اليمنُ في مواجهة أمريكا
موقع أنصار الله ||مقالات||د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
لم تتوانَ اليمن في تقديم كُـلّ ما تستطيعُ؛ دعماً وإسناداً للإخوة المجاهدين في غزة من مختلف الفصائل الفلسطينية، في مواجهة الهجمة الصهيونية الشنيعة على القطاع، فقد أرسلت اليمن الصواريخ والطائرات المُسيّرة إلى مدينة أم الرشراش (إيلات) برغم بُعدِ المسافات.
وعندما زادت الجرائمُ الصهيونيةُ على المدنيين وتشديدِ الحصار ومنعِ الغذاء والدواءِ، أعلنت اليمن أنها سوف تمنع السفن الإسرائيلية والسفن الذاهبة إلى الموانئ الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر؛ حتى يتم رفع الحصار عن سكان غزة، وقد اتّخذت اليمن ذلك القرار بعد أن منعت أمريكا دول الطوق وبقية الدول العربية والإسلامية من تقديم أية مساعدة لسكان غزة، ولكن المَدَدَ جاء من أماكنَ أُخرى لا تؤمنُ بقوة وجبروت أمريكا وتؤمن بقوة الله -سبحانَه وتعالى-.
شعرت أمريكا بالقلق من تحَرُّكاتِ اليمن في البحر الأحمر، وبدأت بإرسال رسائل تهديد ووعيد عن طريق وسطاء؛ بهَدفِ إقناع اليمن بوقف تحَرّكاتها في البحر، ولكن كان تأثير تلك الرسائل سلبياً فقد ازدادت وتيرةُ نشاط اليمن في البحر الأحمر، فاضطرَّت أمريكا إلى إعلان تشكيل تحالف دولي لمنع اليمن من تهديد التجارة العالمية، كما تقول، وطلبت من معظم دول العالم المشاركة في التحالف، ولكن لم يستجب للطلب الأمريكي سوى عدد محدود من الدول، وكما صرحت أمريكا لا يتواجد في البحر الأحمر إلى اليوم سوى خمس سفن عسكرية معظمها أمريكية، وهذا تسبب بإرباك كبير لأمريكا؛ لأَنَّه مع مرور الوقت يشتدُّ الحصارُ على “إسرائيل” ويزداد الضغطُ الاقتصادي عليها، واضطرت في محاولةٍ فاشلةٍ إلى إقحام مجلس الأمن؛ بهَدفِ استصدارِ موقفٍ دولي يدعم توجّـهاتها، ولكنها لم تظفرْ بشي؛ لأَنَّ الجميعَ يعلمُ أن هدفَ أمريكا هو حماية “إسرائيل” وليس حماية التجارة العالمية، وقد وضّح الأمرَ المندوبُ الروسي في مجلس الأمن بقوله: إذَا أردتم حماية خطوط التجارة في البحر الأحمر فعليكم معالجة جذرِ المشكلة، وهو: وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكما هو واضح للعيان فقد نصبت أمريكا نفسها حامياً ومدافعاً عن الكيان الصهيوني، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأنظمة الدولية والإنسانية في سبيل حماية هذا الكيان وتوفير الحصانة له، وتدفع الآن إلى المواجهة مع اليمن وسوف تكون وحيدة في ذلك، واليمن قيادةً وشعباً في انتظار المواجهة مع أمريكا، والنصر من عند الله.