الشعار سلاح مؤثر ومطلوب من الكل استخدامه

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

وعندمـا يرجـع النـاس إلـى الله سبحانـه وتعالى إلى القرآن الكريم، يتفهم الإنسان المسلم مسئوليته أمام الله، أمام ما يحدث، سيجد المسئولية كبيرة، ويجد أن التقصير كبير من جانب الناس فعلاً، وأنه تقصير عن أشياء ما زال بإمكانهم أن يعملوها، وهي مؤثرة تأثيراً كبيراً، الشعار أن يكون منتشر، العمل هذا نفسه، التوعيـة تكـون منتشـرة مـن المعلميـن والخطبـاء والمرشدين من الناس فيما بينهم، يكون هناك عمل هكذا منتشر في الساحة، مؤثر جداً على أعداء الله، مؤثر فعلاً من الآن.

بعضهم يقول: [ذولا ذي بين يرفعوا الشعار لو جاء عليك شيء ما رأيت أحد منهم]. الآن يرفعوا الشعار، الآن الشعـار سـلاح، الآن الشعـار سـلاح، ومـا دام باستطاعة الكل يرفعوه يرفعوه، حتى لو ما رأينا ذولا في وقت آخر، هو الآن سلاح، هو الآن مؤثر، ومطلوب من الكل أن يستخدموا هذا السلاح المؤثر والسهل والذي هو في متناولهم، أن يهتف بشعار مـا هـو فـي متناوله؟ دقيقة واحدة في الأسبوع، وذولاك يتحركوا دائمـاً يسهـروا ويتعبـوا دائمـاً وهـم يحاولـوا كيـف يضربونا، بوش كم قد لـه متحـرك! حتـى أعصابـه يتضح لك أنها مشدودة، من شدة انفعاله وحركته كيف يحاول يخلق المبررات لضرب العراق، ويتعبوا جداً ويتحركوا وينشطوا.

ونحن تجد ما عنده استعداد في الأسبوع أن يرفع هذا الشعار مرة واحدة في الأسبوع، دقيقة أو دقيقتين، بل بعضهم ينطلق يعارض، وبعضهم يعارض ولا تراه يعارض على لعن المسلمين بنفس الطريقة هذه، مـا هذا شيء غريب؟ لو سمع مسلم يلعن مسلم في السوق، أو فـي نفـس المسجـد، لمـا انطلق يضج ويعارض بهذه الطريقة، ما بلا بايخرج وماله حاجة، هذا ملموس قد تشاهدوا أنتم الذين يعارضون، هل هم يعارضوا إذا سمعوا لعن مسلم؟ أو يرفع صوته ويضج، ويتحدى إذا سمع أحد، مسلم يلعن مسلم، لا، بل هم بعضهم قد يكون يلعن إمـا أهله، أو أحد من أولاده، أو بقرته، أو حماره، أو أي شيء لـه، ربمـا مـا يمـر في اليوم أو في الأسبوع، ما يمر الأسبوع إلا وقد لعن عدة مرات. أما اللعن لليهود فقد فيها، سيعـارض ومـا هـو مستعـد يرفعه!

طيب فيفهم الإنسان بأنه عندما يعارض عمل من هذا النوع إنه يصد عن سبيل الله، والذي يقول: إن هذا الشعار لا يصح في المسجد! عملك أنت الذي هو الصد عن سبيل الله الذي لا يجوز في المسجد، الذين رفعوا الشعار أنت تعلم أن هذا الشعار ضد أمريكا وإسرائيل، وأقل ما فيه أنه إعلان براءة من هؤلاء الأعداء، وعمل صالح، العمل السيئ هو أن تنطلق أنت في المسجد تصد عن هذا العمل. كيف تبيح لنفسك أن تعارض مسلم في موقفه ضد يهود، أما عمله وهو يرفع شعار ضد اليهود ضد الأمريكيين والإسرائيليين تعتبر انه ما يجوز لـه، مسلم يعارض يهود ما يجوز له، وهو يجوِّز لنفسه أن يعارض مسلم في معارضته لليهود.

