قرارٌ تعمَّــدَ بالدم وازداد صلابةً
موقع أنصار الله ||مقالات||فهد شاكر أبو رأس
بإمْكَان أمريكا أن ترتكِبَ الحماقاتِ تلوَ الحماقاتِ في البحر الأحمر، وبإمْكَانها أَيْـضاً الاستمرار في أعمال البلطجة البحرية، لكنها لا ولن تتمكّن أبداً من منع اليمن عن الاستمرار في خوض معركته المبدئية إسناداً لغزة وفلسطين، وهي المعركة التي آمن بها اليمن وشعبه ودخل فيها بمحض إرادته، وأعلن استعداده وجهوزيته لمواجهة كُـلّ التحديات والمخاطر، وتحمل تبعات قراره في الدخول في هذه المعركة مهما بلغت.
أمريكا وقد فتحت على نفسها الأسبوع الماضي مع اليمن وقتلها العشرة الشهداء من منتسبي القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر فاتورة حساب طويلةَ المدى، لا ولن تُغلَقَ أبداً حتى تغرقَ الولايات المتحدة ومن معها في بحر الحماقات الأمريكية، ومصير وهم قوتها وحِلفها لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر الغرق لا مَحَالَةَ؛ لذلك يتوجب حتماً على كُـلّ أُولئك الذين جاءت بهم أمريكا من لفيف الدول في هذا العالم، لمساندة الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، أن يدركوا جيِّدًا أنهم اليوم في المكان الخطأ؛ فالعامُ الجديدُ سيكون وبالاً عليهم بإذن الله تعالى، وأن أمريكا وبكل غطرستها وعنجهيتها، ونشرها البوارجَ العسكرية في البحر الأحمر لن تزيد شعبنا اليمني إلا عزة وفخراً بأن تبوأ مكانه الصحيح في المعركة منذ بداية الطوفان؛ دعماً وإسناداً لأبناء غزة وفلسطين، وأما تلك الطليعة من الشهداء في القوات البحرية اليمنية فقد انتصروا بالشهادة في سبيل الله، وكرسوا بتضحياتهم حضور اليمن إلى جانب غزة وفلسطين، وعمدوا بدمائهم الطاهرة قرار اليمن شعباً وقيادة بالوقوف إلى جانب غزة وفلسطين، فكانوا والله بمثابةِ إعلانٍ يمنيٍّ صِيغ بالدماء الطاهرة من أن ساحةَ البحر الأحمر اليوم أصبحت جبهةً مشتعلةً دعماً لغزة وفلسطين مهما كانت الأثمان، وأمريكا مهما حشدت وتعجرفت في البر والجو والبحر ليست قدرَنا المبرم، ولا قضاءَنا المحتَّم، بل هي قوةٌ دوليةٌ تمادت في عنجهيتِها وعجرفتِها فقط لانصياع العالَمِ لنزواتها ورغباتها، وما أن وجدت من يتصدى لهيمنتها ووقف في وجهِها انكشف أمرُها كقوة ذات أنياب كانت بحاجة فقط لأن تتكسر لتعرفَ أمريكا حجمَها الطبيعي، وليتم إنقاذُ الإنسانية من شَرِّها العظيم، وخطرِها المستطير.