استنفارٌ يمني واسع في يومٍ مفصلي
عبد القوي السباعي
بهاماتٍ شامخةٍ تناطح السحاب، ولسان حالهم يزمجر في كُـلّ الساحات: “فوضناك.. يا قائدنا فوضناك.. نحن سلاحك في يُمناك”، وغيرها؛ هَبَّ شعب الإيمان والحكمة، وتدفقَّت -إلى العاصمةِ صنعاءَ والمحافظاتِ اليمنيةِ الحرة- جموعٌ فاقت حشودُها تعدادَ العادين، وأعجزت أرقامُها إحصاءَ المحصين، في استنفار حماسي واسع؛ وفي يومٍ مفصلي تقرّر فيه مصير معركةٍ ذات نفسٍ طويل امتدت على مدى تسع سنواتٍ وبضعة أشهر.
استنفار يمني غير مسبوق سالت حشوده وتدفقت إلى كُـلّ الميادين، بعناوين لم ولن تنفك أبداً عن رؤى وتوجّـهات القيادة، ووصلت تلك الحشود الأكثر من أن توصف بـ”مليونية”؛ تلبيةً لدعوة السيد القائد العلم، بوعي مُتقد وبصيرةٍ نافذة؛ هتافاً بذكرِه وولاء ووفاء ومحبة له، وتجديدًا للعهدِ والمضي تحت قيادته، مهما كانت التحديات والمخاطر أَو تعاظمت التهديدات، فلن يحول شيء أمام شعب عقدَ العزم متوكلاً على الله وواثقاً بنصره.
استنفار يمني عارم جاء تأكيداً لثباتهم في مواقف لطالما عرفوا بها وهم اليوم أشد ثباتاً عليها، وأكثر عزماً في مواجهة الطغاة المجرمين وتحطيم جبروت المعتدين، وفي أن تُقامَ لليمن دولة عزيزة كريمة مستقلة، على أَسَاس من الهُــوِيَّةِ الإيمانيةِ المتصلة اتصالاً وثيقاً في معادلة “فلسطين والقدس والأقصى” كقضيةٍ مركزيةٍ لا تنازل عنها، ومبدأ جهادي لا حياد عنه، ومطالباً شعوب الأُمَّــة على السير في نفس مساره وخطاه، وكذا محور الجهاد والمقاومة.
ولضخامة الحدث وصدق الموقف في مسيرات الثبات “مع غزة” والاستعداد “للتصدي للعدو الأمريكي ومن تورط معه” من العربان المنافقين، فقبل أن تتناقلها مختلف وسائل الإعلام العالمية، كجمهرةٍ كبرى لا مثيل لها، إلا أنها تعلن عن ميلاد شعبٍ عظيم ودولة عظمى، لها من الصدارة والحضور ما لها، ولها من الجند المجندة كالذين تبوؤوا الدارَ والإيمان من قبلهم، فاتحين وأنصارًا للإسلام ديناً ومنهج حياة ورسالة ورسولاً.. ولمن يكتب التاريخ نقول: “آن لكم فتح سجلاتٍ جديدة للمواكبة”.. فما هو آتٍ سيصعب عليكم اللحاق به..