فما الـذي يجـوز والـذي لا يجوز من هذا؟ الذي يصد عن سبيل الله من داخل المسجد هو الذي لا يجوز له، هو الذي لا يجوز لـه، وهـو الـذي يرتكـب قبيـح ويرتكب جريمة، لأنك أنت ما دخلك في هذا على أقل تقدير إذا مـا أنـت منطلـق فـي هذا الموضوع أسكت لا تحاول أن تثبط آخرين، لا تحاول تعارض آخرين، لا يجوز لك هذا، لا يجوز لك حتى لو عندك ما منه فائدة.

وصلت بنا الحالـة أن قلنـا لهـم قولـوا إذا أحد يقول لكم أنه خائف، مثلاً لا ترفعوا الشعار في المسجد، لأنـه خائـف، أعطـوه ورقـة بيده أن هذا الشخص ما بيرفع الشعار معنا، وأنه معارض لرفع الشعار، ووقعوها وخليه يخليها في بيته، هل بعد هـذا شـيء؟ مـا بعده شيء هذا، من أجل إذا أحد ظهر يقول له معي ورقة أنني لا أرفع الشعار معهم ولا بين أطلّع كلمة، وينظر هي ستنفعه أمـام الأمريكييـن. ما نفع عرفات، ما نفع عرفات كل ما عمل. ما بيجي شيء إلا وهو يرحب به، والعرب مـا هـم يرحبـون بكل شيء؟ خطاب بوش هم رحبوا بكلمة بوش، أي قرار أمريكي يرحبون به، القرار ضد العراق رحبـوا بـه، ما هم يقولون: مرحباً دائماً، ما نفعتهم مرحباً هذه، بعدهم، بعدهم.

مـا تستطيـع تقـول: إن هذا عمل لا يؤثر، أثبت لك السفير الأمريكي، الذي يمثل أمريكا أنه مؤثر، ما هو أثبت أنه مؤثر؟ إذا ما أنت فاهم ما هو تأثيره، فيكفيـك أقـل شـيء أنـه بـرز أن هذا الشخص الذي يعتبـر مـن دولة معادية، ولها خطط وأهدافها تسمع، ونراها تعمل على شاشة التلفزيون، يكفيني أنهم انزعجوا منه، وأنهم كارهين له، إذاً فهو عمل صالح، لأن الله يقول: {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} (التوبة: 120) ينالون منه أي نيل، أي تأثير على العدو، هذا ما يتعلق بالشعار.المقاطعة الاقتصاديـة كذلـك، يجب أن الناس يهتموا بها، المقاطعة للبضائع الأمريكية والبريطانية، يحاولـوا أن يقاطعوها، المقاطعة مؤثرة جداً وحتى لو لم يكـن إلا منطقـة واحدة، ما يقول واحد كم يا ناس بيشتروا، في ناس آخرين بيقاطعوا في البلاد العربية، فأنت لا تحسب نفسك مع الذين لا يقاطعوا، احتسب نفسك رقم إضافة إلى آلاف الأرقام الأخرى في البلاد العربية تقاطع.

قبل ليلتين أعلنوا أن شركة أمريكية، شركة تصنيع مواد غذائية أو مطاعم، أعلنت أنها ستقفل محلاتها أو مطاعمها في عشرة بلدان إسلامية، عشرة بلدان إسلامية ستقفلها أفلست.

المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جداً ومؤثرة جداً على العدو، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده، وهم أحسوا أن القضية عندهم يعني مؤثرة جـداً عليهم، لكن ما قد جرأت الحكومات العربية إلى الآن أنها تعلن المقاطعـة، تتخـذ قراراً بالمقاطعة، لأن الأمريكيين يعتبروها حرباً، يعتبروا إعلان المقاطعة لبضائعهم يعتبرونها حرباً، لشدة تأثيرها عليهم.

