يوم الحساب هو اليوم الشديد الأهوال

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

الإنسان المؤمن يكون سباقاً بطبيعته؛ لأنه يَقِضْ؛ لأنه يعرف أن هناك أهوالاً شديدة أمامه, هناك القيامة التي تحدث الله عنها في القرآن الكريم في أكثر من سورة بالعبارات المخيفة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا}(الزلزلة1), يتحدث عن السماء عندما تنشق، يتحدث عن الجبال وهي تندك, يتحدث عن القبور وهي تبعثر, يتحدث عن البحار وهي تُسجَّر,تحترق البحار.

يوم شديد الأهوال, شديد الأهوال, أهول منه وأشد من هذا موقف الحساب؛ لأنه في موقف الحساب, في ساحة الحشر تكون جهنم بارزة, جهنم أمام الناس لها تغيظ وزفير, تغيظ: احتراق, التهاب داخلي, داخل جهنم احتراق شديد. لاحظ عندما تأتي تطرح من الأشجار التي تعطيك صورة عن إحتراق النار السريع مثل [الكَفَوْ] أو [الهَطَشْ] هذه الأعواد تسمع النار فيها عندما تحترق كيف لها صوت وتَحْطُمُ الحطب.

جهنم لشدة احتراقها, لشدة التهابها,ليست ناراً راكدة, تحترق هي, ولها زفير, الزفير هو صوت الهواء وأنت تخرجه بصوت, أو ترد الهواء بصوت إلى داخل, هذا شهيق, لها زفير ولها شهيق, صوت مزعج, حتى صوت جهنم هو في حد ذاته عذاب, تكون أنت وأنت تطالع صحيفة أعمالك من أول ما يعطوك بشمالك تعتبر هذا الموقف أشد من كل دكات الجبال, وزلزلة الأرض, ومن هذه الأهوال كلها.

موقف شديد؛ لأنك داري أن هذه هي اللحظة الأخيرة والحاسمة ما عاد يمكن وساطات, ما عاد يمكن ثاني ميعاد, ما عاد يمكن إنك تقدم رشوة, ما عاد يمكن تقول: هم هؤلاء ناس كثير سأهرب من هنا! لا يوجد شيء, ما هناك مجال إطلاقاً لأي شيء تفكر فيه, إلا تتحسر, تتألم وأنت تسمع جهنم وهي تتغيظ, وتزفر بصوتها المزعج, وأنت هكذا تبكِّت على أعمالك, وتتحسر على أعمالك, حسرات نعوذ بالله منها, عذاب نفسي شديد, شديد لا يستطيع الإنسان أن يتصوره إلا إذا تأمل في الآيات القرآنية التي تتحدث عن من يكون مصيرهم سيئاً, كيف العبارات التي تكشف عن حسرات شديدة وندامة شديدة؛ وأنهم يعيشون هولاً شديداً, يعيشون هولاً شديداً.

لأن القضية ليست قضية [ياذه ربما عسى أنهم ربما يحطوك في مكان كذا] مثل إذا قال واحد, إذا أخذوا مثلاً مجموعة إلى سجن كيف يكون تفكير الواحد منهم؟ يقول: عسى أنه سيصادف أنهم سيحبسونا في عنبر كبير نكون نجلس جمعياً, عسى أنه سيكون معنا مكان نظيف, عسى كذا, ما واحد قد يقول هكذا؟ لكن لم يعد هناك في الحشر عسى من هذه, قد مصيرك أمامك, جهنم تراها بزفيرها, بشهيقها, بتغيظها, بصوتها الموحش.

لم يعد أمامك أي تفكير يطمئِن نفسك قليل, ما عاد بقي تفكير تقول: [عسى يمكن سيدخلونا إما في طرف منها أو حولها لما يجي أحد, أو عسى با يجي احد يتابع بعدنا, سيأتي محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أو سيأتي ربما الشيخ الفلاني, أو المسؤول الفلاني الذي كان احنا معه, عسى با يجي يتابع بعدنا ويخرجنا] ما عاد هناك شيء.

إذا واحد في الدنيا قادوه إلى السجن يكون ما تزال معه آمال كثيرة [ربما با جوه سجن عادي وعسى إن ما باجوه إلا أسبوع أو ثلاثة أيام وسيطلع فلان أو فلان ويتابع] وقد يقول لنفسه [هي قضية فلوس ستقدم خمسة آلاف, عشرة آلاف وخرجت]!.

ما بعضهم يطلع الطقم هو؟ يطلع الطقم بدون أخذ ولا رد؛ لأنه عنده من هذه الآمال, أما في الآخرة فلا يمكن يقول واحد أنه [عسى يا ذه با تهب فلوس وسيخرجوك, أو عسى أن جهنم هذه با جو هناك مملصة من بين أي الشعوب وستخرج].

في القرآن الكريم الله قدم جهنم بقضية مؤيسة عن أي مخرج, مغلّقة لها أبواب, {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ}(الهمزة8) لها أبواب وتغلق {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ} (الهمزة9) أعمدة بعد الأبواب, وزبانية, كلما طلعوا أهل النار؛ لأن أهل النار وهم في جهنم ما يكون واحد جالس مكانه, لشدة العذاب يتحرك, يسير ويجي, ويطلع وينزل في جهنم من شدة العذاب, ويتجهون إلى سور جهنم, إلى أبواب جهنم, يوصل هناك أبواب مغلقة, وكل شيء نار, أبواب نار, أسوار نار, طريق نار, وهو يتحرك فيها, وهو كله نار, عندما يصل هناك يقمعونه بمقامع من حديد {وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}(الحج21) فيرجع.

ولا يمكن يقول واحد قد يكون سنة أو سنتين, مع أن أسبوع واحد في جهنم نعوذ بالله, أسبوع واحد من يتأمل جهنم كما عرضها الله سبحانه وتعالى في القرآن, أسبوع واحد هو مما يجب أن يدفع الإنسان في هذه الدنيا إلى أن يعمل أشد الأعمال من أجل أن يسلم منها, خلي عنك أما إذا كانت ملايين السنين, يمر مليار سنة ما يمثل دقيقة واحدة بالنسبة لك؛ لأن ما هناك خروج؛ ولهذا جاءت آيات خالدين فيها, خالداً فيها, تتكرر كثيراً في القرآن الكريم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

آيات من سورة الواقعة

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ:10رمضان1423هـ

اليمن-صعدة

قد يعجبك ايضا