منظمة الصحة العالمية تعرب عن قلقها من تفشي شلل الأطفال بغزة
موقع أنصار الله – متابعات – 20 صفر 1446هـ
أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الجمعة، عن قلقه البالغ إزاء تأكيد إصابة طفل يبلغ 10 أشهر بمرض شلل الأطفال بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
جاء ذلك في سلسلة منشورات على منصة إكس، حول ظهور مرض شلل الأطفال بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة.
وقال غيبريسوس: “أشعر بقلق بالغ إزاء التأكيد بأن طفلاً يبلغ 10 أشهر غير حاصل على التطعيم في دير البلح بغزة، أصيب بمرض شلل الأطفال للمرة الأولى منذ 25 عاماً”.
وأضاف في بيانه أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها بدأوا على الفور العمل على جمع ونقل عينات البراز للطفل لفحصها في مختبر معتمد لدى منظمة الصحة العالمية في المنطقة.
وأشار إلى أن تسلسل الجينوم أكد أن الفيروس مرتبط بـ “فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني”، الذي تم اكتشافه في العينات البيئية التي تم جمعها من مياه الصرف الصحي بغزة في يونيو الماضي.
وبين أن حالة الطفل المصاب بشلل أسفل ساقه اليسرى مستقرة، وأنه نظرا لارتفاع خطر الإصابة بالمرض في غزة ومحيطها فقد قررت وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة ويونيسف تنفيذ حملة تطعيم على مرحلتين لوقف انتقال الفيروس.
وفي 16 أغسطس الجاري أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في قطاع غزة، بمدينة دير البلح لطفل يبلغ 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
وفي نفس الإطار أشار غيبريسوس إلى أن آلاف الأشخاص ما زالوا يهجرون قسراً في منطقتي خان يونس ودير البلح بسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي تصدرها “إسرائيل”، وبالتالي هناك خطر الإصابة بشلل الأطفال.
وأكد المسؤول الأممي أن هذا الوضع يزيد من الصعوبات الجسدية والنفسية التي يواجهها الأطفال بقطاع غزة.
وأكمل: “لا يوجد أحد أو مكان آمن في غزة، لم يعد أمام الناس أي خيارات تقريبا بعد نزوحهم بشكل متكرر للعثور على مأوى ورعاية صحية وغيرها من الخدمات في بيئة مزدحمة ومليئة بالتحديات بالفعل”.
وأشار إلى أن قرارات الإخلاء الإسرائيلية قريبة من النقاط الطبية والمستشفيات في المناطق المتضررة، مما يتسبب في خطر تعطلها بسبب انعدام الأمن وعدم الوصول الآمن.
وشدد على ضرورة “منع ذلك بأي ثمن، أهالي غزة بشكل عاجل بحاجة إلى الحماية والكرامة، وليس النزوح المتكرر”.
والأربعاء، شددت 20 منظمة إغاثة دولية وعاملون في مجال الصحة على ضرورة تسليم لقاحات شلل الأطفال إلى غزة في أقرب وقت ممكن.
وذكرت المنظمات أن “لقاحات شلل الأطفال موجودة في المنطقة وجاهزة للتوزيع في أغسطس، وسبتمبر، لكن ذلك يتطلب الوصول الكامل لإمدادات المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر جميع البوابات الحدودية وداخلها”.
ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتقول الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني إنه “طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض”.
وبدعم أمريكي، تشن “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.