فإذا كانت مؤثرة بهذا الشكل ينطلق الناس فيها، ومعظمها أشياء يوجد بدائل لها، يوجد بدائل أرخص منها وأفضل منها، الإنسان المؤمن يكون عنده هذا الشعور، عنده هذا الاهتمام، حتى ولـو عنـدك إن مـا بلا أنت إعمل هذا الشيء، ما تشتري بضائع أمريكية.

نزلت قوائم فيها أسماء بالبضائع الأمريكية التي يقاطعها الناس، يهتم كل واحـد أنـه يقاطعهـا، يهتم كل واحد أنه يذكِّر صاحب دكان أو صاحب متجر أنه لا عاد يورد منها، إذا قد ورَّد كمية يحاول أنـه يصرفهـا وبسْْ، ما عاد يستورد شيء جديد.

في الأخير سترى كم ستطلع من أرقام كبيرة من ملايين الدولارات خسارات للشركات الأمريكية، والأمريكيين مـا حركتهم هذه الكبيرة إلا بتمويل العرب، بعائدات أموال العرب، الاستثمارات الكبيرة التي لديهم، البلاد العربية سوق كبيرة لمنتجاتهم وشركاتهم. يتركوا الناس كلمات: [أن هذا العمـل مـا منـه شـيء، وهذا مـا منـه فائـدة، مـه بايجي ذا، مهذي با يسوي؟ مهذي با أؤثر عليهم إني ما عاد أشتري كوب عسل، لا.]

هذه التفسيرات الناس يتركوها، وينطلقوا من منطلق أنه ما دام المقاطعة الاقتصادية تؤثر، إذاً سنقاطع، وسترى بأنك أنت شخص واحد كم ستكون مشترواتك في السنة الواحدة، ستطلع أرقام كبيرة، خلي عنك آلاف معك، وإذا أنت ترى أهل بـلادك مـا بيقاطعوا ما بيهتموا، فاعتبر نفسك ما أنت رقم غريب، أنت رقم مع مقاطعين كثير في اندونيسيا في ماليزيا في مختلف البلاد الإسلامية، والبلدان العربية الأخرى، احسب نفسك واحد مع هؤلاء في المقاطعة، ما تحسب نفسك واحد مع الذين ما بيرضوا يقاطعوا وما بيرضوا يفهموا من أهل البلاد.

لأن هذه هي مظهر من مظاهر أن ما هناك أي استشعار للمسؤولية، ولا التفات إلى القرآن الكريم، باعتبارنا مسلمين نفهم هل هناك مسئولية علينا والاّ لا، أو كل واحد منطلق، مـا عنـده، لا يفكـر ولا يبالي من مرة، ويظن في نفسه أنه سيسلم، إن الأسلم أننا نبطِّل لا نعمل شيء، لا نرفع شعارات، لا نقل كلمة، لا نوزع شريط، لا، لا. إلى آخره.

هذا ما يمكن، لأنك عندما تتوقف عن الطريقة هذه، لماذا لا تحاول أولاً أنك تسير إلى الأمريكيين تقول لهم، تقول نحن مستعدون أن نتوقف، نحن مستعدون أن لا يكون لنا أي عمل ضدكم لكن أنتم بطلوا ولا يكون لكم أي عمل ضدنا وضد ديننا، ستحصل على ضمانتهم؟ ما يمكن تحصل عليها.

طيب أنت عندما تقول: نبطِّل وهم شغالين، أنت تخدمهم بهذا، تخدمهم بأنـك أنـت عندما يكون معك عدو، هل أنت ترغب أن يكون هذا العدو متيقظ وقوي ومتحرك، أم رغبتك أن يكون ساكت وهادئ من أجل أنك تسيطر على بلاده، وتسيطر على ممتلكاته؟ أين رغبة الأمريكيين، أن نكون متحركين وواعيـن ومحاربيـن، وضـد مؤامراتهـم أو أن نكـون ساكتين؟ بالطبع رغبتهم أن يكون الناس ساكتين، هم يعرفوا أن السكوت هو الذي يخدمهم.

