ عُمقَ الخوفِ الذي يسودُ الأُمَّــة، فأدرك أنَّ الشجاعةَ ليست غيابَ الخوف، بل هي امتلاكُ الجرأةِ على تجاوزِه. لقد فهمَ قوةَ الشجاعةِ والتحَرّك العملي بمرونةٍ وجديةٍ في مواجهةِ الشدائد، فغرسَ ـ من خلالِ خطاباتِه وكلماتِه ـ إحساساً متجدداً بالثباتِ في قلوبِ أبناء الشعبِ اليمني، مذكِّراً إياهم دائماً بقوتِهم الكامنةِ في الصمودِ والتغلبِ على الخوفِ. وهو اليومَ يفعلُ الأمرَ ذاتَه مع الشعبِ الفلسطيني بكلماتِه ودعواتِه ونداءاتِه التي يوجهها إليهم.
ومثلما أصبح قائدُنا قوةً موحِّدَةٍ لشعبِه ضدَ مشاريعِ التفتيتِ، ها هو اليومَ يسعى إلى توحيدِ الأُمَّــة المُجزَّأة، فيدعو دولَها وشعوبَها إلى تجاوزِ الانقساماتِ وتعزيزِ الوحدةِ فيما بينها. إنه ينجحُ اليومَ في سدِّ الثغراتِ وتلحيمِ الانقسامات وإيجاد جبهةٍ موحّدةٍ في مواجهةِ أعداء الأُمَّــة.
لقد سطعَ بدراً في أحلكِ الأوقات التي تمرُّ بها الأُمَّــة، وأشعلَ ـ بكلماتِه وأفعاله وشعارِه ـ شرارةَ الأملِ في قلوبِ أبنائِها لا سِـيَّـما أبناء الشعبِ الفلسطيني، وعزّزَ الإيمانَ بمستقبلٍ تكون فيه العدالةُ والكرامةُ والحريةُ لهم حقائقَ ملموسةً، بما يحفّزُ الجميعَ على المثابرةِ والمساهمةِ في النضالِ الجماعي ضدَ إسرائيل وأمريكا.
إنه يمنحُ الأُمَّــة القوةَ التحويليةَ التي افتقدتْها طوالَ عقود. القوةَ التي تحتاجُها لتتحدّى الصعابَ في السعي لتحقيقِ العدالةِ والتحرير، ولتتجاوز الحدودَ السياسيةَ والاجتماعيةَ والدينية.
إنه يرسمُ للأُمَّـة خارطةَ طريقِ انتصارها من خلالِ نموذجِ الصمودِ الحيوي الذي يقدّمُه، المملوءِ بالثقافةِ القرآنيةِ والشجاعةِ والمرونةِ والوحدةِ والأمل. يقولُ لها، دعونا نبدأ كفاحاً جماعياً ونسطِّر قصةَ انتصارنا الكبيرِ التي سيتردّد صداها عبرَ التاريخ.
إنه قائدٌ يناشدُ أبناء أمتِه للارتفاع فوقَ الخوفِ، ووضْعِ الخلافاتِ جانباً، والإيمانِ بإمْكَانيةِ تحقيقِ مستقبلٍ أكثر إشراقاً.
إنه قائدٌ يعيدُ للأُمَّـة أملَها في امتلاكِ قيادةٍ قوية. ويعزّزُ الروحَ الجماعيةَ مِن خلالِ تمجيدِه للأثرِ العميقِ الذي يُمكِنُ أن يُحدثَه الشخصُ الواحدُ على مسارِ التاريخ إذَا ما أسهمَ في رحلةِ الكفاحِ نحو الحريةِ والعدالةِ والكرامة.
أمّا مهارته الخطابية فلكأنَّها قد صُقِلَت إلى حَــدّ الكمال، فجذبَ الانتباهَ وأثارَ المشاعرَ في كُـلّ جزءٍ من كلمتِه. إنَ إيقاع صوتِه والعاطفةَ في إلقائِه قد أكّـدا صِدقَه وعمقَ قناعتِه، فكيفَ لا يأسر الجماهيرَ في كُـلّ مكان.
إنني على ثقةٍ بأنَ تأثير خطابِ قائدِنا يمتدُ إلى ما هو أبعدُ من لحظةِ إلقائِه. فكما يُلهِمُ قائدُنا أبناء الأُمَّــة اليومَ حين يُذكّرُهم بأهميّة الشجاعةِ في مواجهةِ الشدائد، وبقيمةِ القوةِ التي تكمنُ في الوحدةِ، فَــإنَّه يُلهِمُ أجيالها الصاعدةَ القادمة، لتؤمنَ بأنه ـ حتى في أحلكِ الأوقات ـ يُمكِنُ للروحِ الإنسانيةِ أن ترتقيَ وتنهضَ إلى الأعلى وتشقَّ طريقاً نحو مستقبلٍ تنشدُه، تحقّق فيهِ أعظم تطلعاتِها.
فلتدوّن أيها التاريخُ في صفحاتِ المجدِ، أننا عِشنا هذا الزمنَ الذي ظهرَ فيه هذا القائدُ الذي ـ ببطولتِه ومروءتِه ـ نقشَ اسمَه في قلوبِ شعبِه وأمتِه بشكلٍ لا يُمحى.
والحمدُ للهِ ـ سبحانه وتعالى ـ الذي جعلنَا مِن أنصاره وأنصار رسولِه محمدٍ ـ -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ـ ومن أنصار هذا القائدِ الشجاع.