نريد تنمية تحفظ كرامة الإنسان وعزته

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

وبيع الدين – أيها الإخوة – ليس سهلاً هو معناه: أن نبيع أنفسنا، أن تبيع نفسك ممن؟ ممن يوقع هذه النفس في قعر جهنم، تبيع نفسك ممن يذلك في الدنيا, ويعرضك للذل والخزي في الآخرة، تبيع نفسك ممن لا ينفعك في الدنيا وإن نفعك بشيء ما، فلن ينفعك في وقت الحاجة الماسة إلى المنفعة في الآخرة.

يقولون لنا: بأن التنمية هي كل شيء، ويريدون التنمية، ولتكن التنمية بأي وسيلة وبأي ثمن! نحن نقول: لا نريد هذا، وكل ما نراه, وكل ما نسمعه من دعاوى عن التنمية, أو أن هناك اتجاه إلى التنمية كلها خطط فاشلة، كلها خطط فاشلة. متى ما وضعوا خطة تنموية لسنين معينة، انظر كم سيطلبون من القروض من دول أخرى؟ هذه القروض انظر كم سيترتب عليها من فوائد ربوية، ثم انظر في الأخير ماذا سيحصل؟ لا شيء، لا شيء.

إن التنمية لا تقوم إلا على أساس هدي الله سبحانه وتعالى، أليسوا يقولون هم كقاعدة اقتصادية, أو مقولة اقتصادية: [أن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها]؟ الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها. لا بأس، هذه حقيقة، فإذا ما كان هذا الإنسان يسير على هدي الله سبحانه وتعالى، إذا ما كانت نفسه زاكية, إذا ما كانت روحه صالحة، ستنمو الحياة, وتعمر بشكل صحيح.

نحن نسمع كلمة: [التنمية] كل سنة، وكل أسبوع، وكل يوم [تنمية، تنمية] ونحن نرى نمو الأسعار، أليس كذلك؟ ما الذي يحصل؟ هل هناك نمو فيما يتعلق بالبنى التحتية الاقتصادية؟ أو أن هناك نمواً في الأسعار؟ أليس هناك غلاء؟ أليس هناك انحطاط في النفوس والقيم؟ ليس هناك تنمية لا في واقع النفوس, ولا في واقع الحياة، وإن كانت تنمية فهي مقابل أحمال ثقيلة تجعلنا عبيداً للآخرين، ومستعمرين أشد من الاستعمار الذي كانت تعاني منه الشعوب قبل عقود من الزمن.

التنمية من منظار الآخرين: هو تحويلنا إلى أيدٍ عاملة لمنتجاتهم، وفي مصانعهم, تحويل الأمة إلى سوق مستهلكة لمنتجاتهم، أن لا ترى الأمة, أن لا يرى أحد, وليس الأمة, أن لا يرى أحد من الناس نفسه قادراً على أن يستغني عنهم؛ قوته، ملابسه، حاجاته كلها من تحت أيديهم، هل هذه تنمية؟.

فنحن نقول: نريد التنمية التي تحفظ لنا كرامتنا، نريد نمو الإنسان المسلم في نفسه, وهو الذي سيبني الحياة, هو الذي سيعرف كيف يعمل، هو الذي سيعرف كيف يبني اقتصاده بالشكل الذي يراه اقتصاداً يمكن أن يهيئ له حريته واستقلاله، فيملك قراره الاقتصادي، يستطيع أن يقف الموقف اللائق به، يستطيع أن يعمل العمل المسئول أمام الله عنه.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من ملزمة اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

‏ بتاريخ: 24/1/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا