عاشوراء.. ذكرى انتصار الدم على السيف ورمز للحرية والكرامة

استطلاع/ هاشم علي

أوضح مسئولون (لموقع أنصار الله) بأن ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام هي ذكرى انتصار الدم على السيف، وانتصار الفطرة السليمة على شهوة التسلط والجبروت ، كما هي محطة دينية وجهادية متكاملة تستمد منها الدروس والعبر والشجاعة والتضحية والسير على نهج ودرب سبط رسول الله الامام الحسين عليه السلام في مواجهة الظلم والطغيان ومقارعة الظالمين، فقد تحرك شعب الأنصار وواجهوا جبابرة العصر على خطى الحسين وارهبوا الأشرار وكسروا هيبة الكفار وصرخوا بهيهات منا الذلة وبشعار الحرية وانتصروا لمظلومية غزة لذا يحييها اليمانيون كل عام .

 

كربلاء لا تُمحَ من ذاكرة اليمانيين ولم تُنسَ

بدوره الأستاذ/ علي الاقهومي مسؤول التدريب والتأهيل بمحافظة البيضاء الحديث حول عاشوراء  تقف أمامه العقول حائرة والأقلام باهتة،  والحروف عاجزة والألسن متلعثمة، الحديث عن عاشوراء ذي شجون ،عاشوراء دروس وعبر، عاشوراء مدرسة الأحرار عبر الزمن ،وعاشوراء إلهام وتضحية، فداء وتزكية،  بذل لا مثيل له،  ووفاء لا نظير له، وإذا كان عاشوراء ملهم الشعراء، ومنهل الأدباء،  وغدير العطاء للمفكرين ، ومرجعية قاموس الباحثين  عن الحرية والمتعطشين للشجاعة ، والعاشقين لمواقف الرجولة ، كلُّ ذلك مختزل تحت عنوان: تضحية كربلاء السبط سلام الله عليه.

وأكد  الاقهومي أن احياء الشعب اليمني لهذه الذكرى يؤكد بأن أهل اليمن هم أنصار الله ورسوله وأول من ناصروه من قبيلتي الأوس والخزرج من اليمن، وإن أول أسرة مضحية بالروح في سبيل الله هي يمنية، وليس غريباً إن كانت هجرة نبي الإسلام إلى موطن قبائل يمانية، فأهل اليمن عبر التاريخ حازوا مواقف السبق في كل حميدة ، وتوحدوا براية الكرامة في كل فضيلة ، وسجلت مراجع التأريخ اليمن الميمون يتيمة الدهر وجوهرة العقد ،وختمها القرآن الكريم بوصفها «بلدةٌ طيبة»  فالشعب اليمني الذي توجه الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله  « الإيمان يمان والحكمة يمانية»   فتجسد الإيمان في أهل اليمن  وتجلت الحكمة في أهل اليمن،  وتفرد الوفاء والصدق والبذل والعطاء بالغالي والنفيس في أهل اليمن  .

وأضاف الاقهومي بأن الشعب اليمني ينطلق من إيمانه بخاتم المرسلين وحبه وعشقه ودفاعه عن أهل بيته سُفن النجاة ونجوم الظلمات،  بدءاً من حبهم لوصي الرسالة ويعسوب الدين وسيف الإسلام المسلول على الكافرين وقاصم المنافقين  الإمام علي عليه السلام  ، فكانت قبائل اليمن ورجالها الشجعان، السند والعضد والسهم الماضي والسيف القاطع  مع أمير المؤمنين علي عليه السلام في حربه وسلمه وحله وترحاله ،

 وما عمار بن ياسر ومالك الأشتر وأمثالهما الكثير في جهادهم واستشهادهم تحت راية أمير المؤمنين علي عليه السلام إلا الدليل القاطع والبرهان الناصع في حقيقة اليمانيين وتجليات مواقفهم  الرجولية الوفية ، وعندما نأتي إلى مواقف الوفاء حول سبط المصطفى،  يقف الزمن متعجبا حائراً من تلك الكوكبة الحسينية التي أبت التخلي عن سبط الرسول وفضلت الدفاع والجهاد والبسالة والاستشهاد بين يدي شهيد كربلاء عليه السلام  ، من قال فيه جدُه صلى الله عليه وآله وسلم «حسين مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحب حسين» .

 فكيف لا يحبوه ويفدوه ويسجلوا أنصع مواقف التضحية والفداء الذي لا يجسده إلا المؤمنون ولا يتنكر له إلا المنافقون والمخذولون من عبيد الدينار والدرهم وعبيد الطغاة والجبابرة والمستبدين، فكانت تلك الكوكبة المؤمنة حول بطل كربلاء جلّها يمانية خالصة رضوان الله عليهم  .

