أنظمة العمالة والنفاق وجنايتهم على الإسلام والأمة!
هناك العمل الكبير الذي يتزايد من جانب بعض الأنظمة العميلة المنافقة، وبعض الحكومات المنحرفة، المنافقة، التي تريد هي تقول، وتريد أن تقنع المسلمين، وتقنع شعوب هذه الأمة، وتقنع شعوبها: بأنَّ العدو الإسرائيلي ليس بعدو؛ إنما هو حليف، إنما هو صديق، إنما هو من يجب أن تقف الأمة معه، وأن تتعاون معه، وأن تتحالف معه، ضد من يعاديه، ضد من يتصدى له، ضد من يقف بوجهه، ضد من يسعى لإعاقة مؤامراته ومخططاته.
هذا هو بالتحديد ما يتحرك فيه النظام الإماراتي، والنظام السعودي، ومعهما بعض الأنظمة، ومعهما آل خليفة من البحرين… وبعض الأنظمة، يتجهون بشكلٍ علني، يسخِّرون كل وسائلهم الإعلامية: القنوات، الصحافة، الكُتَّاب… وكل جيشهم الإعلامي، جعلوا هذه المهمة مهمةً رئيسيةً له، كعمل أساسي يشتغل عليه.
إضافةً إلى اتجاههم إلى تغيير المناهج الدراسية عندهم، طبعاً لم تكن مناهج عدائية لإسرائيل نهائياً، ولكن لم يكفهم ذلك؛ إنما أرادوا أن تكون مناهج ترسِّخ النظرة المغلوطة، الغبية، المتنكِّرة للحقيقة تجاه العدو الإسرائيلي، فأن يكون منهجاً يربي أجيالهم على الولاء للعدو الإسرائيلي، على النظرة إليه- كما يقولون هم- كحليفٍ وكصديق، على القابلية بالعدو الإسرائيلي، والقابلية بالتحالف معه، والتعاون معه، ضد أبناء الأمة، ضد الشعب الفلسطيني، ضد المجاهدين في فلسطين، ضد أحرار الأمة، الذين يرى فيهم العدو الإسرائيلي المشكلة والعائق أمام نجاح مؤامراته ومخططاته.
في ظل هذا العمل من جانبهم، يجب ترسيخ الحقيقة القرآنية التي يشهد لها الواقع: أنهم أعداء، وفضح المنافقين، الذين يوالون ذلك العدو، الذي حرَّم الله الولاء له، أكَّد على أنه عدو، وحرَّم الولاء له، وقال “جلَّ شأنه”: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، جعل الولاء له نفاقاً، يعتبر من النفاق، بيَّن خطورة الولاء لهم.
اتخذ المطبِّعون والموالون للعدو الإسرائيلي عنوان السلام كعنوان للتطبيع مع الإسرائيلي، للتحالف معه، للتعاون معه، وهو عنوانٌ مخادع، عنوانٌ مخادع؛ إنما أرادوا أن يجعلوا منه وسيلةً للتحالف مع العدو الإسرائيلي في العداء للأمة، فأي سلامٍ هذا؟!
ولذلك تتجلى عداوتهم للأمة أكثر، بقدر ما يقتربون من الإسرائيلي أكثر، فهم كلما أظهروا ولاءهم، وتحالفاتهم، وتعاونهم معه تحت عنوان التطبيع؛ كلما ازدادوا حقداً، عداءً، نشاطاً عدائياً وسلبياً ضد أمتهم، وضد الأحرار من أبناء هذه الأمة، وحتى ضد الشعب الفلسطيني، الذي يسيئون إليه كثيراً في إعلامهم، ويحاولون أن يقدِّموا صورةً سلبيةً عن المجاهدين من أبنائه.
هذه الحالة تجاه الواقع العربي بالنسبة لبعض الأنظمة العميلة، الخائنة، التي انتهجت نهج العمالة والخيانة، وتتنكر للحقائق القرآنية، هي ارتدادٌ عن الثوابت المعروفة، ارتدادٌ عمَّا كانوا حتى هم يقرُّون به، ويعترفون به؛ لأنهم كانوا يقرُّون، ويظهرون، ويعترفون في المراحل الماضية، أيام كانت علاقاتهم مع الكيان الإسرائيلي والعدو الإسرائيلي علاقاتٍ سرية، أيام كان تنسيقهم معه تنسيقاً سرياً، كانوا في العلن، في الظاهر يظهرون الاعتراف بأنه عدو لهذه الأمة، وبأنه في الموقف الباطل، وأنه يجب مساندة الشعب الفلسطيني، وأنه يجب الوقوف بوجه مؤامرات العدو الإسرائيلي، ثم في الأخير تنكَّروا للحقائق الثابتة، وتنكَّروا للثوابت، التي هي من الثوابت المبدئية لهذه الأمة، وأصبحوا يتنكَّرون حتى للأقصى، وللمقدسات، وللشعب الفلسطيني، وللمجاهدين الذين يعادونهم، فكل ما اقتربوا من الإسرائيلي أكثر؛ كلما كانوا أكثر عداءً ومحاربةً لشعب فلسطين، وللمجاهدين في فلسطين، ولأبناء أمتهم.
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي الخميس 27-9-1443ه 28-ابريل-2022م