مقاطعة أكاديمية عالمية لكيان العدو الصهيوني بسبب حربه على غزة
موقع أنصار الله – متابعات – 6 شوال 1445هـ
يواجه كيان العدو الصهيوني مقاطعة أكاديمية عالمية غير مسبوقة بسبب الحرب على غزة؛ حيث يتم طرد علمائه من المجموعات البحثية العالمية، وإنهاء التعاون معهم، ورفض مقالاتهم وأبحاثهم، وكذلك إلغاء مشاركاتهم بالمحاضرات والمؤتمرات الأكاديمية بالجامعات حول العالم.
وللشهر السابع على التوالي، تتواصل في حرم العديد من الجامعات الأوروبية والأميركية، ومن بينها أرقى الجامعات في العالم، مظاهرات واحتجاجات ضد كيان الاحتلال بسبب الحرب على غزة والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ودفعت الاحتجاجات المتصاعدة للطلبة العديد من إدارات الجامعات حول العالم إلى إلغاء محاضرات وزيارات المحاضرين الصهاينة، في حين فرضت بعض الجامعات العالمية مقاطعة أكاديمية على مختلف الجامعات والكليات الصهيونية.
وتلقّى كثير من المحاضرين “الإسرائيليين” إشعارات مسبقة بعدم حضور المحاضرات والمؤتمرات العالمية في العديد من الجامعات حول العالم، بينما وصل آخرون ووجدوا أن محاضرتهم قد ألغيت احتجاجًا على استمرار حرب الكيان الإسرائيلي على غزة، ومنع المساعدات الإنسانية وتجويع الغزيين.
“هذا ليس الوقت المناسب لدعوة محاضرين من “إسرائيل”.. نواجه مقاطعة غير مسبوقة”، بهذا العنوان لخّص تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” بملحقها في نهاية الأسبوع الحالي، المقاطعة الأكاديمية للجامعات حول العالم للمحاضرين وللباحثين وللجامعات الصهيونية.
واعتمد التقرير على إفادة 60 باحثًا “إسرائيليًا” تحدثوا عن تعرضهم للمقاطعة والطرد من المجموعات البحثية العالمية منذ اندلاع الحرب على غزة.
وسلطت الصحيفة الضوء على تجربة البروفيسور غلعاد هيرشبرغر الذي تلقى دعوة ليكون المتحدث الرئيسي في مؤتمر لمنظمة نرويجية تتعامل مع الصدمة الجماعية. وجاءت الدعوة بعد بحث أجراه هيرشبرغر، وهو عالم النفس الاجتماعي في جامعة “رايخمان” بـ”هرتسليا”.
وضمن سلسلة من المراسلات عبر البريد الإلكتروني، كتب أحد المنظمين النرويجيين: “اللجنة المنظمة للمؤتمر قررت إلغاء دعوتكم، بدعوى ضرورة تجنب التعاون مع ممثلي الدول المشاركة في القتال الدائر (الحرب على غزة)”.
وفوجئ هيرشبرغر، وقال: “كنت ناشطًا في مجال علم النفس السياسي لسنوات عديدة، لكنني لم أواجه قط مثل هذا الرد المباشر والصارخ. لقد تم رفضي لأنني “إسرائيلي””.
وأضاف: “الأكاديميا “الإسرائيلية” قد تدخل وضعًا جديدًا في ما يتعلق بالمشاركة بمؤتمرات أو جمع تمويل للبحث أو نشر مقالات. نحن نعتمد بشكل كامل على العلاقات الدولية، وسيكون التعاون معنا أكثر صعوبة”.
من جانبه، رأى المدوّن الصهيوني أور كشتي الذي كتب تقرير “هآرتس” عن مقاطعة الجامعات حول العالم للمحاضرين الصهاينة في ظل الحرب على غزة، أنَّ الأكاديميا “الإسرائيلية” دخلت في وضع جديد ومقاطعة عالمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أنه توصل إلى هذه الحقائق من خلال جمع إفادات أكثر من 60 باحثًا “إسرائيليًا”.