وأوضح الاقهومي بأن علاقة اليمنيين بالرسول والرسالة وبعترته علاقة دين وإيمان ومبدأ وأخلاق الوفاء  وصلة لا تنفصل ورابطة لا تنقطع، فمن يريد المزيد من معرفة حواري الحسين في كربلاء فليرجع إلى مراجع التأريخ وليقرأ أبطال الفداء حول الحسين عليه السلام في كربلاء ، وأضاف بأن مأساة كربلاء لا تُمحَ من ذاكرة اليمانين ولم تُنسَ ، فعلى سبيل المثال  نجد شاعر أهل البيت عليهم السلام أمير شعراء اليمن الحسن بن علي بن جابر الهبل  رضوان الله عليه  يقول  : وبكربلاء عرِّج فإنَّ بكربلا                   رِمما منعن عيوننا طعم الكرى

حيث الذي حزنت لمصرعه السما               وبكت لمقتله نجيعاً أحمرا

ويقول:

وما أنسَ الشهيدَ بكربلاء                  وهيهات إني ما حييتُ لنادبُه.

 

وأشار الاقهومي بأن أهل اليمن الذين عشقوا الحرية وأبو الضيم والإذعان لأي طاغي أو مستبد ،نجدهم يمرون بمراحل تعيد لذاكرتهم مآسي كربلاء ومعاناتها،  وصمود الحسين وتضحيته  ومعاناته ، فخلال العدوان الغاشم من تحالف الشيطان على بلدنا خلال السنوات الماضية تجسدت مظلومية كربلاء، كذلك الموقف اليمني الشجاع مع مظلومية غزة وتخاذل الأعراب عنها ، فقد برز السيد القائد عبدالملك بدرالدين يحفظه الله ليؤكد المواقف الحسينية في مقارعة ومنازلة الطغاة والجبابرة والمستبدين ،ومناصرة المظلومين ومساندتهم مهما كانت التبعات والنتائج،  وهذا لا نجده إلا في ثقافة من عرف قيمة ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء .

 

عاشوراء مدرسة الجهاد والانتصار

 

من جهته تحدث الأستاذ/ يوسف العلوي مدير عام المساجد بالهيئة العامة للأوقاف بأن ذكرى عاشوراء هي ذكرى انتصار الدم على السيف، وانتصار الفطرة السليمة على شهوة التسلط والجبروت، وعندما نرجع إلى يوم الطف نجد فريقين متضادين، أحدهما يمثل القرآن الكريم والرسول الخاتم وجبريل الأمين والتقوى والهداية الممتدة من الله عز وجل، والفريق الآخر يمثل أبا لهب وعتبة والوليد والضلال القرشي والفجور السفياني والجهل الأموي والعداوة للحق الممتدة من اللات والعزى والشيطان الرجيم، فشتان ما بين الفريقين كما بين الليل والنهار، ومنذ ما يقارب ألف وأربعمائة عام ولكلا الفريقين امتداد ورموز تعبّر عن الاتجاه، وتجسّد النفسيات.

وأكد العلوي بأن اليمن عندما يحيي ذكرى عاشوراء كل عام إنما يُحيي الحسين السبط عليه السلام مبدأً وثقافةً وانتماءً وولاءً وتضحية، فمن الحسين عليه السلام تعلّم الشعب اليمني العظيم معنى الجهاد في سبيل الله، ومن الحسين عليه السلام تعلم كيف يضحّي في سبيل الحرية والكرامة، ومن الحسين عليه السلام تعلّم أن الفرار والانسحاب من المعركة غير وارد، فاليمنيون اليوم يعُون جيداً معنى (هيهات منا الذلة) وأن العدو مهما كانت قوته وقواته وجبروته فلن توهَنَ أمامه العزائم، ولن تخشاه أبداً أسود العرين ، مضيفا بأن اليمن مع بقية رجال الله في دول المحور بوقوفهم مع غزة في وجه دول الاستكبار العالمي يمثلون الحسين السبط  عليه السلام بمبادئه وقيمه وتضحياته ونوره القرآني النبوي الحيدري، وأن أنظمة وعلماء الشعوب المنبطحة للصهيونية تركوا غزة تموت كل يوم ألف مرة، بل أصبحت تلك الأنظمة تشجع الكيان المجرم على استئصال غزة بكل وحشية فهي إنما تمثل معاوية و يزيد وابن زياد وهشام والعدوانية الأموية ضد الإسلام والمسلمين.

وأوضح العلوي بأن  إحياء اليمنيين لذكرى عاشوراء تعني مدى حب اليمنيين لرسول الله صلى الله عليه وآله ولأهل بيته الأطهار عليهم السلام، كما هي إعلان موقف البراءة من الانحراف الذي أوصل الأمة إلى ما وصلت إليه من ضعف وهوان وضلال وتولّي سفهائها لأمرها،

مضيفا عدم ضرب اليمنيين من قِبَل الله كمَن ضربهم بسبب التفريط في الحسين، بل أثبت التاريخ أن حوالي 60٪ ممن كانوا مع الحسين عليه السلام هم من اليمن، وكل هذا يثبته واقع اليمن في وجه تحالف الشر الكافر كيف استطاع اليمن بقيادة حفيد الحسين عليهما السلام أن يدوس على أنف أمريكا وأذنابها وهو في أثناء الحرب يحافظ على مبادئ وقيم الإنسانية والإسلام.

