ناجون من مجزرة الفجر يروون لحظات مؤلمة عاشوها في مدرسة التابعين بغزة
موقع أنصار الله – متابعات – 7 صفر 1446هـ
روى ناجون لحظات مؤلمة من مجزرة الفجر الذي ارتكبها كيان العدو الصهيوني في مدرسة التابعين بمدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين بجريمة نكراء ومذبحة هزت العالم أجمع.
وقال فلسطينيون إن المدرسة تأوي مواطنين فلسطينيين مدنيين قصفت منازلهم ونزحوا للمدرسة بعد أن تقطعت بهم السبل ولم يجدوا مكانا للمبيت، ظنًا منهم أنها ستكون آمنة نوعاً ما لكن العدو الإسرائيلي له رأي آخر مؤكدًا على أنه لا مكان آمن بقطاع غزة، والجميع تحت وطأة القصف بأي لحظة.
وروت سيدة فلسطينية شاهدة على المجزرة، أن الناس كانت تؤدي الصلاة في مصلى داخل مدرسة الإيواء التي تضم مدنيين فلسطينيين ولا يوجد بها أي مسلح ولا مقاوم بين النازحين.
وقالت السيدة إن الانفجار الذي حدث بالمدرسة لحظة القصف ضخم جدًا وأحدث نيران كبيرة، وأنها ذهبت للمسجد لتفقد زوجها وأبناءها الذين ذهبوا للصلاة لكنها لم تستطيع الدخول بسبب اشتعال النيران، فأخذت الماء المتوفر لديها وبدأت تحاول إطفاء النار بما تستطيع.
وأضافت أنها جاءت مع عائلتها للمدرسة لأنها منطقة آمنة كما حددها الاحتلال لهم، وكل ما كان بداخل المدرسة أشخاص مدنيون أغلبهم من الأطفال والنساء فقراء نزحوا عدة مرات وحطت بهم السبل بالمدرسة.
سيدة أخرى فقدت خلال المجزرة ابنها وأبنائه وحفيدها، كانت موجودة لحظة الحدث، قالت إن المصلى في المدرسة قُصف بثلاثة صواريخ كبيرة وأحدثت انفجارًات ضخمة، واندلعت نيران كبيرة جدًا منعت المسعفين والمواطنين من إنقاذ ما تبقى من مصابين في المصلى.
وقالت إنها نازحة للمدرسة بعدما هدم الاحتلال منزلها بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، وأنها لم تجد مكان سوى المدرسة للعيش فيه.
وقال أحد جيران المدرسة، إنه كان يستعد للحاق بالصلاة داخل المدرسة، ومع بداية الركعة الأولى من صلاة الفجر انهالت الصواريخ الثلاثة على المصلى كالزلزال وبدأت تتناثر الأشلاء المقطعة في كل مكان كأنها أهوال يوم القيامة.
وأضاف: “وعندما وصلت للمدرسة رأيت الأشلاء وجثث الشهداء المدنيين والأطفال والنساء في كل مكان، في مشهد قاس لا يتخيله أحد”.
كما روى أبو محمد الذي يسكن بجوار المدرسة، أنه “سمعنا الانفجار القوي والنار التي أحدثها داخل المسجد، فهرولنا للمسجد ففجعنا بالأشلاء المتطايرة مع الحجارة التي تناثرت بجميع أنحاء المنطقة والنيران التي تأكل كل شيء، في مجزرة بشعة تؤكد عدم آدمية الاحتلال، لأنه ما شاهدناه قاسي وعنيف جدًا”.
وقال إنه لا يوجد بالمدرسة أي مسلح ولا مقاوم، الجميع مدنيين وأسر ظنت أن المدرسة آمنة من صواريخ الاحتلال.
وفي ذات السياق، قال أحد الناجين من المجزرة البشعة إن جميع المواطنين المتواجدين في المدرسة بيوتهم دمرت بفعل القصف الإسرائيلي الذي طال الحجر والشجر وكل شي في قطاع غزة.
وأضاف أنه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني قمة الظلم، بأنه لا يوجد مكان ولا منطقة آمنة في قطاع غزة نهائيًا لا مستشفى ولا مسجد ولا كنيسة ولا مدرسة، وجميع الناس أصبحت تترقب لحظة الموت، قد تأتي في أي لحظة.
وأشار إلى أن قصف المصلى بيت الله في الأرض، هو قمة الاستخفاف بدين الله والمسلمين حول العالم، متسائلاً أين زعماء ورؤساء العرب وأين المسلمين الغاضبين على جرائم الاحتلال؟.
وتساءل النازحون في المدرسة عن الموقف العربي وموقف الزعماء العرب الذي لم يحرك ساكنًا إزاء جرائم الإبادة الجماعية التي يكررها الاحتلال يوميًا في قطاع غزة، مؤكدين أن المدرسة تحوى نازحين مدنيين فقراء ولا يوجد مسلحين بينهم.
المصدر: شهاب