مصير المجتمع إذا تمكن الأمريكي من السيطرة عليه
على مستوى واقعنا كمجتمعٍ مسلم: إذا تمكَّن الأمريكي من السيطرة التامة علينا، ماذا ينتج عن ذلك؟ نتحول إلى مجتمع خاسر وسيء، مجتمع مليء بالمشاكل السياسية، والأزمات الاقتصادية، ومفكك ومبعثر، تنشأ مشاكل تحت كل العناوين، تساعد كلها على بعثرته، على تمزيق حتى نسيجه الاجتماعي: عناوين مناطقية، عناوين طائفية، عناوين عنصرية، عناوين…
كل العناوين التي تمزق المجتمع، تبعثر المجتمع، تعزز التباينات والنزاعات والصراعات بين أبناء المجتمع، كلها تنزل ضمن تلك السياسات، تلك الأنشطة، تلك البرامج التي يشتغل عليها الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، ثم نتحول إلى مجتمع مليء بالأزمات والعاهات الاجتماعية، مجتمع غارق في المخدرات، في الفساد الأخلاقي، في الميوعة وخسران الشرف والضمير والقيم، مجتمع مليء وموبوء بالإيدز والمشاكل الصحية،
والآفات الرهيبة والفظيعة في كل شيء، مجتمع محطَّم، فَقَدَ كل عناصر القوة، كل عناصر المَنَعَة، كل العناصر والعوامل التي تساهم في بناء واقعه، في تقويته، في حمايته، في النهوض به، كلها يجرد منها؛ فيتحول إلى مجتمع بئيس، ومجتمع فاقد لكل حالات الوعي، مجتمع غبي، مجتمع ضال، مجتمع منحرف، مجتمع منحل، مجتمع مائع، مجتمع فاسد، يطغى عليه الفساد في كل شيء، هذا ما تريده أمريكا وإسرائيل، هذا ما تسعى له أمريكا وإسرائيل، هذا ما تعمل من أجله الكثير والكثير من الخطط والأنشطة والبرامج التي تدخل إلى ساحتنا العربية والإسلامية تحت عناوين مخادعة ومسميات مخادعة،
وكلها للتضليل والخداع، عنوان براق، لكن وراءه أنشطة تدميرية وهدَّامة ومفسدة، وتأتي تلك العناوين، يروج لها في هذه الساحة- الساحة العربية والإسلامية- سياسيون ومسؤولون من موقع المسؤولية في تلك الحكومة أو تلك، في تلك الدولة أو تلك، وإعلاميون، وعلماء سوء، ومثقفون أغبياء يشتغلون لصالح العدو، وآخرون كثر وكثر، فيروِّجون لعنوان معين، أو لنشاط معين، أو لموقف معين، ولكن خلفيته تدميرية، كارثية، تفسد واقع هذا المجتمع وتحطِّمه، وهذا ما يسعى له الأمريكي، وما يعمل من أجله الإسرائيلي.
النتيجة الأخطر.. لو قبلنا بالمستعمر
مؤدى هذه السيطرة أن يفصلنا الأمريكي والإسرائيلي عن انتمائنا وهويتنا الإسلامية، وهذه مسألة من أخطر المسائل على الإطلاق، وتلقى تجاهلًا كبيرًا لدى الكثير من أبناء هذه الأمة، وتُهمش في الحديث عن الخطر الأمريكي والإسرائيلي، وهي نقطة جوهرية وحسَّاسة وفي غاية الأهمية، لا يمكن للإنسان أبدًا أبدًا أبدًا أن يكون عميلًا لأمريكا وإسرائيل، أو يكون خانعًا مستسلمًا، وخاضعًا ومسلِّمًا للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية؛ إِلَّا وينفك وينفصل عن مبادئ الإسلام وقيم الإسلام وأخلاق الإسلام؛ لأن مبادئ الإسلام العظيمة، وقيمه وأخلاقه الكريمة، ومشروعه في الحياة لا ينسجم بأي حالٍ من الأحوال مع ما تريده أمريكا، وما تسعى له إسرائيل،
المسار والطريق الذي يدفعك فيه الأمريكي، ويدفعك نحوه الإسرائيلي، وتتحرك فيه مسارعًا لاسترضائهم، والتودد إليهم، والتقرب إليهم، هو مسار ينفصل كليًا عن المبادئ الإلهية، عن تعاليم الله، عن إسلامه العظيم، إسلامه الأصيل، إسلامه الحقيقي الذي جاء به رسول الله محمد بن عبد الله “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله” وأتى في القرآن الكريم.
هناك إسلام من نوعٍ آخر، إسلام تعرَّض لبرمجة كثيرة، تعرَّض لحالة من التزييف والتغيير، ليس هو الإسلام الحقيقي، بقي فيه بعضٌ من الشكليات، وحرِّفت فيه كثيرٌ من المفاهيم والمعارف، وقُدِّم ليكون توليفة مختلفة عن الإسلام في حقيقته، الإسلام كما هو في القرآن، والإسلام كما كان عليه رسول الله خاتم النبيين محمد “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”.
الإسلام السعودي هو توليفة تتناسب مع ما تريده أمريكا، ومع ما تريده وتسعى له إسرائيل، ويخضع دائمًا للمزيد والمزيد من عمليات التغيير، ومن عمليات البرمجة التي تحذف وتعدِّل وتضيف وتقرر وتزيد وتنقص… وهكذا. إسلام من نوعٍ آخر، إسلام يدجِّن أبناء الأمة ليس في التسليم لله، والإتِّباع لرسول الله، والإتِّباع للقرآن الكريم، بل الإتِّباع لترامب ونتنياهو، لأمريكا وإسرائيل، الخنوع والطاعة لأمريكا وإسرائيل، والولاء والتبعية المطلقة لأمريكا.
هذا هو إسلامٌ آخر، ليس إسلام محمد، ليس الإسلام الذي هو دين الله الحق، الإسلام الأمريكي السعودي الإماراتي نموذج مختلف، هو النموذج النفاقي، هو النفاق وليس الإسلام، وليس من الإسلام في شيء، له الاسم وبعض الشكليات، أما الجوهر والمضمون والأساس والمسار فهو مسار النفاق لخدمة أمريكا وإسرائيل.
الله أكبر
المــوت لأمريــكــا
المــوت لإسـرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
من كلمة السيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 29 شوال 1439هـ 13 يوليو 2018م