ولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن أن يَلِي أمرها اليهود

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

ونحن الشيعة، ما تزال ثقافتنا في هذا الموضوع قائمة من ((يوم الغدير)) على هذا النحو وإلى اليوم؛ ولذا فمن المتوقع أن يكون الشيعة وحدهم هم أكثر الناس وعياً, خاصة من يفهمون جيداً ماذا يعني: ((علي))، ماذا يعني: ((حديث الولاية))، ماذا يعني: التشيع، ماذا يعني: الدين، ماذا تعني: مسؤولية ومهام هذا الدين بالنسبة لهذه الأمة، فإنهم هم من يحتمل أن يكونوا من يَقِفون في وجه [أمريكا وإسرائيل]، في وجه اليهود الذين يريدون أن يفرضوا علينا ولاية أمرهم، أما الآخرون فسيضلون هكذا يراقبوننا نحن!.

وهذا هو الشيء الغريب, عندما نتحرك نقول للناس: يجب أن يقف الجميع يصرخون في وجه [أمريكا وإسرائيل] بهذا الشعار: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]؛ لأن أمريكا متجهة أن يكون [بوش] إماماً للمسلمين وأميراً للمؤمنين، هؤلاء يُغمضون أعينهم عما يريد [بوش] وعما يريد [شارون]، ويقولون: هؤلاء هم الخطيرون! ما خطورة هذا الذي لا يمتلك حاملة طائرات؟ لايمتلك غواصات، لا يمتلك بارجات؟ لا يمتلك عشرات الآلاف من العساكر المدربين تدريباً جيداً، لا يمتلك العتاد العسكري؟! تتجهون بأذهانكم إلينا نحن الشيعة – عقيدتنا في ولاية الأمر معروفة – فتتجهون إلينا وتنسون ماذا يُراد بنا وبكم! إن (بوش) متجه لأن يكون إماماً للأمة. لكن متى ما جاء يتحدث فلان من الناس قالوا: [هذا يريد الإمامة!!]!.

إذاً نحن أمام إمامة من نوع آخر، قفوا معنا جميعاً لنحاربها، إنها إمامة (بوش)، إنها إمامة اليهود، إنها إمامة بني إسرائيل، إنها ولاية الأمر اليهودية الصهيونية، لماذا تغمضون أعينكم أمامها وتفتحون أعينكم على من ليس منطقهم بأكثر مما قاله الرسول عَلَناً على مرأى ومسمع من الجميع في مثل هذا اليوم في السنة العاشرة من الهجرة؟.

هل جاء الشيعة بجديد؟ هل نحن نأتي بجديد خلاف ما ينص عليه كتاب الله؟ خلاف ما يشير ويوحي به كتاب الله؟ وخلاف ما نص عليه وما قاله، وما من أجله رفع نفسه ورفع أخاه الإمام علياً على مجموعة من أقتاب الإبل ليراه أولئك الجموع, ولنراه نحن, وليسمعه أولئك ولنسمعه نحن. نحن لم نأتِ بجديد أكثر مما قاله كتاب الله, وأكثر مما قاله الرسول في ذلك اليوم.

ومفهومنا لولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن أن يَلِي أمرها اليهود، أما المفاهيم الأخرى من يقل: [أطِع الأمير وإن قصم ظهرك, وإن كان لا يهتدي بهدى ولا يَسْتَنُّ بسنة] فإن هذا مما يهيئ الأمة لأن يَلِي الأمر أولئك, بل أن يلي الأمر اليهود أنفسهم. بل وإن الديمقراطية نفسها(1) غير قادرة على أن تحمينا من فرض ولاية أمرهم علينا؛ لأن الديمقراطية أولاً: هي صنيعتهم، ثانياً: هي نظام هش, ليس له معايير ولا مقاييس مستمدة من ثقافة هذه الأمة ومن دينها وقيمها الإسلامية.

الديمقراطية تقوم على اعتبار المواطنة, وأمامك مواطن يهودي، وسيكون الدستور في أي بلد – إن كان سيبقى هناك دساتير – بالشكل الذي لا يجعل هناك أي اعتبار لمعايير أو مقاييس مستمدة من دين هذه الأمة، من دين هؤلاء المسلمين، وإنما فقط يجب أن يكون من يلي أمر هذا الإقليم مواطن حاصل على البطاقة الشخصية, وأن لا يكون قد صدر بحقه حكم يخل بشرفه، وأن لا يقل عمره مثلاً عن أربعين سنة!.

هذه المعايير أليست تصدق على اليهودي والمسلم؟ اليهودي يمكن أن يكون معه بطاقة شخصية، يحمل بطاقة شخصية وجنسية يمنية، جنسية مصرية، جنسية سعودية، وجنسية لأي شعب آخر؟. أليس يمكن أن يكون متوفراً فيه أن لا يكون قد صدر بحقه حكم قضائي في قضية تخل بالشرف، وأن يكون عمره لا يقل عن أربعين سنة؟ وتروّج له وسائل الإعلام التي يكون من يديرها ومن يمتلكها يهود أو عملاء ليهود؟ فلا تدري إلا وأمامك يهودي يحكمك سواء كنت في مصر، أو في اليمن، أو في أي مكان آخر.

الديمقراطية نفسها لا تستطيع أن تحمينا من فرض ولاية أمرٍ يهودية.

فقط ثقافة ((حديث الغدير))، أكرر ثقافة ((حديث الغدير))، فَهْمُ الشيعة, فَهْمُ أهل البيت لمعنى ولاية الأمر المستمد من ((القرآن))، المستمد من ((حديث الولاية))، ومن أحاديث أخرى متواترة عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو الكفيل بتحصين هذه الأمة حتى لا تقبل ولا تخنع لأولئك الذين يريدون أن يفرضوا عليها ولاية أمرهم، وهم اليهود الأمريكيون والصهاينة.

 

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا، أسأل الله أن يجعلنا من أولياء ((علي))، وأن يجعلنا من الصادقين في السير على نهج ((علي))، وأن يرزقنا ولو نبذة بسيطة من شجاعة ((علي))، ومن صدق ((علي))، ومن إخلاص ونصح ((علي))، ونحن نقر ونشهد بأننا نتولى رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ونتولى من فرض ولايته علينا وهو أمير المؤمنين (صلوات الله عليه).

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

حديث الولاية

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

في الاحتفال بعيد الغدير

بتاريخ 18 ذي الحجة 1423هـ

الموافق: 21/12/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا