القواتُ البحرية اليمنية.. جاهزيةٌ عالية للردع
||صحافة||
تتحسس الولايات المتحدة الأمريكية المخاطر المحدقة بها جراء الحماقة التي ارتكبتها في البحر الأحمر عن طريق قصف زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية وأدت إلى استشهاد وفقدان عشرة من أبطال هذه القوات.
ويترقب العالم ما ستؤول إليه الأحداث، لا سِـيَّـما أن اليمن وعبر السيد القائد كان قد حذَّرَ أمريكا من ارتكاب أية حماقة في اليمن؛ لأَنَّ الرد سيكون وارداً ولن تكون بلادنا مكتوفة الأيدي، ومع ذلك ضربت أمريكا بهذه التحذيرات عرض الحائط، الأمر الذي يفتح الباب أمام كُـلّ الاحتمالات والسيناريوهات، وفي مقدمتها الرد القاسي على التمادي الأمريكي.
ويتساءل الكثير من المتابعين للأحداث في اليمن عن الخطوات التي ستقدم عليها أمريكا بعد أن أشعلت فتيل الحرب في البحر الأحمر وهل ستقدم على تقديم الاعتذار وعدم تكرار ما حدث أم أنها ستمضي في خيارات أوسع والدخول في مغامرة لا تحمد عقباها مع الشعب اليمني؟ أضف إلى ذلك ما خيارات اليمن المطروحة على الطاولة للرد على هذا التوحش الأمريكي وهل ستكون المصالح الأمريكية والبوارج على رأس قائمة الأهداف أم أن للقيادة الثورية والعسكرية رأيا آخر؟
وفي هذا الشأن يرى الكاتب والإعلامي اللبناني حسن شعبان أن “الاشتباك الأمريكي المباشر مع اليمن يعني تفعيل القاعدة التي أرساها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- بأن أمريكا ستصبح هدفاً للقوات المسلحة اليمنية”، وهو ما يتفق معه الخبير الاستراتيجي اللواء عبد الرحمن شحيتلي الذي يؤكّـد أن “اليمن لم يعتدِ على أحد، ولم يهدّد أحداً، وأن طريق الملاحة البحرية في البحر الأحمر آمن باستثناء ما له علاقة بالكيان الصهيوني”.
ويؤكّـد شحيتلي أن “أية عملية عسكرية ضد السيادة اليمنية في البر أَو البحر هي اعتداء سافر لا يحمل أية صفة من صفات “الدفاع عن النفس” التي تحدثت عنها الولايات المتحدة المسلحة اليمنية”.
من جهته يشير سعادة السفير عبد الإله حجر إلى خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مؤكّـداً أنه كان خطابًا شاملاً شرح فيه المظلومية الفلسطينية وبشاعة العدوان الصهيوني اليهودي والدوافع الدينية والإنسانية للموقف اليمني المبدئي والثابت، لافتاً إلى أنه توجّـه بخطابه إلى جماهير الشعب اليمني والإخوة الفلسطينيين المظلومين المستضعفين في فلسطين وغزة، ووجه الخطاب أَيْـضاً إلى الشعب الأمريكي وإلى الشعوب الأُورُوبية وحكوماتها، ثم حذر الحكومة الأمريكية برسالة قوية وتحذير تشير إلى أن من يهدّد أمن الملاحة البحرية هو التحَرّك الأمريكي ومحاولة عسكرة البحر الأحمر.
ويتابع السفير حجر في تصريحه لصحيفة “المسيرة” أن “السيد القائد حذَّرَ أمريكا وأنذرها بأن أيَّ تحَرُّكٍ عدواني ضد اليمن ستكونُ له عواقبُ وخيمةٌ، وأن اليمنَ لن يتردَّدَ في أن يضرِبَ البوارجَ البحريةَ الأمريكيةَ وأيُّ سفن تساهِمُ في الاعتداء الأمريكي، كما عبَّر بأن الشعبَ اليمنيَّ متلهِّفٌ، ويتطلَّعُ للمواجهة مع أمريكا وَإذَا تدخلت بجنودها فسوف تكون العاقبة أشد من عواقب عدوانها على أفغانستان وعلى فيتنام، كما قدم النصح والتحذير للدول الأُورُوبية ودول عربية بعدم المشاركة في أي عمل عدائي تجاه اليمن”.
