سلاحُ الغوَّاصات للبحرية اليمنية.. ما الذي سيضيفُه في معركة البحر الأحمر؟

|| صحافة ||

 

أدخلت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ مؤخّراً سلاحَ الغواصات كإحدى الأدوات والوسائل الهامة في مواجهة ثلاثي الشر: أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” في البحرَينِ الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.

لكن السؤال الأبرز هنا: ما أهميّة هذا السلاح؟ وكيف يمكن أن يؤثر على الأعداء في مسار المواجهة البحرية؟

وعلى مدى الأشهر الماضية استخدمت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عدداً من الأسلحة في مواجهة الأعداء، منها الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والطائرات المسيَّرة، وقد أثبتت فاعليتها رغم ادِّعاءات العدوّ بأنه يتصدى لها، وخير مثال على ذلك هو غرق السفينة البريطانية روبيمار.

وبطبيعة الحال، فَــإنَّ المتابع للأحداث قد توصل إلى قناعة تامة بأن القوات البحرية اليمنية تمتلك الكثير من الأوراق المؤثرة، وأن المفاجآت القادمة سترجح كفة قواتنا، وستعزز من مكانة اليمن في المنطقة، وهذا ما يقره الأمريكيون والبريطانيون أنفسهم، ومنها تصريح قائد الأسطول الأمريكي الخامس الذي أكّـد أن أمريكا لا تستطيع أن تتحمل بمفردها مواجهة اليمن في البحر الأحمر.

وبالعودة إلى سلاح الغواصات يقول الخبير العسكري اللواء يحيى المهدي: إن “دخول الغواصات البحرية في العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي له دلالات كبرى وأهميّة استراتيجية ستغير مجرى العمليات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي وستقلب الطاولة وتغير المعادلة”.

ويضيف المهدي في تصريح خاص لـ”المسيرة” أن “أمريكا وبريطانيا اللتَين تمتلكان أقوى الأسلحة في العالم وقفتا عاجزتَينِ عن ردع أَو منع أَو إسقاط الصواريخ البالستية اليمنية، بل لم تتمكّنا حتى من حماية بوارجهما ومدمّـراتهما التي أرهبت بهما العالم، مُشيراً إلى أن أمريكا وَبريطانيا اعترفتا بعجزهما عن مواجهة صواريخنا بفضل الله تعالى”.

ويواصل اللواء المهدي: “إذا كان هذا حالهم في مواجهة الصواريخ التي تنطلق من منصات إطلاق أرضية رغم وجود أعظم التكنولوجيا الحديثة معهم بما في ذلك طائرات الاستطلاع والرصد التي يتم التصدي لها وإسقاطها فهم في مقابل الغواصات أضعف وأعجز”.

ويعد سلاح الغواصات أحد المفاجآت اليمنية، حَيثُ لم يكن أحد يتوقع امتلاك اليمنيين لهذا السلاح، وهذا يعني أن اليمن يمتلك الكثير من القدرات والتقنيات التي تجعله يقوم بالتصنيع لأسلحة لا يتوقعها أحد، وأن العدوان الأمريكي السعوديّ الذي استمر لأكثر من ثماني سنوات لم يتمكّن من تدمير قدرات اليمن العسكرية، بل ساعده على الابتكار والتصنيع حتى الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة؛ ولهذا فَــإنَّ امتلاك اليمن لسلاح الغواصات ليس بالأمر الهَيِّن، حَيثُ لا يمتلك هذا السلاح سوى الدول الكبيرة والمتقدمة، وهذا في حَــدّ ذاته يعتبر تحدياً كَبيراً سيواجه الأعداء في المعارك المحتدمة في البحرين الأحمر والعربي، وسيكون له التأثير الكبير في استهداف البوارج والمدمّـرات والسفن المعادية لليمن.

ويقول اللواء المهدي: إن “لهذا دلالات كبرى لأن تتوقع أمريكا وبريطانيا من الجيش اليمني المزيد من المفاجآت التي ستقصم ظهورهم، وتنكل بهم، وتلحق بهم الهزيمة والخزي على مستوى العالم على أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأعدوا العدة اللازمة، فأيدهم الله بنصره وتمكينه”، موضحًا أن “لها من الدلالات ما يؤكّـد أن الاعتماد على الله تعالى والثقة به؛ ما سيمكِّنهم من هزيمة أعدائهم مهما امتلكوا من أسلحة فتاكة، وما النصر إلا من عند الله”، مؤكّـداً أن “مستقبل اليمن العسكري سيكون الأفضل والأقوى على مستوى الوطن العربي بإذن الله تعالى”.

ويأتي هذا الإنجاز النوعي الملفت ضمن تطوير القدرات العسكرية اليمنية المُستمرّة؛ نتيجة تصعيد العدوّ الصهيوني وإجرامه على قطاع غزة، وكذا استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن نتيجة الموقف الداعم والمساند لغزة الذي تتعرض لإبادة جماعية من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي.

وكان السيد القائد قد كشف في خطابه الأخير عن استهداف القوات المسلحة اليمنية لما يقارب 54 سفينة تابعة لأمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” في البحرين الأحمر والعربي، وهو رقم كبير خلال فترة وجيزة لا تزيد عن خمسة أشهر، وَإذَا ما توسع نطاق الحرب والمواجهة فَــإنَّ العدد مرشَّحٌ للزيادة بكل تأكيد، لا سِـيَّـما مع دخول سلاح الغواصات، أَو أسلحة أُخرى ستفاجئ الكثير من المتابعين.

صحيفة المسيرة | أيمن قائد

قد يعجبك ايضا