العدو الإسرائيلي وخطورة ترويض الشعوب على الجريمة
العدو الإسرائيلي بارتكابه لهذه الجرائم، وبشكلٍ مستمر، يحاول أن يروِّض شعوب العالم على تقبُّل جرائمه، وعلى تقبُّله مع ما هو عليه من الإجرام، والوحشية، والعدوانية، ويحاول أن يدفعها لتتغاضى عن ذلك، فلا يبقى لا هنا ولا هناك في أي قارة من القارات السبع، صوتٌ يعترض، أو يندد، أو يقف ضد الجرائم الإسرائيلية، وذلك أمرٌ خطير، فالإسرائيلي بذلك هو يسعى لأن يفرِّغ البشر من إنسانيتهم، لو وصل المجتمع البشري إلى ذلك المستوى من التجاهل والتغاضي لما يفعله العدو الإسرائيلي من إجرام بشع، من مثل تلك الجريمة الوحشية الفظيعة على النازحين في خيم نزوحهم، لو وصل المجتمع البشري إلى ذلك؛ لكان قد صادر إنسانيته بالكامل، يتحول إلى مجتمعات متوحشة، فقدت ميزتها الإنسانية، وقيمتها الإنسانية.
ولذلك يجب أن يكون هناك حذر لدى المجتمع البشري، وحذر لدى المسلمين في المقدِّمة، ألا يخسروا إنسانيتهم، وقيمتهم، وميزتهم الإنسانية، وضميرهم الإنساني؛ لأن النظرة الإسرائيلية إلى بقية المجتمعات البشرية هي نظرة احتقار، ونظرة دونية، تحتقر بقية المجتمعات البشرية، ونظرة كراهية، يسمونهم بـ [الأغيار]، ولا يعترفون لهم بأنهم في مصاف المجتمع البشري، يعتبرون البقية مجرد حيوانات بشكل بشر، وهم يريدونها أن تكون كذلك؛ بينما من هو في الواقع أسوأ همجيةً وشراسةً ووحشيةً من الحيوانات، هو العدو الإسرائيلي في إجرامه ووحشيته الواضحة جداً ضد الشعب الفلسطيني، وضد غيره.
[بن غفير] المجرم الصهيوني هو عبَّر بذلك التعبير في تعليقه على قرار المحكمة، التي تسمى بمحكمة العدل الدولية، ويعتبر الآخرين [أغيار]، يعبِّر عنهم بانتقاص، بكراهية، بدونية… وهكذا.
الأمريكي هو شريكٌ أساسيٌ للعدو الإسرائيلي في كل جريمة، وشريكٌ له في تلك الجريمة بنفسها، الجريمة التي اعترف فيها المسؤولون الأمريكيون اعترفوا بوحشيتها، وأنها مروِّعة، وفي نفس الوقت برروها، يحاولون أن يبرروها، ويحاولون أن ينقِّصوا من شأنها، ومن مستوى فداحتها، وبشاعتها، ووحشيتها، ويؤكِّدون أنَّ موقفهم ثابت لا يتزحزح في الدعم المفتوح للعدو الإسرائيلي، وفعلاً، كل تلك الجرائم هي ارتكبت بالقنابل الأمريكية، بالغطاء الأمريكي، الذي يمنع أي قرار مُلزِم بوقف العدوان على قطاع غزة حتى في مجلس الأمن، ويصر على التنكر لكل الأصوات الدولية في المجتمعات كلها، التي تنادي بوقف الظلم والعدوان على قطاع غزة، الأمريكي يعترف بفظاعة تلك الجرائم، ويصر على مواصلة الدعم الإسرائيلي؛ ليرتكب المزيد، هذه السياسة الأمريكية.
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن آخر تطورات الأحداث والمستجدات الخميس 22 ذو القعدة 1445هـ 30 مايو 2024م