لقد كان في كماله وأخلاقه بحجم الرسالة
موقع أنصار الله || من هدي القرآن || كان في كماله وأخلاقه بحجم الرسالة وبحجم المهمة المكلّف بها في مستوى المسؤولية وفي مستوى مواجهة كل التحديات عظيمًا وعلى خلق عظيم، قال الله عنه: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ القلم:4في أوجز وأوسع وأدق وأشمل وأعظم تعريف بالنبي الخاتم اشتمل على كل مكارم الأخلاق وحميد الصفات بأعظم وأكمل ما يمكن أن يصل إليه البشر، وبما لم يصل إليه من البشر سواه.
في عبوديته لله حظي باختصاص في مستوى تعبيد نفسه لله فكان أن تكرر الثناء عليه في القرآن بذلك: الْـحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا الكهف:1 وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ الأنفال:41.
عظيم في صبره العظيم لحمل الرسالة، ومواجهة العالم بكله من حوله، ومواجهة التحديات الهائلة ومواجهة التصلب وتعنت الجاهلية الجهلاء، عظيم في صدقه، وهو أصدق البشرية، عظيم في طهارته وهو أطهر الخلق، عظيم في أمانته حتى سُمِّي بـ(الأمين)، عظيم في شجاعته وهو الذي لم يرعْه أن تضافرت كل قوى الشرك والكفر والطغيان على مواجهته بكل قواها وإمكاناتها، عظيم في رحمته للناس، وحرصه الكبير الكبير على هدايتهم حتى تميّز في ذلك وفاق به كل الأنبياء، وحتى قال الله له مواسيًا: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ الشعراء:3 إنه محمد رسول الله.
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْـمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ التوبة:128 بهذه الصفات المهمة التي يتضح من خلالها عظم اهتمامه بأمر الناس وحرصه الصادق الكبير على سعادتهم ودفع كل الشر والسوء عنهم، وتحقيق الخير والسعادة لهم، بكل رأفة ورحمة، عظيم هو وعظمته وسمّوه بعظمة تلك المبادئ والقِيَم والأخلاق هي ذاتها التي لم تعد البشرية تعطيها قيمة وأهمية كما ينبغي، بينما الرسول يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».