الفسفور الأبيض يقضي على الموسم الزراعي في جنوب لبنان
موقع أنصار الله – متابعات – 13 ربيع أول 1446هـ
منذ السابع من أكتوبر 2023 يقصف كيان العدو الإسرائيلي البلدات الحدودية اللبنانية بقذائف الفسفور الأبيض المحرم دولياً والسام؛ ما يؤثر على المساحات الزراعية، وعلى صحة المواطنين في المنطقة، وكل ما يصيبه هناك.
وقد أظهر تقرير لمنظمة “هيومن رايتس واتش”، تعرض 17 بلدة لبنانية جنوب لبنان للقصف بالفسفور الأبيض، وبحسب التقرير فقد خلف ذلك مساحات زراعية محترقة بالكامل؛ ما منع المزارعين من حصد محاصيلهم، وفي كثير من الأحيان أدى لموت هذه الأشجار المثمرة.
المزارع عبدو هاشم من بلدة شبعا الحدودية جنوب لبنان، وصف هذا الوضع الصعب قائلاً: “إطلاق الفسفور يتزايد من يوم لآخر وجميع محاصيلنا تسقط بسببه على الأرض وبذلك نخسر الموسم الزراعي”.
وأضاف هاشم بحسرة في حديث له لـ”قناة العربي”: “لدي قطعة أرض بالوادي لا أعرف ما حصل بها حتى الآن، فلا أحد يستطيع الوصول إليها منذ 10 شهور ماضية، وهي مزروعة بالعديد من الفواكه: كالكرز والتفاح والخوخ والإجاص”.
بحسب مصادر صحفية لبنانية، “فمنذ بدء الحرب في جنوب لبنان، اعتمد جيش العدو الإسرائيلي سياسة إحراق الأراضي الزراعية، وقضت على مساحات واسعة من الأشجار المثمرة وغير المثمرة في المنطقة”.
ووفقاً للمصادر ذاتها “حوّل الفسفور الأبيض مساحات من الأراضي غير قابلة للاستخدام، حيث يعتمد غالبية سكانها على الزراعة وتربية المواشي”.
وأظهر تقرير لوزارة الصحة اللبنانية أن 257 شخصًا أُصيبوا جراء استنشاق الفوسفور الأبيض، جنوبي البلاد، منذ الثامن من أكتوبر الفائت حتى نهاية الشهر الماضي.
وقالت الوزارة في بيان لها: “إن أعراض الإصابة بهذا السلاح المحظور قد تظهر على جسم الإنسان بعد سنوات”.
من جانبه، قال وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عباس الحاج حسن: “إن الأضرار الزراعية في منطقة الجنوب كبيرة وتترواح بين 6000-6500 دونم”.
وأشار “حاج حسن” بحديث “لقناة العربي” ، إلى أن نصف هذه المساحة “قُضي عليها بالكامل”، أي ما يزيد عن 2000 دونم؛ نتيجة الفسفور الأبيض المحرم دوليا”.
وبحسب وزارة الزراعة، “فإن 20% من الناتج القومي من الزارعة مصدره منطقة جنوب لبنان”، موضحة “أن إسرائيل أحرقت العديد من المزروعات كأشجار الزيتون، وحقول القمح، والعديد من الأشجار المُثمرة الأخرى”.
وقال أحمد عطوي، رئيس اللجنة الطبية في مستشفى مرجعيون إن “الآثار الحادة تكون عبر الاختناق القوي، مما يؤدي إلى ضيق في التنفس لدى المريض ما يستوجب خضوعه لفحوصات طبية متتالية”.
وفي الإطار، أصيب الشاب “إبراهيم” من جنوب لبنان، بالتهاب رئوي حاد نتيجة استنشاق أدخنة هذا السلاح المحرم دوليًا، والذي تستخدمه آلة الحرب الإسرائيلية بكثافة في هذه المنطقة الساخنة.
ويُعد إبراهيم واحداً من بين أكثر من 250 شخصاً، تعرضوا لحالات اختناق منذ أقل من عام جراء القصف المتوصل بالفسفور الأبيض.
ووفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، “فإن غالبية المصابين في الجنوب، هم من فئتي “كبار السن والأطفال”.
وأوضحت الوزارة، أن ما يثير القلق، أن أعراض الإصابة بالفوسفور قد تتأخر في الظهور، وتتراوح بين الالتهاب الرئوي الكيميائي، والتأثير على عمل الأعضاء الحيوية بالجسم، ناهيك عن حروق مباشرة.
جدير ذكره أن الفوسفور الأبيض هي مادة سامة تتفاعل مع الأكسجين، وتستخدمها “إسرائيل” في القذائف المدفعية والصاروخية التي تقصف بها مناطق في جنوب لبنان.
وتقول المنظمات الدولية، إن الفوسفور الأبيض مادة محظورة، ويزعم الإسرائيليون أنهم يستخدمونها قانونيًا، فيما تقول الولايات المتحدة إنها ستحقق في استخدام هذا السلاح المحظور.