السّـيادة اليمنية… نـزيـفٌ مُـستمـر
تُعتبر الفترة الأخيرة التي عاشتها اليمن هي الأسوأ منذ زمن حيث تعرضت السيادة اليمنية لحالة نزيف حاد من جوانب عدّة مست صميم كرامة المواطن وسيادة الوطن وانعكست سلباً على صيت البلد في المنطقة والعالم ومثلت لعنة تلاحق حتى اليمنيين في الخارج.
إذ لا يكادُ يمر يوماً دون سماع خبر غارةٍ أمريكية هُنا أو هبوط طائرةٍ أو تحليق ثانية أو وصول بارجة عسكرية أو إنزال جنود مارينز أمريكيين وتوزيعهم على القواعد العسكرية والفنادق والسفارات.
فبعد الكشف التدريجي عن خبر اتفاقيات سرية مبرمة بين سلطات صنعاء والحكومة الأمريكية بخصوص السماح للطيران الأمريكي بالتحليق والرصد و القصف كشف مصدرٌ عسكري عن زيادة عدد الطائرات الأمريكية في أجواء اليمن بنوعيها الاستطلاعية وطائرات القصف ما يعني ترجمة فعلية لبنود الاتفاقيات الرخيصة التي توغل فيها حكومة المبادرة دون أي اعتبار أو اتفات إلى حالة السخط المتنامية في الشارع اليمن جراء هذه الانتهاكات والقتل اللاأخلاقي التي تمارسها هذه الطائرات بدم بارد وبتفويض من السلطات في صنعاء التي فاجأت الكثيرين بخطواتها الممعنة في تحدي شعبها ومطالبه الأخيرة بإلغاء كافة الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين صنعاء وواشنطن.
وما يزيد المشهد تعقيداً هو ما كشفت عنه مصادر إعلامية نقلاً عن مسؤول عسكري من استقدام أعداد كبيرة من جنود المارينز الأمريكي خلال الأيام الماضية إلى قاعدة العند العسكرية في لحج جنوب اليمن ليرتفع عدد الجنود الأمريكيين في الأراضي اليمنية إلى حوالي سبعة ألاف جندي أمريكي مزوّدين بأسلحة حديثة ونوعية واليات عسكرية متطورة ظل مطار العاصمة صنعاء يستقبلها منذ أكثر من عام بواسطة سلاح الجو الأمريكي الذي بدا أنه فتح خطاً لوجستياً لدعم جنوده على الأرض.
كل هذا يجري بمعزل عن الشارع اليمني الذي بات مدركاً لخطورة و متساءلاً عن سر هذا التآكل المستمر في سيادة اليمن و مبررات التواجد الأمريكي الملفت تحت عباءة التعاون العسكري والمصالح المشتركة وتبادل الخبرات أو حتى ملاحقة ما يسمى القاعدة ، لكن أزيز الطائرات في سماء العاصمة بات من الصعب إنكاره كما كانوا قد عوّدونا المسئولون في صنعاء عند كل مرة ينتهك فيها البلد ، لكن هذه المرة الوضع يختلف والمطلوب موقف واضح وصريح وخروج عن الصمت المطبق الذي تتوارى خلفه حكومة باتت شريكة في كل الجرائم التي تُرتكب اليوم في أرض الوطن وهي جرائم مركبة لا تقتصر فقط على جرائم القتل دون محاكمة وحسب ؛ بل جرائم التفريط في سيادة البلد والتي أثبتت حومة المبادرة أنها أسوأ من مثّل اليمنيين حين أمعنت في تحدي مشاعر شعبها وأهانة كرامته باتفاقيات بيع الوطن للأمريكيين ، اتفاقيات تعقد سراً وتنفذ علناً رغم أنف الشعب.