أمريكا.. ذراع الصهيونية اليهودية العالمية
عندما نرى تلك المشاهد المأساوية المؤلمة جدًّا، للآلاف من الأطفال والنساء الشهداء، الذين قتلوا بالقنابل الأمريكية، وَأُحرِقت جثامينهم وأجسادهم الطاهرة بالقنابل الأمريكية، ونرى تلك الحالة المأساوية من الجوع الشديد، والحصار الشديد، والتشريد، والنزوح، علينا أن نتذكر أن الأمريكي مساهم في كل ذلك، ومشارك في كل ذلك، وأنه أيضاً ذراعٌ آخر للصهيونية اليهودية العالمية، التي تباهى الرئيس الأمريكي، وَصَرَّح بانتمائه إليها، وهو يتحرك من ذلك المنطلق.
الذين يتحركون اليوم في أمريكا لمساندة “إسرائيل” في إجرامها، وفيما تفعله في غزة، فيما تفعله بالشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، وعلى نحوٍ أخص في غزة، هم الصهاينة الأمريكان، اللوبي الصهيوني اليهودي في أمريكا يُحَرِّك أمريكا حتى فيما يتجاوز مصالحها في العالم، فيما يسيء إليها في العالم، فيما يُقَدِّمها بشكلٍ إجراميٍ بشع، وهي تدعم ظلماً وطغياناً وإجراماً، وتشارك فيه، ليكون أيضاً مضافاً إلى سجلها الإجرامي البشع والفظيع جدًّا، الذي هو في مراحل كثيرة مما قد مضى، وفي دول مختلفة من العالم: جرائمها باستخدام السلاح النووي في اليابان، وكم قتلت به من الأطفال والنساء، والقتل الجماعي، والإبادة الجماعية، جرائمها في فيتنام، جرائمها في العالم الإسلامي في أفغانستان، وفي غير أفغانستان، ما فعلته وتفعله في العراق، جرائمها فيما حصل من عدوان في اليمن، مخططاتها الإجرامية التي هي في بقع كثيرة من العالم.
الأمريكي يُسهم ويشترك فيما يحدث في قطاع غزة، وَيُقَدِّم كل أشكال الدعم، حوَّل كل قواعده في المنطقة لتكون سنداً للعدو الصهيوني، وكل مخازنه للسلاح، بما فيها مخازن في الدول العربية، في قواعده في دول عربية سَخَّرَهَا لدعم الإسرائيلي، وَشَغَّل جسراً جوياً يُمِد العدو الإسرائيلي بالسلاح بكل أنواعه (الفتاكة، والمدمرة، والقاتلة) بشكلٍ يومي؛ ليستهدف بها المدنيين العُزَّل، ليقتل بها العدو الصهيوني الأطفال والنساء الفلسطينيين، ليُدَمِّر بها قطاع غزة تدميراً شاملاً، يُدَمِّر مدناً بأكملها، أحياء سكنية بأكملها، وليرتكب بها أبشع الجرائم، فهو شريك مباشر.
وَيُقَدِّم مع ذلك الدعم السياسي، والدعم في مجلس الأمن، ويعترض على أي قرار لوقف العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة، كل قرار تحت عنوان وقف إطلاق النار، يعترض عليه الأمريكي، ويصر على استمرار القتل، على استمرار الجرائم، على استمرار الحرب، على استمرار العدوان، الأمريكي الذي قدَّم نفسه تحت عنوان أنه الراعي للسلام في الشرق الأوسط، هو الذي يعترض على أي قرار لوقف إطلاق النار، هو الذي يصر على استمرار القتل للمدنيين، للفلسطينيين، للأطفال والنساء بشكلٍ يومي، وهذا واضح، وهذا معلن، وهذا بَيّن.
يمنع أي تحرك لحماية المدنيين في فلسطين، كل جهود دبلوماسية بأن يكون هناك مناطق مؤمنة للمدنيين، لا تتعرض للقصف ولا للاستهداف، أي مساعٍ لوقف العدوان، أي مساعٍ لتوفير ما يحتاجه الشعب الفلسطيني من الغذاء، من الدواء، يتدخل الأمريكي لإعاقة ذلك، وبذلك هو شريك، يرتكب الجرائم تلك جنباً إلى جنب مع العدو الصهيوني الإسرائيلي، وظهر كيف أن الأمريكي وإسرائيل كلاهما ذراعان للصهيونية اليهودية العالمية، التي تستهدف الأمة الإسلامية والمجتمع البشري بمؤامراتها، وتحمل تلك النزعة الإجرامية والوحشية.
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات في فلسطين
الأربعاء 7-جماد الثاني-1445ه 20-12-2023م