على أعتاب العام العاشر: اليمن يجني مكاسبَ الصمود ومعسكرُ العدوان يعيشُ فضيحةَ الفشل
||صحافة||
على أعتابِ العامِ العاشِرِ من الصمودِ في وجهِ العدوانِ الأمريكيِّ السعوديِّ الإماراتي، يتحضَّرُ اليمنُ لخططٍ أوسعَ؛ مِن أجل إيلام العدوّ الصهيوني، متوعِّدًا بمفاجآت كبرى، وقد أصبح جبهةً إقليميةً رئيسية مؤثرة ومتقدمة تؤكّـدُ بما لا يدعُ مجالًا للشك أن الحرب العدوانية ضده فشلت بشكل فاضح وارتدت عكسيًّا على كُـلّ المتورطين فيها وهم الذين تمر عليهم نفس المناسبة بشكل قاس بعد أن اضطرت الأدوات الإقليمية للجوء إلى التهدئة؛ هربًا من تعاظم الخسائر، فيما سقط المشغِّلون في مستنقع عدوان مباشر سَرعانَ ما تكلَّل بفشل معلَنٍ؛ ليجعلهم أسوأَ حالًا من أدواتهم.
وتمثل الذكرى التاسعة للعدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن والتي تحل هذا الأسبوع مناسبة استثنائية بالنظر إلى التطورات على الساحة الإقليمية، حَيثُ برز اليمن خلال الأشهر الماضية كقوة إقليمية مفاجئة أكّـدت للجميع أن الهجوم الإجرامي على اليمن في 26 مارس 2015 كان عبارة عن خطأ استراتيجي تأريخي لجميع من شاركوا فيه؛ فبدلًا عن القضاء على الثورة التحرّرية اليمنية وفرض الوصاية الأمريكية على اليمن من خلال العملاء المحليين والإقليميين، تحول اليمن إلى “أكبر تحَدٍّ للجيش الأمريكي في التأريخ الحديث” بحسب تصريح قائد كبير في البحرية الأمريكية قبل أَيَّـام، على الرغم من القدرات العسكرية اليمنية كانت في بداية العدوان عند مستوى الصفر!
وبالرغم من أن العدوان لم ينتهِ بعدُ، فَــإنَّ هزيمته قد أصبحت أكثر من واضحة، ويشهد بها موقف معسكر ما يسمى “التحالف” فالنظام السعوديّ الذي ظن أنه قادر على حسم المعركة في أسابيع قد عبر بوضوح عن فشله من خلال التهدئة التي لجأ إليها قبل عامين والتي لا زال عليه تنفيذ التزامات تفاهماتها، وبرغم أنه لا زال يمول أدواته المرتزِقة في الداخل ويحتضنهم في أراضيه، فَــإنَّ استفادته منهم أصبحت ضئيلة للغاية، بل إنهم يتحولون شيئاً فشيئاً إلى حِمْلٍ ثقيل على ظهره؛ فأية محاولة للعودة إلى تحريكهم مجدّدًا، ستضعه في مواجهة ردع مرعب فر منه مذعورًا وهو في مستوى أقل مما هو عليه الآن، وبالتالي فَــإنَّ كُـلّ ما يمكنه فعله هو الخروج بما تبقى من ماء الوجه، ولو أن الأحداث تكشفُ تباعًا أنه لم يتبقَّ لديه شيءٌ من ذلك.
ولا يختلفُ الحالُ بالنسبة للإمارات التي قد سبقت النظامَ السعوديّ إلى وضع الهزيمة.
وأما المشغِّلون في الولايات المتحدة وبريطانيا وكيان العدوّ الإسرائيلي، فكأنَّ العامَ العاشرَ أبى أن يدخل إلا وقد طالتهم النتائجُ العكسية للعدوان الذي هندسوه وقادوه، حَيثُ اندفعوا إلى مغامرةٍ جديدة مباشرة في اليمن لم يستطيعوا حتى أن يحشدوا فيها الأدواتِ التي استخدموها طيلة السنوات الماضية، ولم تمضِ أسابيعُ حتى كان بايدن ووزير الحرب البريطاني وضباط البحرية الأمريكية يعترفون على كُـلّ وسائل الإعلام بأنهم فشلوا، في الوقت الذي يصرخ فيه الصهاينة من خسائر اقتصادية كبيرة جراء الحصار البحري اليمني، ورعب متصاعد إزاء الصواريخ المتطورة التي بدأت باختراق المنظومات الدفاعية في أم الرشراش.
كل هؤلاء يلجؤون اليوم وبعد عشر سنوات إلى محاولة التغطية على فشلهم الفاضح من خلال دعايات سخيفة كتهريب الأسلحة من الخارج، متجاهلين أن السلاح لم ينفعهم وهم الذين يمتلكون أفتكَ وأحدث أنواعه، وأن المسألة ليست فقط أنهم فشلوا في هزيمة اليمنيين المحاصَرين الذين بدأوا من الصفر، بل إن اليمن انقضَّ عليهم وطاردهم إلى أعالي البحار والمحيطات وبات يفرض معادلاتٍ لا تفرضها سوى قوى عظمى، ويملك قدراتٍ لا تملكها سوى دول معدودة في العالم بأكمله، وبالتالي فالمسألةُ أكبر بكثير من أن يُغطَّى عليها بدعاية تهريب.. إنها مكاسبُ الصمود التي لا يمكن إعاقة طريقها.. إنه النصرُ القادم من خارج معادلاتهم وحساباتهم.
صحيفة المسيرة