إما أن نكون أمة غثاء أو أمة كالبنيان المرصوص
الأمة بقعودها، بتخاذلها، بذلها، بفقدانها للروح الجهادية، هي تخسر كل شيء: تخسر حريتها، وكرامتها، وعزتها، واستقلالها، وتضعف، وتهون، وتذل، وتقدم الخسائر الرهيبة جدًّا، حتى على مستوى القتل، يقتلها أعداؤها، ثم تكون في وضعية مشجِّعة ومطمعة للأعداء، كما ورد في الحديث النبوي المعروف بين الأمة: ((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم، كما تتداعى الأكلة على قصعتها))، يعني: وكأنكم وجبة طعام، وجبة طعام، ووليمة تتداعى عليها الأمم الأخرى، ويرون فيها مجرد مؤدبة طعام يتنافسون على أكلها، تكونون مأكلة لأعدائكم، قالوا: يا رسول الله أمن قلةٍ نحن يومئذ؟ ((قال: أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل))، فنلاحظ الفرق بين أن تكون الأمة غثاءً كغثاء السيل، أمة كثيرة العدد، أمة بأعدادها تفوق المليار إنسان، ولكن غثاء كغثاء السيل، أو أن تكون كما أراد الله لها كالبنيان المرصوص. عندما قال “جلَّ شأنه”: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ}[الصف: من الآية4]، إمَّا أن نكون أمة كالبنيان المرصوص، فنظهر في صلابة أمام أعدائنا، وفي مواجهة أعدائنا، وفي مواجهة التحديات والأخطار، وإمَّا أن نكون غثاء كغثاء السيل، لا يمثل أي أهمية، بل أمة يسيطر عليها الوهن، كما ورد في نفس الحديث: ((ينزع الوهن من قلوب أعدائكم، ويلقى في قلوبكم، قالوا: وما هو يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) بهذا أو معناه.
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1445