الله قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْـرِ فَهَـلْ مِـن مُّدَّكِـرٍ} (القمر: 17) {كِتَـابٌ أَنزَلْنَـاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِـهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (ص: 29) نرجـع إلـى القـرآن الكريـم بتذكر وتدبر، وستفهم أشياء كثيرة من القرآن الكريم، يفهم الإنسان أشياء كثيرة منه.

أنت تستطيع أن تعرف المواقف التي هي منسجمة مع القرآن، أو مواقف مخالفة للقرآن، من قبلك أنت ومن قبل آخرين، أنت ستعرف المواقف التي هي متفقة مع القرآن الكريم وتطبيق لآياته، من المواقف التي تعتبر رفض للقرآن الكريـم، ونأخذ دروس أو تعليمات من الأمريكيين أنفسهم، إذا لم نكن إلى درجة أن نفهم من كتاب الله، تفهم من تصرفات الأمريكيين أنفسهم، لاحظ كيف نحن مثلاً نقول: الناس ضعاف ما بأيديهم شيء، مهذي معنا؟ ما معنى شيء ولا. ولا.

طيب لماذا السفير الأمريكي عندما يخرج يحسب ألف حساب للأسلحة التي يراها أمامه في سوق الطلح، مع أنه يعلم أن عنده صواريخ عابرات القارات، عندهم طائرات، وكل أسلحتهم متطورة من أرقى الأسلحة، عندهم قنابل نووية، هل الأمريكي عندما يرى البنادق تلك مركَّز في دكاكين في سوق الطلح، هل هو يمر من عندها ولا يبالي؟ أو يرى ألغام، ويرى قنابل يدوية، ويرى مواصير آر بي جي، وأشياء من هذه، هل هو يمر من عندها ولا يفكر فيها، يقول: نحن عندنا صواريخ، وعندنا طائرات، إيش با تجي هذه. يحسب ألف حساب لهذا.

نأخـذ عبـرة من هذا، نأخذ عبرة من هذا، حتى تفهم بأن منطقك أنت عندما تقول: [مهذي معنا مهذي جهدنا نعمل!] إنـك أنت غبي، إذا أنا أقول هكذا فأنا غبي، الأمريكي يرى بأن هذه الأشياء تعمل ألف شيء، أن يكون هناك عند اليمنيين أسلحة من هذه الأسلحة الخفيفة ستعيق، ستجعل من هؤلاء الناس ناس قابلين على أن يعيقوا هيمنة أمريكا عليهم، ولو كانت تمتلك صواريخ، وتمتلك قنابل نووية، وتمتلك طائرات، ودبابات، وأشياء من هذه.

فتصرفه شاهد على أن باستطاعة الناس أن يعملوا شيء، وبهذه الأسلحة العادية التي معهم التي يراها أمامه في سوق الطلح، وما هو مثلنا غبي، يمر ويقول: [إيش با يجي هذا البندق ونحن معنا صواريخ، يرمي بطلقة واحنا معنا قاذفات صواريـخ] هـم يحاولـوا أن يبعدوا الأشياء هذه، لأنهم يعرفوا أنها ستشكل عائق أمامهم.

تجـد العربـي مننا يقول: [مهذي معنا، مهذي با يجي بندقي أمام كذا] أليس هكذا منطق الناس؟ [مهذي با يجي منطقنا حين نقول: الموت لأمريكا، مهذي با يجي بندقي أمـام أمريكـا مهـذي مهـذي] ينتهي القرار بعد قائمة من مهذي مهذي إلـى أنـه مـا هناك حل إلا أن نقبل كل شيء ونستسلم ويجي ما جاء، ضد ديننا وضد بلادنا، ولا نبالي.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة الشعار سلاح وموقف

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ11/رمضان/1423

اليمن – صعدة

 

قد يعجبك ايضا