استراتيجيةٌ جديدةٌ:
وبالنظر إلى الأحداث في غزةَ وما يتعلق بها من إسناد لدول محور المقاومة، نلمس تصعيداً لافتاً خلال الأيّام الماضية، قد يؤدي إلى تفجير وتوسع الحرب إقليمياً، وَإذَا ما حدث ذلك فَــإنَّ اليمن ستكون في قلب المعركة والمواجهة مع أمريكا.
ويقول المتحدِّثُ باسم الأحزاب المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري: “لا بد أن تعلم أمريكا وتحالفها الضعيف أن أية حرب أُخرى في المنطقة ستعني الانتقال من العملية السياسية ووقف أية تفاهمات أَو مفاوضات أَو اتّفاق إلى توسيع العملية العسكرية، التي بدورها قد تفسد الخريطة الجيوسياسية التي ترسمها الأنظمة الغربية بموافقة دول إقليمية للشرق الأوسط في الوقت الحالي”.
ويضيف العامري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أنه “إذَا ما حدث ذلك فَــإنَّ المخاطر التي قد يتعرض لها اليمن من خلال تحالف أمريكا في البحر الأحمر ستتوقف عند محاولة الإدارة الأمريكية حفظ ماء الوجه وتوجيه ضربات لن تكون بذلك التأثير على الشعب اليمني، ولكنها ستحظى بنشوة غربية معتدلة“.
ويزيد بالقول: “إن أية محاولة لاستهداف القوات اليمنية سيترتب عليها مواجهة شعبيّة وسياسية، فتصبح هناك صحوة مجتمعات العالم العربي والإسلامي وستزيد من شعبيّة السيد القائد المولى عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قائد الثورة وسيلتف حوله الكثير من الناس في مواجهة دول الاستكبار العالمي وسترفض وجود أية قوات عسكرية أجنبية على جغرافيتها”.
ويرى أن “التحالف الأمريكي سيقتصر دوره على محاولة حماية السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ومع ذلك لن تسمح القيادة الثورية والعسكرية بمرور تلك السفن وستطور من آليتها في منع مرورها”.
ويتابع حديثه: “ناهيك عن إحجام نظامي السعوديّة والإمارات من الانضمام إلى هذا التحالف، ودخول القرية البحرينية لإضفاء نكهة عربية على هذا الحلف”، مُشيراً إلى أن “هناك استراتيجية جديدة لدى القوات اليمنية لم يُعلَن عنها بعدُ والتي أجبرت هذين النظامين على الخوض المباشر في المفاوضات مع السلطة الوطنية في صنعاء”.
ويؤكّـد أن “الولايات المتحدة ستعيش حالة من الوحدة في اتِّخاذ القرارات العدوانية وسيدرك الغرب بأن هناك قوة تدافع عن الأرض والعرض والدين لن تخضع لسياسات أمريكية أَو بريطانية أَو غيرهما”، موضحًا أن “الشعب اليمني لم يعد ترهبه تحالفات الشر قديمها وحديثها، بل على العكس من ذلك، ستجد أبناء الأُمَّــة اليمنية يخرجون في مسيرات مليونيه لمناصرة الشعب الفلسطيني، متفردين بموقفهم الثوري والسياسي والعسكري والاجتماعي، في مواجهة الكيان الغاصب ومن ورائه الإدارة الأمريكية والنظام البريطاني والأنظمة المطبّعة وغير المطبّعة”.
ويشير العامري إلى أن “وجود القطع البحرية الأمريكية ومن حالفها في البحار والمحيطات ليست سوى محاولة استغلال للأنظمة الخانعة المطبعة، واستمراراً لتخويف الشعوب المستضعفة”، مبينًا أن “هذه الأنظمة أصبحت اليوم في أضعف حالاتها وأدنى مستوياتها بما وصلت إليه الشعوب والمجتمعات من وعي بوهن أمريكا وحلفائها خَاصَّة بعد العمليات العسكرية التي نفذتها القوات البحرية اليمنية”.