وأوضح كشتي أنَّ الإفادات وثقت من مجموعات واسعة من الباحثين “الإسرائيليين” من مجالات وجامعات ومؤسسات أكاديمية مختلفة، ومن العلماء الشباب إلى رؤساء الجامعات الذين بلّغوا عن إلغاء الدعوات للمؤتمرات وللمحاضرات، ووقف التعاون الأكاديمي، وإلغاء نشر المقالات العلمية، ورفض المشاركة في إجراءات ترقية محاضرين صهاينة، وكذلك مقاطعة لمؤسسات أكاديمية بأكملها.
وتعزَّزت الحقائق بتعرض الأكاديميا “الإسرائيلية” لمقاطعة عالمية بسبب حرب غزة، من خلال استطلاع نشرته “أكاديمية الشباب الوطنية” في كانون الثاني/يناير الماضي، وشارك في الإجابة عنه أكثر من ألف من كبار أعضاء هيئات التدريس بجميع الجامعات “الإسرائيلية”، وأفاد ثلث الباحثين “الإسرائيليين” بحدوث ضرر كبير في علاقاتهم الدولية.
وتحدَّث بعض المحاضرين الصهاينة عن طبيعة حالات المقاطعة ومنها إلغاء نشر أو تغطية أبحاث ومقالات علمية وبحثية، وشطب أسماء محاضرين صهاينة من مقالات مشتركة مع محاضرين حول العالم، وعدم قبول طلبات للحصول على تمويل بحثي.
ويقول البروفيسور حاييم هايمس، رئيس جامعة “بن غوريون” في النقب: “اتصل بي 3 عمداء جامعات في أوروبا وكتبوا أن هناك طلبًا في مجلس شيوخهم بوقف كل أشكال التعاون مع الجامعات في “إسرائيل””.
وأضاف هايمس: “أكثر ما يقلقني ليس المظاهرات الطلابية، ولا المحاضرون الذين يحملون أيديولوجيا معادية لـ”إسرائيل”، لكن المشكلة بالتحديد هي المقاطعة السرية التي لا نعرف عنها أي شيء”.
وأوضح أن الأكاديميا حول العالم مبنية على التعاون و”إذا تم عزل بلد معين أكاديميًّا، فهذا يضرها، وبشكل غير مباشر يضر الدولة بأكملها “.
من جهته، رجَّح محرر الموقع الإلكتروني “زمان يسرائيل”، تاني غولدشتاين، أن تُسبِّب هذه الظاهرة معاناة شخصية للمحاضرين، وأضاف أنَّ “احتجاجات الطلبة في جامعات العالم مثل كرة ثلج متدحرجة قد تؤدي إلى مقاطعة أكاديمية عالمية شاملة لـ”إسرائيل””.
واستعرض غولدشتاين الحقائق التي تشير لمقاطعة الأكاديميا “الإسرائيلية” عالميًا، لافتًا إلى تعالي دعوات المقاطعة في مختلف جامعات الغرب لفترة طويلة، وقال: “منذ بداية الحرب، فرضت 8 جامعات على الأقل في كندا والبرازيل وإيطاليا وبلجيكا والنرويج مثل هذه المقاطعة، وأدى الاحتجاج إلى مقاطعة جزئية في جامعات أخرى”.
وأكَّد أنَّ الأكاديميا “الإسرائيلية” تشعر بالقلق أكثر من إلغاء زيارات المحاضرين خوفًا من مظاهرات واحتجاجات الطلبة، وهذا ما حدث مثلا لخبير المساعدة الطارئة في الكلية الأكاديمية “تل حاي” الدكتور موشيه فرحي، الذي دُعي للمشاركة في مؤتمر بملبورن بأستراليا، ولكن بعد وصوله اكتشف أن الدعوة قد ألغيت، بسبب الاحتجاجات الطلابية المنددة بالحرب على غزة.
واعتمادًا على إفادات جمعها غولدشتاين، فإن الكثير من الباحثين والمحاضرين في كيان الاحتلال يحذرون من أن المقاطعة الأكاديمية واسعة النطاق ستلحق ضررًا جسيمًا بالأكاديميات الإسرائيلية، وبشكل غير مباشر أيضًا بالتكنولوجيا المتقدمة وبمجال الطب والبحوث العلمية.