عام يُسر ونصر

يحيى المحطوري
صبَرَ طويلاً، وبدَأَ عاماً جديدًا مستعيناً بالله معتمداً عليه.
وبعد أن عرض مؤهلاتِ حَمَلَةِ مشروع الإسلام وأنصار رايته، بشَّرَ شعبَه باقتراب التغيير المنشود، وأصحر إلى شعبه بعذره، موضحًا أسباب التأخير بكل صدق وتواضع وأدب ووضوح وشفافية.
وبعد أن كشف زيف الأمريكي وضعفه وإفلاس خياراته، رد على ذيله السعوديّ بتذكيره بسجل جرائمه ومجازره بحق الشعب اليمني، معلناً عن قواعد اشتباكات جديدة، منطلقاً من توجيهات الله القوي العزيز القائل:
“وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا، فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ”.
وقوله:
“الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ، فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”.
وفي آن واحد فتح طريق التصعيد والحرب، وفتح معها طرقاً عديدة للسلم وللسلام، وعلى العدوّ أن يختار.
أعلن الجهوزية الكاملة، وبعد أن أكمل وعيده وتهديده، نصح العدوّ ومنحه فرصة جديدة؛ معذرةً إلى الله ولعلهم يعتبرون أَو يتعظون أَو يعقلون.
بلغة غير مسبوقة، وخطاب تسمع فيه زئير أبطال اليمن المجاهدين في كُـلّ ميادين المواجهة، كما تسمع في آهاته أنينَ شعبه الصابر المظلوم، وتقرأُ في لهفة عينَيه معاناةَ أبنائه.
فوقف مدافعاً عنهم بالحجج الواضحة البليغة والبراهين الجلية الدامغة، التي تلقف إفك الأعداء وباطلهم وكذبهم ومماطلتهم، وتقف في وجه ظلمهم وطغيانهم وجبروتهم وحصارهم وتجويعهم.
“ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ، إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ المُؤمِنِینَ”.
والعاقبةُ للمتقين، ولا عدوانَ إلا على الظالمين، ولا قوةَ ولا نصرَ إلا من عند الله العزيز الحكيم.

قد يعجبك ايضا