رسالة وتحذير واضح:
أما من الناحية العسكرية فيرى الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان أن “السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد وضع في خطابه هُــوِيَّة المرحلة القادمة والأبعاد العسكرية والاستراتيجية المتعلقة بمسار عمليات حظر السفن على كيان العدوّ الصهيوني وسقف المواجهة الذي قد يتوسع في حال ارتكبت أمريكا وتحالفها الدولي أي تصعيد عدواني مباشر على اليمن”.
ويوضح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “السيد القائد أشار إلى أن أي استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه هو، وسنجعل البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية هدفاً لصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسكرية، وهذه كانت رسالة واضحة للأمريكي؛ فالسيد القائد لم يشير إلى هذه الجزئية من جانب التهديد، بل أنه قدم معادلة ردع استراتيجية سيتم تثبيتها عسكريًّا في حال حصل تصعيد عدواني مباشر على اليمن”.
ويؤكّـد أن “قواتنا المسلحة بفضل الله تعالى على أهبة الاستعداد والجاهزية لأي طارئ عسكري من البحر وهناك خيارات حربية لن يتوقعها العدوّ الأمريكي في حال دخل التصعيد، ولدى قواتنا البحرية بفضل الله تعالى التسليح والإمْكَانات الدفاعية ما يحقّق لها القدرة على تحييد الملاحة الأمريكية وقطعها في مياه البحرين الأحمر والعربي بشكل كامل وتدمير الأساطيل والسفن المعادية وفي المقدمة حاملة الطائرات المسماة “أدوايت أيزنهاور” التي أرسلها الجيش الأمريكي للبحر العربي وخليج عدن مؤخّراً”.
ويضيف عثمان أن “قواتنا البحرية تمتلك أجيالاً متطورة من المسيرات والنظم الصاروخية سطح-بحر المضادة للسفن والتي تم تطويرها ببنية تكنولوجية تنافس مجموعتها من النظائر التي تصنعها روسيا والصين، وقد خصصت لاستهداف المدمّـرات والبارجات المدرعة والمحصنة دفاعياً والقطع البحرية الضخمة التي منها حاملة الطائرات وحاملة المروحيات”، لافتاً إلى أن “المجموعة الضاربة من الصواريخ المطورة تمتلك قدرات عالية في مستوى المناورة والسرعة والدقة الاستهدافية التي يمكنها بفضل الله تعالى ضرب أهم نقاط ضعف حاملة الطائرات وبنيتها الأَسَاسية المدرج ومرابض الطائرات وبرج القيادة والسيطرة بدقة عالية وبقوة نيرانية تخرجها عن الخدمة بالكامل”.
ويوضح أن “قواتنا البحرية لديها الإعداد العسكري المناسب للمواجهة وأمريكا وتحالفها إذَا تدخلت في عدوان على اليمن سيكلفها ذلك أثماناً باهظة على مصالحها واقتصادها ولن تستطيع مجموعاتها وأساطيلها البحرية أن تحق أي إنجاز عدا انها ستكون وبالاً على الأمريكي والدول الحليفة له”، مؤكّـداً أن “المعركة لن تتقيد بقيود وستبدأ قواتنا المسلحة بعمليات تتجاوز الواقع التكتيكي إلى الاستراتيجي وسيتم التركيز على تدمير جميع السفن وَالمجموعات الأمريكية ومنها حاملة الطائرات أيزنهاور التي تعتبر في طليعة الأهداف المهمة؛ نظراً لتكلفتها التي تصل 4.7 مليار دولار وتحمل نحو 4000 طيار وجندي أمريكي و60 طائرة من أسراب المقاتلات الأمريكية الحديثة؛ فالاستهداف سيطال كُـلّ ما يتعلق بالأمريكي وسيكون البحر الأحمر والعربي مسلخاً للأساطيل والسفن”.
صحيفة المسيرة: محمد الكامل