هو الله “يا أمريكا
عبدالسلام عبدالله الطالبي
نم قرير العين سيدي ومولاي الشهيد القائد المؤسس للمسيرة القرآنية المباركة فأطروحاتك في محاضراتك القيمة والهادفة في دروسك التي دعيتنا فيها إلى الارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى وتعزيز العلاقة به وكذا الانتهاج للنهج القرآني العظيم، والتي كنت فيها حريصاً كل الحرص على وجود مجتمعات تتثقف بثقافة القرآن وتتسلح بسلاح الوعي والبصيرة وتحذر من اتباع خطوات الشيطان، وتتحرك لمواجهة أعداء الله في كل ميادين المواجهة في هذا العصر وعلى رأسهم أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل غير آبهين بما قد يرافق ذلك من مخاوف أو تهديدات وأن لا تنخدع الشعوب بالعناوين الزائفة التي يروج لها الأمريكي عملاً بقول الله عز وجل (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) الآية
فها هي أطروحاتك سيدي قد شقت طريقها وأسهمت بفضل الله عز وجل في خلق شعب أصبح غالبيته ولله الحمد شعباً يقظاً ومجاهداً وواعياً، بل استطاع أن ينتصر في مظلوميته ويكون له حضوره القوي ليس في الساحة اليمنية فحسب، بل في الساحة العالمية حيث وضع نفسه اليوم في موضع المسؤولية مستشعراً لواجبه الديني والجهادي والإنساني.
وها هو يمن الإيمان والحكمة يقدم أنموذجاً حيّاً للحضور في مشهد المواجهة المباشرة للأمريكان وأوليائهم، حيث تصدر المشهد في معركة الدفاع المقدس عن مظلومية غزة الجريحة فلم يألوا جهداً ولم يهدأ له بالاً.
مع اهتمامه وحرصه على تحصين جبهته الداخلية فكان الله إلى جانبه إزاء ما يتبناه من مواقف مشرفة تجاه الآخرين ليوفقه الله من الكشف عبر مصادره الأمنية لأخطر شبكة تجسسية تابعة للمخابرات الأمريكية (بالصوت والصورة)
فكان هذا الإنجاز بمثابة حدث هائل ومزعج للعدو كما يعد استدلالا واضحا وصريحا أكد صحة وحقيقة ما ترجمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في محاضراته التي اطلقها بعد العام 2000م
وما يدعوا له اليوم باستمرار السيد القائد حفظه الله ورعاه عن أهمية الحذر والوعي من خطورة التحرك الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة
وعلى من لازال يتلكأ في اتخاذ مواقفه المناهضة للمشاريع الاستكبارية والاستعمارية أن يتحرك ويعي ما يحدث وما تكشفه الأيام من سرائر ظلت تلعب وتهدم لسنوات طائلة في بلدنا اليمن فهل من مدكر؟
نعم، لقد انزعجت أمريكا من المشروع القرآني وما تضمنه من مواضيع هامة وحساسة حينها لذلك سعت جاهدة على إقحام النظام السابق المتواطئ مع السعودي والأمريكي أن يشن حربه الآثمة والظالمة على الشهيد القائد ومن معه بدءا من العام 2004م لتمتد الحرب على شعبنا حتى يومنا هذا جراء التأثر بهذا المشروع والتحرك الشعبي الواسع ضمنه في مواجهة الأعداء والمخاطر.
نعم، لقد خرج المشروع القرآني إلى النور رغم كل المكائد والمؤامرات التي سعت أمريكا عبر أدواتها القذرة إلى إفشاله لكن إرادة الله اقتضت ظهوره ولو كره المشركون ليتحول إلى ملاذ لكل أحرار العالم وهذا هو ما يحصل اليوم والشعوب في أمس الحاجة إليه
فعبر هذا المشروع وقيادته الحكيمة المتمثلة في شخصية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه أصبحت المسيّرات اليمانية تشق طريقها لتعبر إلى عقر إسرائيل، وصارت صواريخ اليمن المجاهد الصامد والواثق بالله تستهدف السفن التجارية التابعة والمساندة للعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر والمتوسط والهندي، حيث صار الهاجس اليمني المساند للشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى يشكّل شبحا وكابوسا على كل دول الاستكبار العالمي وهذا فضل من الله.
فما بال اليمن تتوالى انتصاراته وكيف له أن يتوفق ليكشف كل ما تحاك ضده من مؤامرات بعد كل ما واجهه من معاناة وحروب ؟
كل ذلك بفضل الله وفضل وعظمة القيادة والتحرك الشعبي اليقظ والواعي والمستنير بنور الله.
وهنا يجب على الشعوب العربية الأخرى أن تستفيد من تجربة اليمن وتتحرك وتنتفض فما كشف اليوم في الساحة اليمنية أمر خطير وجلل بمعنى أن عليها أن تتحرر من التبعية العمياء للنظام الأمريكي الفاسد والجبان والحاقد الذي يتحرك لتدمير الشعوب في كل مجالات الحياة حتى لا تقوم لها قائمة.
نعم إن السبيل الوحيد للخلاص وتحصين المجتمعات من السموم الأمريكية والإسرائيلية القاتلة والمدمرة للحكومات والشعوب هو التحرك وفق ما يريده الله والعودة إلى كتابه والاستفادة من المشروع القرآني الذي سطره الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه والانظواء تحت هذا المشروع القرآني الكفيل بتحريرها من كل عوامل الضعف والاستكانة والذل فما كشف عنه في بلدنا اليوم فإن الشعوب الأخرى ليست بمنأى عن أن يكون يمرر المخطط نفسه بل ويمارس العمل المخابراتي نفسه إن لم يكن بشكل أكبر عبر أدوات العمالة والارتزاق في كل بلد وإلا فما هو السر في كل هذا الصمت والخنوع تجاه ما يقوم به الإسرائيلي بمساندة أمريكية من مجازر بحق إخوتنا الفلسطينيين في غزة.
المرحلة حرجة والحاجة تقتضي الحركة واليقظة البالغة وتحصين المجتمعات من كل عوامل الدنس والاستهداف لتسقط أمريكا وكل عملاءها في مستنقع الخزي والرذيلة وترتفع هامة الإسلام وراية البراءة من أعداء الله خفاقة في كل الانحاء وما ذلك على الله بعزيز.
وهنا نتوجه بخالص الشكر والعرفان لرجال أمننا البواسل على هذا الإنجاز العظيم الذي وفقهم الله إليه كما يعرب كل الأحرار عن جاهزيتهم للدعم والمساندة والعمل بروح الفريق الواحد لكشف وإحباط كل المؤامرات ولا نامت أعين الجبناء.