أمريكا في مرحلة التصابي

موقع أنصار الله ||مقالات||أحمد يحيى الديلمي

شبّه أحدهم- وهو عالم دين فاضل- الولايات المتحدة الأمريكية بالعجوز التي وصلت إلى مرحلة الخرف وأنها تتبع بريطانيا في كل شيء القذة بالقذة، خاصة وهي في أرذل العمر، لذلك تتخبط هُنا وهُناك وتحاول أن تفرض نفسها وصية على العالم بمساعدة ودعم بريطانيا التي أشرنا إليها في موضوع سابق لأنها تتصابي بنفس الطريقة في زمن العجز والشيخوخة وهكذا تعمل أمريكا التي خرجت عن نطاق التهديد والوعيد وقامت باستهداف ثلاثة زوارق يمنية كانت في مهمة مشروعة تنفذ خطة قيادة الثورة بمنع وصول السفن التجارية إلى الكيان الصهيوني ورغم أن الشهداء العشرة الأبرار ارتقوا إلى بارئهم وأكدوا التلاحم واختلاط الدم اليمني بالدم الفلسطيني في معركة الكرامة والدفاع عن الأرض المحتلة، ونعتز بهذا الموقف بل ونهنئ أُسر الشهداء بأن أبناؤهم ذهبوا في سبيل قضية عادلة ومن أجل نصرة شعب مظلوم وهو الشعب العربي الفلسطيني الشقيق ، إلا أنها تبدو ظاهرة خطيرة وحقيرة في آن واحد لأنها تعني استباحة أمريكا وبريطانيا للبحار والسواحل للانتقاص من سيادة الدول ولكي تُثبِط من همم رجال الرجال الأبطال الذين سجلوا بالموقف البطولي أعظم خطوة فريدة في تاريخ النضال العربي الصهيوني ، لأن معنى فرض حصار بحري على الكيان الصهيوني سيُقرب مسافة هذا الكيان ويخضعه لإرادة الشعب الفلسطيني وهي خطوة بخطوة توازي ذلك الفعل البشع الذي أقدم عليه الصهاينة بفرض الحصار الجائر على مدينة غزة الباسلة .

ولكي ننتقل إلى الجانب الآخر من الموضوع سنستشهد بالمثل القائل ((ما همني ما أكل الذئب إلا شمات الرواعي)).

الحقيقة أن هذا المثل ينطبق على إخواننا العرب المتعربين وفي المقدمة فلول المرتزقة والعملاء الذين يستهينون بالفعل اليمني ، بل وينذرون بالأهوال وعظائم الأمور انتظاراً لما سيقوم به أسيادهم في أمريكا و بريطانيا ، خاصة بعد تصريح وزير الدفاع البريطاني الأخير الذي قال فيه أنه سيقوم بضربات جوية على مواقع الحوثيين- حسب وصفه- وهؤلاء جميعاً لا يدركون أن قيادة الثورة حينما اتخذت هذا القرار كانت تعي جيداً ردود الأفعال المتوقعة وتُدرك أن أمريكا ستحاول أن تُثبت ذاتها من خلال ردود أفعال شيطانية ولم يدركوا أيضاً أن مثل هذه التوقعات كانت محل دراسة ونظر من قبل قيادة القوات المسلحة اليمنية المؤيدة بتوجيهات قائد الثورة الذي درس القضية من كافة الجوانب وتوقع كافة الاحتمالات معتمداً في ذلك على الله سبحانه وتعالى وتسديده للضعفاء المظلومين ، ولأن ما يقوم به في كل الأحوال نصرة للحق ، ونصرة الحق تعني نُصرة للخالق سبحانه وتعالى، والله هو المتكفل بنصر من ينصره ، كما جاء في كتابه العزيز ( إن تنصروا الله ينصركم ويُثبت أقدامكم) وقوله تعالى (إُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلِموا وأن الله على نصرهم لقدير) وآيات كثيرة دلت على النُصرة الإلهية وحثت المسلمين على ضرورة مساندة إخوانهم إن هم تعرضوا للظلم في إطار الالتزام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأي مُنكر وأي ظلم أفدح مما نشاهده في غزة اليوم على يد الصهاينة الأشرار ودعم ومساندة أمريكا وبريطانيا المباشرة لهم ، وهذا الأمر بالذات خرج عن نطاق القانون الدولي الذي يُقال أنه حاكم لكل البشر ، لكنه فقط في الصفحات التي كُتب عليها أما في الواقع فلقد أصبحت أمريكا صاحبة اليد الطولى والمتحكمة في شؤون المنظمات الدولية تُسيرها كيفما شاءت وأينما شاءت وتبادر إلى دعم قراراتها إن هي تعلقت بقضايا تخص الدول الصغيرة ودول العالم الثالث ، كما حدث في ليبيا وأفغانستان والعراق وغيرها من الدول ، مع أن أمريكا خرجت من العراق وأفغانستان مخذولة مكسورة الجناح إلا أنها لم تتعظ وستظل تُكابر كل ما تعلق الأمر بالكيان الصهيوني الدولة الطارئة ، وكلاهما أي أمريكا والصهاينة طارئان على الحياة ، لذلك تتصرف كل منهما بطريقة عشوائية لا تخلو من الرغبة الحاقدة والدوافع الدفينة لإبادة البشر واستهداف الحضارات ذات البُعد التاريخي المتأصل في واقع الحياة .

نترحم على الشهداء الأبرار ونقول (( إن رد الفعل الأعنف لن يتأخر وسيكون بحجم هذا الفعل الذي دنس الأرض وسفك الدماء اليمنية الطاهرة )).. والله من وراء القصد ..

 

قد يعجبك ايضا