الموقف اليمني ثابت رغم التحديات
موقع أنصار الله ||مقالات||زيد الشُريف
امتزجت الدماء اليمنية بالدماء الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، فالعدو واحد والمعركة واحدة، عشرة شهداء من القوات البحرية اليمنية التحقوا بقافلة شهداء القدس والأقصى وغزة من وسط البحر الأحمر في المياه اليمنية نتيجة عدوان أمريكي يهدف إلى منع القوات اليمنية من مساندة غزة وشعب فلسطين ومقاومته من خلال استهداف السفن والمصالح الإسرائيلية، ولكن الموقف اليمني ازداد قوة وصلابة وثباتاً وعنفوانا في مساندة غزة وعمّد ذلك بالدماء والأرواح ومواصلة المشوار في منع واستهداف السفن الصهيونية والسفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، وحظي اليمن – شعباً وقيادة وجيشاً – بشرف الجهاد في سبيل الله تعالى في مواجهة فراعنة العصر الحديث وفي مقدمتهم الصهاينة والأمريكان وحلفاؤهم وعملاؤهم الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، وما يجب أن تدركه أمريكا ومعها بريطانيا وإسرائيل هو أن الموقف اليمني المساند لغزة مستمر وثابت مهما كانت التحديات.
كان من أبرز ما أكد عليه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في بيانه الأخير – عقب العدوان الأمريكي على القوات البحرية اليمنية الذي أدى إلى استشهاد عشرة من منتسبي القوات البحرية اليمنية – هو أن “العدو الأمريكي يتحمل تبعات الجريمة وتداعياتها”.. وأضاف ان تحركات العدو الأمريكي في البحر الأحمر لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنع اليمن من أداء واجبه دعما ونصرة لفلسطين ومساندة لإخواننا في غزة.. مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في التصدي لأي عدوان ضد بلدنا وشعبنا وهذا يعني أن المعركة التي تخوضها القوات اليمنية في البحر الأحمر ثابتة وقائمة ومستمرة في استهداف السفن والمصالح الصهيونية حتى وقف العدوان الصهيوني وفك الحصار على غزة مهما كانت التحديات ولن تستطيع أمريكا أن تعيق أو تمنع الجيش اليمني من مواصلة موقفه المساند لغزة، فالجيش اليمني على أتم الاستعداد لخوض غمار المعركة مع القوات الأمريكية التي تعمل على حماية السفن والمصالح الصهيونية.
اليمن بقيادته وجيشه وشعبه لو كان يخاف أمريكا لما ساند غزة ولاقتصر موقفه على بيانات التنديد والتظاهرات لكن لأنه لا يخشى أمريكا فقد كان موقفه قوياً في مساندة غزة من خلال استهداف السفن الصهيونية في البحر الأحمر وكل السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، مع العلم أن القيادة الثورية والسياسية والعسكرية اليمنية تدرك جيداً ان الموقف اليمني سيكون له ردة فعل صهيونية وأمريكية لأنه بلا شك سيؤثر تأثيراً كبيراً على مخططاتهم وأهدافهم وطغيانهم وهو ما حصل بالفعل وقد حسبت القيادة اليمنية حساب أي تحرك أمريكي أو غربي أو صهيوني يهدف إلى منع اليمن من مساندة غزة وإلى حماية إسرائيل، لهذا استمر الموقف اليمني رغم الإرهاب السياسي والإعلامي الذي مارسته أمريكا بل أنه عندما تورطت أمريكا في الاعتداء على القوات البحرية اليمنية لم يؤثر ذلك على الموقف اليمني المساند لغزة الذي لا يزال مستمراً إلى الآن والذي لن يقتصر فقط على الاستمرار في استهداف السفن والمصالح الصهيونية بل سوف يشمل الرد العدوان الأمريكي وخوض غمار التحديات حتى وقف العدوان وفك الحصار الصهيوني على غزة.
لهذا تحاول أمريكا بكل الطرق أن توقف الموقف اليمني المساند لغزة في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي بالترهيب والترغيب والسياسة وتكوين تحالف دولي فتفشل في ذلك لأن الموقف اليمني موقف محق ومشروع بكل ما تعنيه الكلمة، وتعمل أمريكا على حماية إسرائيل من الضربات اليمنية التي تستهدف الصهاينة ومصالحهم الاقتصادية من خلال إرسال بارجات إلى المياه الإقليمية للتصدي للصواريخ والمسيّرات اليمنية التي تستهدف السفن الإسرائيلية، ولكن ذلك لم يحقق ما تطمح اليه فالضربات اليمنية التي توجهها القوات المسلحة للسفن الصهيونية والسفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية تحقق أهدافها وتستمر وتؤتي ثمارها بشكل مؤثر وسريع سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني والعسكري وعلى مستوى الداخل الصهيوني الذي يعترف للعالم أن الموقف اليمني في البحر الأحمر ضربه في مقتل وألحق به أضراراً وخسائر كبرى في الجانب الاقتصادي وتعطيل ميناء أم الرشراش (إيلات) ونقص في المواد الغذائية بمختلف أنواعها في المستوطنات الصهيونية المحتلة بسبب توقف شركات الشحن العالمية عن شحن البضاع إلى الموانئ الصهيونية خوفا من الضربات اليمنية، والموقف والقرار اليمني المساند لغزة الذي قضى باستهداف كل ما له علاقة بإسرائيل حتى وقف العدوان وفك الحصار الصهيوني على غزة وهذا أقوى موقف عربي وإسلامي مؤثر وناجح وأثبت فاعليته بقوة في نصرة الشعب الفلسطيني أمام الصلف والطغيان الصهيوني والأمريكي، والموقف اليمني المساند لغزة وشعب فلسطين ثابت ومستمر مهما كانت التحديات ومهما كلف الثمن فهذا موقف حق في مواجهة باطل، والوعد الإلهي يقول (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).