هو الظاهر سبحانه
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
هو أظهر من مخلوقاته، هو أظهر من مخلوقاته، هو من غَرَزَ في نفوس عباده معرفته, المعرفة الجملية, لم يغب اسمه عن ذهنية البشرية. والقرآن الكريم أكد هذه، وهو يذكر لنا كيف كان الأنبياء يدعون أممهم إلى الله، وكيف كانت تلك الأمم إنما تنازع في ما يتعلق بالوحدانية، أنها غير مستعدة أن تتخلى عن الآلهة الأخرى، لينفرد الله هو وحده بعبادتهم له، وينازعوا الأنبياء في أنه بعد لم يثبت لديهم أو أنهم يريدون أن يثبت لديهم بأنهم رسلٌ من الله، ليس هناك إشكالية حول وجود الله، حتى ولا عند الكافرين {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(الزخرف: من الآية87) ولئن سألتَ مَن؟ سألت الكافرين.بل يقول الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم (صلوات الله عليهم): ((أن الله غرَزَ معرفته في نفوس عباده من الملائكة والإنس والجن)) حتى قال أيضاً: ((بل والطير والحيوانات الأخرى كلها تعرف الله)).وكل ما تشاهده، كل ما تشاهده أنت في واقعك تشهد بسبق خالقه، بسبق صانعه في فطرتك قبل أن تنطلق لترتب مقدمات كلامية منطقية: [هذا مُحْدَث فلا بد له من مُحْدِث، فثبت أن له مُحْدِث]. من أين قلت: [مُحدَث]؟ أليس بعد أن شهدتَ بأن فيه علامات التدبير والخلق، إذاً أنت تشهد أولاً، أنت تشهد أولاً في فطرتك بوجود الخالق، وتشهد بسبق الخالق، وإلا لما عرفتَ أن هذا فعل، ولما انطلقت لترتب هذه المقدمة.الله سبحانه وتعالى هو أظهر من كل مخلوقاته؛ ولهذا – في ما أفهم والله أعلم – لم أجد في القرآن الكريم آية واحدة – على الرغم مما ذكره الله سبحانه وتعالى من مظاهر قدرته ونعمته وحكمته و.. إلى آخره – أن ذكر شيئاً منها بعبارة: [أليس ذلك يدل على أنني كذا]، لا تجد هذه في القرآن الكريم، ليس هناك آية تقول: [أليس ذلك دليل على أني قادر، أليس ذلك دليل على أني حي، أليس ذلك دليل على أني حكيم، أليس ذلك يدل على أن لها خالق، يدل..]، لم ترد هذه إطلاقاً؛ لأنه هو {الظَّاهِرُ}، هو {الظَّاهِرُ}، هو الذي فطر النفوس على معرفته, بل لم يأتِ أحد ليسمي صنماً باسمه، أو يسمي بشراً باسمه، أو يسمي شيئاً باسمه، الذي هو اسم لذاته سبحانه وتعالى المقدسة: [الله]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} (مريم: من الآية65) كان المشركون يسمون الآلهة [هُبَل، اللاَّت، العُزَّي، وُد، سُواع، يَغُوث، يَعُوق].الله معروف لدى البشر أنه [الله]، هو الإله, هو الذي خلق السموات والأرض، هو الذي خلقهم، هم يعرفون هذه، لم يأتوا ليسموا صنماً آخر باسمه أبداً، هو إله، بل هو إله مقدس لدى البشر، إله مقدس لدى البشر في كل مراحل تاريخ البشرية. بل يقول أحد الكتاب أيضاً: بأنه في هذا العصر – في استبيان – ظهر بعد أن اُكتشِفت مناطق بدائية، قُبُل بدائية، وعرف بأن الله معروف لديها، قُبُل بدائية في مجاهل أفريقيا وفي مناطق أخرى في هذا العالم، وما يزال بعضهم شبه عُراة، والله معروف لديهم.
هو {الظَّاهِرُ}؛ لهذا كان هناك تأثير سلبي وسيئ جداً لترتيبات المتكلمين المنطقية، لمقدماتهم المنطقية حيث جعلونا نحتاج نحن – حتى نعرفه – أن نستدل عليه بأي شيء من هذا لنعرف وجوده من حيث المبدأ: أن هناك إله, أن هناك [الله].كيف وهو الذي قال سبحانه وتعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}(الشمس:7- 8) كيف يلهمها فجورها وتقواها ولا يلهمها معرفته، ولا يفطرها على معرفته، وهي من أهم.. من أهم ما يمكن أن تسير بالنفس نحو الهدى، وتصرفها عن الفجور – معرفته سبحانه وتعالى – هل مجرد أن تهتدي إلى ما هو تقوى وإلى ما هو فجور أهم من معرفته سبحانه وتعالى؟. هو قال: أَلْهَمَهَا {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} فكيف لا يلهمها ما هو أساس.. ما هو الأساس في أن تنطلق في التقوى وتبتعد عن الفجور، وهو معرفته سبحانه وتعالى؟!.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله – عظمة الله- الدرس السادس
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 23/1/2002م
اليمن – صعدة