مصير المسارعين في تولي اليهود والنصارى

ولذلك كل من يسارع في خدمة أمريكا، وفي الولاء لأمريكا، وفي التبعية لأمريكا وإسرائيل، كلما خطى خطوةً في ذلك الاتجاه، ابتعد بتلك الخطوة مسافات وأميالًا عن مبادئه، عن قيمه، عن أخلاقه بحكم انتمائه للإسلام، هذا الإسلام الذي تنتمي إليه، لا تنطلق خطوة في المسارعة في الولاء لأمريكا، والتبعية لأمريكا، والولاء لإسرائيل، إلا وأنت ابتعدت بتلك الخطوة وخرجت بها عن مبادئك كمسلم، وقيمك كمسلم،

والقرآن أكَّد على هذه، حينما قال الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: الآية51]، (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) بهذا التعبير العجيب والمهم، والذي يحوي هدايةً عظيمة وهدايةً مهمة، وهو في نفس الوقت زاجر كبير وعظيم ومهم،

يدل على خطورة المسألة، وعلى ما يترتب عليها، يؤكِّد هذه الحقيقة (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، انخلع وانسلخ وخرج عن مبادئ قيمه، عن انتمائه، عن هويته، فهو في الوقت الذي يعبر عن نفسه وعن انتمائه بأنه مسلم، وأحيانًا بأنه حامل الراية الإسلامية، كما يفعل النظام السعودي، هو في واقعه وحينما خطى خطوات المسارعة في الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، هو خرج عن مبادئ هذا الإسلام، وأصبح من أولئك، هو في طريقهم الذي رسموه له، هو في مسارهم الذي حددوه له، وهو منفصلٌ كل الانفصال، وبعيدٌ كل البعد عن هذا الإسلام الحق، عن ديننا العظيم.

فالتبعية والولاء لأمريكا وإسرائيل، وإمكانية استحكام السيطرة علينا كأمة إسلامية يهدد- بكل ما تعنيه الكلمة- هذه الأمة في انتمائها الإسلامي الحق، وفي هويتها الإسلامية الصحيحة والصادقة، تتحول هذه الهوية إلى هوية ممسوخة، إسلام لكن تحته نفاق، الإسلام شك، |لا|، الإسلام عنوانًا،

لم يعد له واقع، لم يعد له مضمون، كما قال الله: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، تتحول هذه المسألة، أو يتحول الواقع هكذا بمثل ما حكاه، ووفق ما حكاه الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” {إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، تصبح في طريق الظلم، وأي ظلم أكبر من ظلم اليهود الصهاينة وظلم الأمريكيين؟! هل في العالم- في هذه الساحة العالمية بكلها- أظلم من أمريكا وإسرائيل، إلا من يحذو حذو أمريكا وإسرائيل،

من يوالي أمريكا وإسرائيل، تراه تحوَّل إلى إنسان متوحش، حتى ولو كان ينتمي للإسلام، إلى إنسان مستهتر بالقيم والأخلاق، إلى إنسان لا يتورع من ارتكاب أبشع الجرائم، وأفظع الانتهاكات، وممارسة أقبح السلوكيات، وشاهدنا ذلك، شاهدنا مصاديق هذا النص القرآني في واقع الحياة في سلوك النظام السعودي، في سلوك النظام الإماراتي، في سلوك الدواعش والتكفيريين، الذين يرتبطون بمشاريع وأجندات ومخططات ومؤامرات أمريكا وإسرائيل، ظهروا على هذا النحو متجرِّدين من قيم الإسلام، من مبادئ الإسلام، من أخلاق الإسلام، وأصبحوا متوحشين بكل ما تعنيه الكلمة في سلوكهم الإجرامي الذي لا يختلف عن السلوك الأمريكي والسلوك الإسرائيلي،

الاستباحة للدماء بما في ذلك قتل الأطفال والنساء باستباحة واسترخاص وتجويز وتسويغ، القتل الجماعي للناس حتى في المدن، والقرى، والأسواق، والمساجد، والطرقات، وفي أي مكان، استباحة عامة لدم الإنسان، لحياة الإنسان، هذا هو النهج الأمريكي الإسرائيلي، استباحة لممارسة الاغتصاب وجرائم الاستباحة الجنسية للناس، سواءً الرجال والنساء والأطفال، هذا هو سلوك أمريكا، مثلما فعلته في سجن أبو غريب وغيره.

ترى الدواعش على نفس المنوال، ترى النظام الإماراتي يحذو حذوهم في ذلك، حذو بني إسرائيل في هذا الزمن، حذو اليهود الصهاينة في هذا العصر، حذو الأمريكيين، ثم ترى النظام السعودي يحذو حذوهم كذلك، يتجرد الإنسان في تبعيته، في ولائه لأمريكا وإسرائيل، وهي حالة غير سليمة، ولا صحيحة، مخالفة للإسلام، ومخالفة للفطرة، عندما يتجه الإنسان هذا الاتجاه.

 

    الله أكبر
المــوت لأمريــكــا
المــوت لإسـرائيل
اللعنة على اليهود
  النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي

من كلمة السيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 29 شوال 1439هـ 13 يوليو 2018م

 

قد يعجبك ايضا