وختم العلوي بأن السيد القائد العلم عبدالملك بن بدر الدين حفظه الله واليمنيون يمثلون الحسين عليه السلام وأصحابه الأوفياء الصادقين، وابن سلمان وابن زايد ومن في صفهما وعلمائهم يمثلون يزيد الطاغية وابن زياد وجنودهما وعلماء سلطته الضالة المضلة، فسلام الله على الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى كل السائرين على درب الحسين.

 

إحياء عاشوراء دليل عن حب اليمنيين لسيد الشهداء ومقارعة الظالمين

 

من جانبه تحدث محمد صالح حاتم- كاتب صحفي إن فاجعة كربلاء وما حصل فيها من جريمة نكراء بحق الإمام الحسين بن علي عليهم السلام، والتي غيبت عن المجتمع طيلة القرون الماضية، حاول قرن شيطان طمسها، ومسحها من التاريخ حتى لا تصل إلى الأجيال، ولا تظهر الحقيقة الكاملة لهذه الجريمة.

وأضاف حاتم أن الإحياء لهذه المناسبة الأليمة يهدف لتخليدها، لان قضية الحسين قضية خالدة وممتدة عبر الأجيال إلى يوم القيامة، وما يقوم به أبناء الشعب اليمني من إحياء لهذه المناسبة هو دليل عن حب أبناء الشعب اليمني للحسين وولائهم لسيد الشهداء، وكذلك تأكيد على موقفهم الثابت ضد الظلم ومقارعة الظالمين، فثورة الحسين كانت ضد الظلم، وعدم السكوت عن الجرائم التي ارتكبها فرعون ذلك الزمان يزيد، وإن الشعب اليمني  بثورته التي انطلقت شرارتها من جرف سلمان بقيادة الشهيد القائد  حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه- رفضا لطغيان أمريكا وجبروتها وغطرستها، وهذه الثورة التي لازالت مستمرة هي امتداد لثورة الإمام الحسين.

وأكد أن شعبنا اليمني في خروجه الجماهيري الكبير في ذكرى عاشوراء خاصة في هذا العام يعد خروجا مؤكدا في ثبات موقفه من أمريكا و”إسرائيل” ودعمه الكامل لإخواننا في غزة، واستمراره في قصف كل المناطق العربية المحتلة، واستهداف أي سفينة تتجه نحو الموانئ العربية المحتلة، واغلاقه باب المندب والبحر الأحمر امام البوارج والسفن وحاملات الطائرات الامريكية والبريطانية.

وأكد حاتم بأن مظلومية الشعب اليمني والشعب الفلسطيني هي امتداد لمظلومية الحسين  التي يستمدون منها موقفهم الثابت، والتي يستحضرون منها الدروس والعبر والشجاعة والتضحية والسير على نهجه ورايته في مواجهة الظلم والطغيان ومقارعة الظالمين أمريكا و” إسرائيل” والمنافقين من العرب والمسلمين، وإن معركة العزة والكرامة التي يخوضها شعبنا اليمني إلى جانب إخوانهم في فلسطين هي اشرف المعارك واقدسها وأنها مستمرة حتى تحقيق النصر وتحرير الأراضي العربية من الاحتلال الصهيوني، وتحرير الامة الإسلامية من طغيان وجبروت أمريكا.

عاشوراء دلالات وأبعاد مهمة

 

أما الشاعر / راجح عامر تحدث بأن إحياء الشعب اليمني لذكرى عاشوراء سنويا ليس ترفا مناسباتيا، ولا لملئ فراغ وقت، أو لمجرد سرد حادثة كربلاء كقصة أو حكاية أو دراما، بل لهذا الإحياء دلالات وأبعاد مهمة، لذا فالشعب اليمني اليوم في أمس الحاجة لها أكثر من أي وقت مضى، كيف لا والأمة اليوم تشهد فوضى (يزيدية) النهج (أمريكية) الصنع (صهيونية) التنفيذ (أعرابية) العبور تجتاح الأمة من كل اتجاه، وفي كل مجالات الحياة، فينبري يمن الإيمان والحكمة والجهاد قيادة وشعبا ليبدد ذلك الظلام المعتم والذل المخيم على الأمة، بنور الحرية والعزة والكرامة.

وأضاف عامر بأن الشعب اليمني بتوكله على الله وثقته به قطع وريد إسرائيل الاقتصادي، وأحال البحر عليها سعيرا، وكسر هيبة أمريكا وبريطانيا وجعل حاملة الطائرات إيزنهاور تفر هربا من ضرباته الصاورخية، فبقي العالم يتساءل في ذهول عن سر هذه القوة والشجاعة, فيجيبه يمن الإيمان والحكمة: من الحسين ارتوينا وعيا وقوة وصبرا وتضحية, نحيي ذكراه لتحيينا وقد أحيتنا وأماتت مشروع يزيد, ونصرخ بهيهات وكلنا عزة وثبات, ونذكر تفريط الأمة فيه فنذوب تسليما لقائدنا الحكيم والشجاعة (أبو جبريل) حفظه الله.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا