من يقدم علما يفرق الناس فلا ينتظر الملائكة لتفرش له أجنحتها

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع)) راضية بما يصنع ؛لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟.

أليست تريد أن نتفرق؟. فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخل المسجد أو فوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفرش له أجنحتها بل ستفرش له الشياطين أجنحتها، وإن كان يقدم ما يقدم من داخل القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وإن كان داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمة عن واقع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت قدميه وتحت أقدام طلبته رضاً بما يصنع ؛لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيداً عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي ..لا يجوز.. لا يجوز. لا يجوز لي إلا أن أطلع وحدي أنا واعتمد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. ماذا يعني هذا؟. أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟، و صبغاً لها بصبغة دينية؟. في الأخير يكون الناتج أن كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الذي يمر على أذهاننا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم، وما تزال حلقات العلم قائمة على هذا النحو، ما تزال إلى الآن.

 

فمن يتفرغ ويترك أعماله وشئونه الخاصة ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك ما يرى أنه فيه مجاهد في سبيل الله، فليس جهاداً في سبيل الله.

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105) الآيات من أولها تتجه نحو وحدة الكلمة، سواء ما كان منها يتحدث عن خطورة القضية التي تواجهنا -وعادة ما يتبادر إلى أذهان الناس وحدة الكلمة ليكون بمستوى المواجهة، وهذا طبيعي يحصل- ثم من بداية توجيه الناس نحو الطريق -التي فيها ما يجعلهم بمستوى مواجهة هذا الخطر بل القضاء وضربه- كلها تتجه نحو وحدة الكلمة تحت الاعتصام بحبل الله جميعاً، كلها في هذا الإطار {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً }(آل عمران: من الآية103)هذه الآية فيها ثلاث عبارات تؤكد على وحدت الكلمة، على وحدة الأنفس، وحدة الصف .

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ}(آل عمران: من الآية104)كذلك تؤكد على الوحدة، ثم يأتي نهي مؤكد بوعيد شديد {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105) تنهى عن التفرق، تنهى عن الاختلاف، وتحذر أن نكون مثل أولئك الذين تفرقوا واختلفوا، وهم تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءتهم بينات من قِبَل الله توجههم إلى ما يحول بينهم وبين التفرق والاختلاف، توجههم إلى ما يجعل منهم أمة واحدة لا تتفرق ولا تختلف، لكنهم تفرقوا واختلفوا؛ تبعاً للأهواء أو جهلاً بدين الله، أو بغياً من بعضهم على بعض، أو حسداً من بعضهم لبعض، تفرقوا واختلفوا، ولم يكن هناك تقصير من جانب الله سبحانه وتعالى أنه لم يوجههم إلى ما يجعل منهم أمة واحدة، أنه لم يأتِ من جانب الله ما يحذرهم من خطورة التفرق والاختلاف، ما ينهاهم عن التفرق والاختلاف، كل شيء قد أتى من قِبَل الله على أوضح ما يمكن وأعلى ما يكون. فهو يقول لنا : بأنكم لا تتفرقوا ولا تختلفوا، ينهانا عن التفرق والاختلاف، وعندما ينهانا عن التفرق والاختلاف ؛لأنه يعلم أن في التفرق والاختلاف الضربة الموجعة لنا، الضياع لديننا، الإهانة لأنفسنا، الشقاء في الدنيا والآخرة، شقاء وذلة وخزي في الحياة وفي الآخرة نار جهنم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

سورة آل عمران – الدرس الثالث

ملزمة ولتكن منكم أمة

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 11/1/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا